ألمانيا ليست ديمقراطية.. اشتباك كلامي بين نتنياهو وشولتس في برلين
ذكر موقع "إسرائيل نيوز 24" أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال، في إفادة للصحافيين الذين انضموا إلى رحلته إلى برلين، مساء أمس الخميس، إنّ المقترح الذي قدمه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ "غير مقبول من التحالف الحكوميّ".
وتطرّق نتنياهو إلى الاحتجاجات ضد تعديلاته القضائية، مشيراً إلى أنه "منتبه لما يحدث في إسرائيل"، ومعتبراً أنه مع عرض خطة التسوية التي اقترحها هرتسوغ، "ضاعت فرصة كبيرة للتسوية".
وألمح إلى أنّ المخطط الذي سيتمّ تمريره في النهاية في الكنيست "لن يكون هو الذي يتمّ ترويجه الآن"، مضيفاً: "نحن في حاجة إلى تقديم شيء يتماشى مع التفويض الذي حصلنا عليه بعد الانتخابات، وسنفعله بطريقة مسؤولة".
وزعم نتنياهو أنّ مخطط هرتسوغ "يتعارض تماماً مع ضمان حقوق الأقلية"، وسخر من أنّ هرتسوغ أطلق عليه "مقترح الشعب".
وقال ساخراً: "لست متأكداً من أنّ هذا هو مقترح نصف الشعب"، وأضاف أنّ "ما قدّمه الائتلاف إلى رئيس "الدولة" بخصوص لجنة تعيين القضاة، يتكون من مرحلتين: التصحيح الفوري ثم التوازن، لكنّ الرئيس سمع هذه الاقتراحات ووضعها جانباً".
وفي مؤتمر صحافي مشترك بين نتنياهو والمستشار الألماني أولاف شولتس، اقترح الأخير أن ينظر نتنياهو "في خطة التسوية الذي قدمها هرتسوغ".
وقال المستشار الألماني: "أبلغني نتنياهو بشأن التعديل القضائي الذي يثير الجدل في إسرائيل. وبصفتنا أصدقاء مقربين نتشارك في القيم الديمقراطية، فإننا نتابع هذا التغيير، ولن أخفي حقيقة مفاده أننا قلقون بشأنه".
وأكد شولتس أنّ استقلال النظام القضائي "هو رصيد ديمقراطي مهم"، قائلاً إنّ "أمنيتنا هي أن تظلّ شريكتنا في القيم، إسرائيل، ديمقراطية ليبرالية". ثم تمنى "ألا يكون تمّ اتخاذ قرار نهائي" بشأن "المقترح التوافقي" الأخير لهرتسوغ.
بعد تصريحات سولتس، علّقت وسائل إعلام إسرائيلية على المؤتمر الصحافي، مسلّطةً الضوء على "المواجهة النادرة" التي حدثت أمام الكاميرا بين الرجلين.
وقال المذيع في "القناة الـ13" الإسرائيلية، خلال عرض مقطع من تصريحات نتنياهو والمستشار الألماني، إنّ "ما حدث في برلين هو أمر لم نشهد مثله أبداً: مواجهة أمام الكاميرا، عبر بثّ مباشر، بين رئيس الحكومة نتنياهو والمستشار الألماني".
بدورها، وصفت موريا فلبرغ، مراسلة الشؤون السياسية في "القناة الـ13"، المؤتمر "بالحادث الاستثنائي"، قائلةً إنه "قبل كلّ شيء، فإنّ شولتس بدأ الكلام، وفي نهاية كلامه تطرق، كما توقعنا، وكما قدرت مصادر في ألمانيا أمامنا، إلى قضية التعديلات القضائية".
وأضافت أنّ شولتس أعرب عن خشيته، وأوصى الحكومة بتبنّي مخطط الرئيس، "لكنّ نتنياهو بعد ذلك ردّ"، وقال إنّ الصورة التي يحاولون خلقها "غير صحيحة".
"الأمر النادر" وقع عندما وصل الأمر إلى استقبال الأسئلة. وقالت المراسلة: "حدث أمر آخر مدهش"، بحيث قال نتنياهو، في ردّه على أحد الأسئلة، إنّه إذا كان "القضاة الذين يعينون أنفسهم لا يُعَدّون ديمقراطيين، فان ألمانيا أيضاً ليست ديمقراطية"، الأمر الذي استدعى رداً من المستشار الألماني، قائلاً إنّ "الديمقراطية ليست فقط حكم الأغلبية، بل أيضاً حقوق الأقلية".
وأضافت المراسلة أن "هذه مواجهة دبلوماسية. لقد رأيت مواجهات عاصفة أكثر، لكن بلغة الدبلوماسية، وبمصطلحات دبلوماسية. أما هذا فحادث استثنائيّ، حتى بسبب طول مدة ما حدث خلال المؤتمر الصحافي".
وأشارت إلى أنّ "نتنياهو وصل إلى المؤتمر الصحافي، وأراد الحديث عن إيران وإيران وإيران... لكن الألمان تحدثوا معه، بصورة أساسية، عن التعديلات القضائية".
وأثار هذا المؤتمر ضجة في كيان الاحتلال، وحفلت الصحافة بتحليلات اللغة التي استخدمها شولتس في التشكيك في "النظام السياسي الإسرائيلي"، كما رأى مستوطنون أنّ "توجيه شولتس ملاحظات إلى نتنياهو بشأن مخاوف على الديمقراطية في إسرائيل، هو وصمة عار لكل إسرائيلي"
إضافة تعليق جديد