المشكلات الاسرية و اثرها على تنشئة الطفل.
يمكن قياس قوة الأسرة ببيان الكفاءة التي تؤدي بها وظائفها التي تعتبر هامة لبقاء المجتمع بمعنى أن المجتمع سيتفكك إذا لم تؤد هذه الوظائف، و تأتي استمرارية المجتمع او دوام الوجود الاجتماعي في المقام الأول، فاهم وظيفة تقوم بها الأسرة هي وظيفة التناسل التي تتم بطريقة مشروعة طبقا لقواعد مفهومة ويقبلها المجتمع، وبتنظيم عملية التناسل تضمن الأسرة بقاء الأنواع وكذلك بقاء الثقافة لان التناسل وحده غير كاف لاستمرار المجتمع.
و ان الاسرة تعتبر الخلية الاولى في بناء الجتمع، و تعتبر دعامة اساسية من دعائم البناء الاجتماعي، و قد تتعثر عملية تنشئة الاطفال نتيجة لعوامل عديدة منها المشكلات الأسرية التي تمر بها الاسرة، ومن هذه المشكلات:
• التفكك الاسري
• اختلاف اتجاهات الثقافية الوالدية
• اختلاف في الطبقات الاجتماعية بين افراد الاسرة..الخ
و تظهر تأثيرات هذه المشاكل على الطفل من خلال سلوكياته، انفعالاته، و شخصيته، و طريقة توافقه مع المجتمع، وعليه فان طبيعة المشكلات الأسرية مهما كانت طبيعتها وتصنيفاتها تؤثر على تنشئة الطفل سواء على المستوى القريب او المستوى البعيد، و لهذا نتساءل في هذه الدراسة:
ماهي المشكلات الاسرية؟
وما تاثيرها على تنشئة الطفل؟
لماذا تعتبر مسالة دراسة احتياجات الطفل مسالة مهمة؟
إن حماية الطفل و إعداده لان يكون عضوا صالحا في المجتمع تبدأ بمحاولة حل المشاكل المختلفة التي تواجهه و قد قامت مؤسسة ( اليونيسيف) بمسح شامل بالاشتراك مع الأجهزة المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، و قد كشف هذا المسح أن الطفل في الدول المتقدمة لا يعاني من الجوع أو العمل الخيري خاصة في المراحل المبكرة من عمره.
كذلك اتضح من خلال هذا المسح أن الطفل في المجتمعات العربية اقل تعرضا للأمراض بالمقارنة بالطفل في دول العالم الثالث، والمشاكل المتعلقة بالطفولة تختلف من بلد إلى بلد ومن مجتمع إلى مجتمع.
و يعتبر البناء السليم للأدوار الأسرية واحدا من أهم العوامل في تكوين شخصية الطفل، و ذلك لان الطفل يتأثر كثيرا بالظروف التي تحيط به، لذلك تركز معظم الدراسات التي تتعلق بتنشئة الطفل على البناء الأسري و الأدوار داخل الأسرة.
تصنيف المشكلة الاجتماعية الاسرية:
و هي المشكلات الناتجة من العوامل الداخلية في الدور و الوظائف المؤدية لها و هي كالاتي:
1- تعارض الانماط السلوكية للزوجين حول اساليب التنشئة الاجتماعية اتجاه تربية الاطفال و طرق اتخاذ القرارات و معاملة الاخرين.
2 -اختلاف الصفات و القيم و العادات و التقاليد عن الزوجين بما يؤدي الى نشاة الصراع و تفكك و انحلال الاسرة.
3 -انخفاض مشاعر الحب و السعادة و التعاون بين الزوجين و كذلك انخفاض روح التعاون تدريجيا بينهم بعد الزواج و كلها تؤدي الى فشل الزواج.
و هناك بعض التصنيفات الاخرى للمشكلات الاسرية فقد حدد "برجس" مجموعة من المشكلات الاسرية فيمايلي:
1- المشكلات الانفعالية و النفسية: و هي ترجع الى اختلاف الحالة المزاجية و العصبية لكل من الزوجين فقد يكون احدهم هادئ و الاخر من النمط العصبي سهل الاثارة.
2 - المشاكل الثقافية: وهي مشاكل ترجع الى اختلاف الزوجين في العادات و التقاليد و الاتجاهات نتيجة اختلاف نشاة و تربية كل منهم.
3 - مشاكل الأدوار الاجتماعية: و هي التوتر او المشاكل التي تنجم عن الاختلافات بين الدور الممارس و الدور المتوقع لكل فرد داخل الاسرة اتجاه الاخرين، كما ان تعدد الادوار و تصارعها يؤدي الى الاختلاف في الاسرة، و عدم تماسكها مثل تعدد ادوار المراة التي تؤديها.
4 -المشاكل الاقتصادية: فقد يؤدي نقص الموارد المادية الى ظهور العديد من السلوك الغير سوي في الاسرة مثل الشجار بين كل من الزوجين و الاعتداء الجسمي وهناك مشاكل اخرى اي العوامل تؤدي الى المشكلة: سوء التوافق العاطفي والجنسي والغيرة والخيانة الزوجية.
- مشكلات اجتماعية: مثل سوء العلاقة بين الزوجين والاقارب و مشكلات الام العامل.
- مشكلات اقتصادية: مثل الفقر و مشكلة تزايد السكان
- مشكلات صحية: مثل المرض المزمن و العاهات والعقم.
- مشكلات ثقافية: ترجع الى تنافر الميول الشخصية و القيم بين الزوجين وتباين المستوى التعليمي.
الأسرة
إضافة تعليق جديد