التعبير عن المشاعر علاج المشاكل الأسرية

تستهويني فكرة التّعبير عمّا يجول بخاطري تُجاه كلّ شيء، ولعلّ طريقتي بشكل عام منتشرة ومعروفة، إلا أنني أتميز بأسلوب مختلف، أختلف عن غيري من الكُتاب بفلسفة التّعبير، فلكل كاتب منّا طريقة سردية خاصة تُميّزه عن غيره، فلكل منّا شخصية مُختلفة تبرز في ليالي كتاباته المفعمة بالغموض أحيانًا وبالوضوح أحيانًا أخرى. 

ولا يقتصر التعبير على الكُتاب فقط، فلا يوجد إنسان لا يُعبر إما بلغة الجسد، أو لغة العيون، أو لغته الخاصة بالتواصل والخطاب. 

فمما سبق نستنتج أنّ التّعبير شيء ضروري لسير حياتنا من خلال طلب احتياجاتنا الأساسية والثانوية، ومن أهم الأساسيات تلبية حاجة الجوع وحاجة العطش، وربما النعاس والملل، والمحبة والكره! المحبة والكره كيف لهما أن يكونا من الأساسيات؟ نعم هي من أساسيات التعايش في البيئة المحيطة بنا، فضروري جدًا لصحتي النّفسية والجسدية أن أُخالط من أحب وأن أتجنب من أكره، حتى أتمكن من العيش بسلام داخلي عليّ أن أتجنب ما يؤذيني. 

كيف لي أن أتجنّب ما يؤذيني إن كنتُ مرغمًا على التعامل معه؟ بكل بساطة من خلال التجاهل، فالتجاهل وسيلة للتعبير عمّا يجول بخواطرنا بأنّ هذا اللقاء لا يستهويني، لذا سأكتفي بالصمت ولن أهتم لِما يُقال هنا، وهذا أسلوب مهذبٌ لتجاهل ما يؤذينا. 

وعند الحديث عن التعبير لابدّ أن نتطرق للحديث عن التعبير عن مشاعرنا تُجاه أقرب الناس لنا ألا وهم عائلتنا فالتعبير إحدى أنجح الوسائل لتقليل المشكلات الأسرية وزيادة أواصر المحبة والمودة بين أفراد الأسرة الواحدة، فضروري جدًا أن أعبر لوالدي عن محبتي إما بالكلمات وإما بالتصرفات وما أعظم التعبيرين إن اجتمعا سينتجان لنا رصيد حسنات وفير عند الله العزيز القدير، ومن المهم التعبير لإخواننا عن مشاعرنا تجاههم ومدى فخرنا بذكرياتنا المشتركة، وأما الأخوات فهن المؤنسات الغاليات اللاتي أوصانا بهن خير البرية، هن الحساسات، المرهفات، المُسعِدات، طبيبات الروح، جابرات الخواطر، هن الحنونات المُحنّنات، ثم بأنك عندما تريد التعبير عن أي أمر حادثهن بقلبك وسيدهشك فيض مشاعرهن وإخلاصهن القلبي إزاء مشكلتك. 

لا ننسى أن التعبير عن المشاعر بين الزوجين أمرٌ لابدّ منه، فهكذا كان قدوتنا صلى الله عليه وسلم عندما سُئلَ عن أحب الناس إلى قلبه فأجاب فورًا عائشة، نعم لم يخجل صلى الله عليه وسلم التعبير عن محبته لزوجه أمام الجميع، وهذا ما يتوجب على الزوجة أيضًا، ولا يقتصر التعبير على الكلمات دون التصرفات أو العكس بل لابدّ من اشتراكهما معًا ليصل المعنى بوضوح أكثر، وبمشاعر أكبر، لتحيا أسرنا ببيئة أكثر إيجابية. 

الأسرة