هل تنجح “سي أي إيه” في استراتيجيتها السورية الجديدة؟
في تطور لافت يعكس ملامح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في سوريا، كشفت مصادر استخبارية عن اجتماعات دورية خلال الأشهر القليلة الماضية، عقدها قياديون في تنظيمي “قسد” الموالي لواشنطن، و”جبهة النصرة” الذي بدأت ملامح تفاهماته مع الاستخبارات الأمريكية بالذهاب نحو العلنية.
وقالت المصادر أن الاجتماعات بين الطرفين تم التنسيق خلالها حول عدة ملفات، بينها قضايا أمنية محضة، وأخرى تتعلق بتوريد النفط المسروق من آبار شرقي سوريا عبر كوادر محددة من الطرفين، إلى جانب بيع أسلحة وذخائر ومعدات لوجستية أخرى.
وأضافت المصادر أن التفاهمات التي عقدت بين الطرفين توحي باستراتيجية أمريكية جديدة تستند إلى حشد كل ما يمكنها من مفاتيح، لتعويض خساراتها الاستراتيجية المتتالية في المنطقة، عبر تطوير أدوات جديدة ممسوكة بشكل جيد.
وأضافت المصادر أن لجنة تنسيق مشتركة عقدت سلسلة من الاجتماعات، بمشاركة قياديين في الصف الأول من الطرفين، بينهم القيادي المعروف في “هيئة تحرير الشام”، الواجهة الأحدت لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي (المحظور في روسيا وعدة دول)، المدعو (أبو عبد الرحمن زربة)، بالإضافة إلى (أبو القعقاع)، و(فواز الاخضر)، و(أكرم الترك)، و(بتار الحمصي)، و(مالك أبو البراء) و(مروان العلي).
وأوضحت المصادر أن جميع الأسماء المذكورة هم مسؤولون عن ملفات أمنية وعسكرية لدى “جبهة النصرة”، وتم إيكال مهمة التنسيق المباشر مع “قسد” إليهم، من متزعم التنظيم المدعو “أبو محمد الجولاني”.
كما تنطوي مهمة لجنة التنسيق على تبادل معلومات أمنية بإشراف مباشر من قبل الاستخبارات الأمريكية، والتي أعطت الضوء الأخضر لـ “قسد” من أجل التنسيق مع “الجولاني” في عدد من الملفات.
وأضافت المصادر أن “النصرة” قامت أخيرا بإنشاء معمل خاص بالدارات الكهربائية والصواعق الخاصة بالمتفجرات، وقامت بمد “قسد” بكميات كبيرة منها مقابل الحصول على مشتقات نفطية وفيول.
وتابعت المصادر، أن الاستراتيجية التي تحركها المخابرات الأمريكية تدفع نحو إنشاء ما يشبه غرفة عمليات مشتركة بين “قسد” ورفع مستوى التنسيق مع متزعم “تنظيم النصرة”، في حال اضطرته الظروف إلى محاربة الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة، والمتواجدة في عدة مناطق في ريف الرقة وحلب والحسكة.
الجولاني يستثمر في آبار النفط
وأوضحت المصادر أن المعلومات المتوافرة تشير بشكل مؤكد إلى قيام “الجولاني” بتمرير معلومات حساسة عن هذه الفصائل وتحركاتهم بشكل دقيق، إلى قوات “قسد”.
وفيما يتعلق بملف النفط، أكدت المصادر أن “الجولاني” قام باستثمار عدد من آبار النفط داخل مناطق سيطرة “قسد” عبر المدعو رجله المعروف (محمد عمر قديد)، ورجل آخر يدعى (علي ديوب)، حيث يتم إرسال صهاريج من الفيول باتجاه مناطق سيطرة “النصرة” وبيع قسم منها عبر تهريبها وتقاسم عائداتها بين قسد والنصرة.
وفي وقت سابق من العام الماضي، قامت المخابرات التركية بمصادرة شحنة أسلحة كانت متجهة من مناطق سيطرة “النصرة” باتجاه مناطق سيطرة “قسد”، وذلك بالتعاون مع مسلحي ما يسمى “الجيش الوطني”.
وانتهت العملية بمصادرة 4 شاحنات كانت قد خرجت من ريف إدلب، باتجاه ريف حلب في طريقها إلى مناطق سيطرة الجيش الأمريكي ومسلحي “قسد” الموالين له.
سبوتنيك
إضافة تعليق جديد