من أين أتت كلمة “البلطجية”؟

26-03-2023

من أين أتت كلمة “البلطجية”؟

لقب “البلطجي” لم يكن شتيمة بالمعنى السيء المعروف اليوم، أي الشخص الشرير المتسكع العاطل عن العمل..، فالبلطجي كان لقباً يطلق على عناصر فرقة عسكرية تسمى فرقة “البلطجية”، وقد تأسست بالجيش في مصر خلال فترة الاستعمار العثماني وتحديداً خلال فترة حكم محمد علي باشا..، وكان عمل هذه الفرقة وتخصصها يشبه عمل فرق الهندسة العسكرية اليوم..، كانت مهمة فرقة البلطجية هي قطع أشجار الغابات (بالبلطة) لتأمين الأخشاب اللازمة للجيش، وكذلك فتح وتمهيد الطرقات أمام مركبات الفرق العسكرية وكذلك مشاركة الجيش في حفر الخنادق وإطفاء الحرائق، وكان كبير البلطجية أو رئيسهم يسمى “أغاسي”..، وقد خصص محمد علي باشا قسما خاصاً لتدريب البلطجية في مدرسة المهندسين العسكريين “المهندسخانة” في حي بولاق..، وقد اعتمد محمد علي باشا على فرقة البلطجية في الكثير من الأعمال الغريبة، حتى أنه يروى ان محمد علي باشا حين أنشأ مدرسة متخصصة بتعليم التمريض للبنات، كان على الممرضات ارتداء الزي الأبيض الخاص بالتمريض، ويبدو أن ظهور بنات التمريض بهذا الزي كان غريباً بالنسبة للمجتمع المصري وملفتاً للنظر في الشوارع أثناء الذهاب إلى المدرسة والعودة منها، حيث كان الفتية والشباب الصغار يتعرضون لهن لدرجة المضايقة.. فبلغ الأمر إلى الوالي محمد علي باشا الذي أصدر على الفور أمراً بتكليف فرقة البلطجية بالانتشار في الشوارع والبطش بهؤلاء الفتيان المعاكسين وحماية فتيات التمريض أينما ذهبوا..

بقي أن نقول أن لقب البلطجي جاء من استخدام عنصار هذه الفرقة للبلطة في قطع الأخشاب، وال(جي) في نهاية الكلمة هي صفة المهنة في اللغة التركية، مثل قهوجي هو من يصنع أو يقدم القهوة، و عرضحلجي وهو كاتب العرائض على باب المحكمة، و توتنجي وهو بائع التُّتُن، و التنبكجي وهو بائع التُّنباك، و التُّفَكْجي و هو مصلح البنادق أو الجندي الذي يقوم بحشو البنادق بالبارود من أجل زملائه، و الطوبجي وهو الجندي الذي يعمل على وضع الطوب (الحجارة) في المنجنيق.. وووو والكثير غير ذلك من ألقاب أصحاب المهن التي صارت ألقاب عائلات في بلادنا..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...