هل عقدت الولايات المتحدة مع إيران صفقة لتبادل السجناء؟
ناقشت صحف بريطانية، الإثنين، التصريحات الإيرانية، مؤخرا، باقترابها من عقد صفقة لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة، التي تنفي ذلك وتتهم طهران بـ “الكذب”.
ونشرت “فايننشال تايمز” تقريراً حول “تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان مفاده بأن بلاده في المراحل الأخيرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء، مع الولايات المتحدة، فيما استجلب نفياً سريعاً من جانب الإدارة الأمريكية”.
وأضاف التقرير أن “عبد اللهيان أطلق تصريحاته، الأحد الماضي عبر وسائل إعلام محلية”، قائلاً: “رغم التوتر بين بلادي وواشنطن، فيما يتعلق بالملف النووي، والعلاقات مع روسيا، إلا أنهما اقتربا من عقد الاتفاق”.
ونقل التقرير عن “عبد اللهيان”: “لقد وصلنا إلى اتفاق خلال الأيام الماضية، ولو جرى كل شيء بشكل جيد في الجانب الأمريكي، أظن أننا سنشهد تبادلاً للسجناء قريباً.. وفيما يتعلق بجانبنا، كل شيء جاهز”.
“وظهرت العقبات الدبلوماسية بعد مسارعة البيت الأبيض إلى نفي الأمر، حيث نقل التقرير عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، قوله في بيان للرد على تصريحات عبد اللهيان: “إنها كذبة أخرى قاسية تزيد فقط من آلام أسر السجناء”.
وأضاف التقرير: “الجانب الأمريكي مهتم بتأمين إطلاق سراح 3 سجناء على الأقل، يحملون الجنسيتين الأمريكية، والإيرانية، رهن الاعتقال في طهران، كما أن إيران اعلنت سابقاً أنها مستعدة لإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن أموالها المجمدة في كوريا الجنوبية”.
وأردف التقرير: “إيران لديها ما يقرب من 7 مليارات دولار من عائدات النفط رهن التجميد لدى سول، منذ إعلان الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية عليها، بعد رحيل إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب”.
وأشار التقرير إلى أن “سبب تأخر التوصل لاتفاق نهائي، هو الاختلاف في وجهات النظر بين الجانبين بخصوص كيفية الإفراج عن الأموال المجمدة”.
“وترتبط أسباب ذلك الاختلاف بمواجهة الرئيس الأمريكي، جو بايدن انتقادات داخلية وأيضاً من الجانب “الإسر.ائيلي”، في حال قرر الإفراج عن مليارات الدولارات الإيرانية المجمدة”.
واوضح التقرير أن “أحد الخيارات المتاحة، هو تحويل الأموال إلى حساب تديره قطر، للاستخدام فقط في شراء السلع غير المدرجة على قائمة العقو.بات الإيرانية، مثل الأدوية، والمواد الغذائية”.
وكان نفى المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس تصريحات مسؤولين إيرانيين بشأن التوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء، ووصفها بأنها كذبة أخرى وتزيد من معاناة عائلاتهم.
وفي المقابل، أبدت إيران استغرابها من الموقف الأميركي بعد أن توصلت إلى اتفاق مكتوب وموقع من واشنطن لتبادل السجناء منذ آذار 2022 لكنها لم تنفذْه، معتبرة أن قضية السجناء إنسانية ولا ينبغي توظيفها في اللعب السياسي.
وكانت المفاوضات عقدت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قبل نحو ستة أشهر، وكانت قطر مشاركة في تسهيلها، لأنها تمتلك علاقات جيدة مع الجانبين، بحسب التقرير.
وفي سياق آخر، حذّرت تقارير إعلامية وأمنية “إسر.ائيلية” من نتائج الاتفاق السعودي الإيراني، معتبرةً أن الاتفاق سيفتح المجال لعلاقات أوسع بين إيران ودول إقليمية كبرى، بينها مصر.
كما وصفت التقارير أن “الاتفاق السعودي الإيراني بدد الحلم “الإسر.ائيلي” في إقامة تحالف عربي دولي ضد إيران”، على حد تعبيرها.
وكانت أعلنت إيران والسعودية، مؤخراً في بيان مشترك، الاتفاق على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية بمبادرة صينية، وإعادة فتح السفارتين في البلدين، في غضون شهرين.
إضافة تعليق جديد