زلزال اللاذقية المدمّر عام 1821م

د.محمد خلف العجيل:
أرسل متسلم اللاذقية علي الأسعد إلى الباب العالي كتاب يخبر فيه عن حادثة زلزال اللاذقية وزلزال طرابلس الشام، حيث أنّه في ليلة الأربعاء الساعة الثالثة ليلاً ضرب الساحل السوري زلزال مدمّر، هدم البيوت والمحلات، وقتل المئات من الأهالي، واستمر الزلزال لمدة عشرة دقائق. لم يكن الضرر في طرابلس مساوٍ لضرر اللاذقية بل كان أخف، ففي اللاذقية مات من جراء هبوط الأسقف مئات الناس و هدمت نصف بيوت جبلة  كذلك  هدمت أغلب  مساجد المدينة.
جاء في الوثيقة:
 (بعد المقدمة. هو أنه ما خفى شريف علم مراحمكم الهزة التي صارت بهذه الأطراف وهي ليلة الأربعاء الساعة الثالثة إلّا ربع فاستقامت مقدار عشرة دقائق، ثم بعدها انهزت وعلى بكرة كذلك.  إنما بإقليم طرابلس لم يحصل ضرر انهارت بعض المحلات انما ماحصل ضرر على أحد بحيث أن هذه الأيام صيف وغالب الناس نايمة بالسحرة حتى وفي نفس طرابلس لم تعلم انهد شيء أم لا .
أفندم بتقديم الاعراض حضر لعبدكم كتاب من اللاذقية من وكيله وبه يعرف عن ضخامة مخبر عنه، الذي حصل باللاذقية وانهد منها جملة محلات وتخربت ومات تحت الهباط جملة مخاليق فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم أفندم زيادة عن قرايا البلاد انهدت على الاطلاق ثم أفندم إن المرسال في مروره على جبلة شاهد الذي حصل بها من أمر الهباط انهد منها أفندم زيادة عن النصف ومات جملة ناس تحت الردم ثم مقام سيدي قطب الزاهدين السلطان إبراهيم بن أدهم قدس الله تعالى سره العزيز انهدم جامعه مع أوض " غرف" المجاورين مع المآذن فإنا لله وإنا إليه راجعون ....نختصر ...ثم أفندم نخبر سعادتكم أن اللاذقية وبلادها مختصة بالهزة وتنضر أكثر من كل هذه الأقاليم  وسابقاً في سنة الاثني عشر حصلت زلزلة مثل هذه وراح جملة مخاليق ومن الجملة انهد خان كمرك الدخان قتل فيه زيوار أحمد باشا الكمركجي يوم اذن بحريمه وأتباعه وقتل بالخان سبعماية وخمسين نفر وانهد الخان على الاطلاق وفيما بعد عمرته الدولة العلية والآن أفندم الخان انهد وبقي منه شيء يسير .....ثم أفندم جسورة " الجسور" الأنهر الذي بالطريق انكسرت بأجمعها وما سلم منها غير جسر السن وجسر السنوبر ومابقي وقعوا ثم أفندم أخبروا عبدكم ان من عظم الهزة خرج البحر من محله عن فقس الموج مقدار ماية ذراع هذه من عظم هولها نسأله تعالى أن يلطف بعبيده وأن يجعل كل ما راح فدو عن سعادتكم وأدام الله تعالى بقاكم . أفندم سلطانم.)
في 29 ذي العقدة 1237.
التوقيع: علي الأسعد.