استعدادات لإنجاز المرحلة الثانية من ترميم “قوس النصر” التدمري
انتهى خبراء الآثار الروس والسوريون من وضع محددات المرحلة الثانية من أعمال ترميم “قوس النصر” في مدينة تدمر الأثرية، الذي كان تنظيم “داعش” قد دمّره عام 2015.
وتمهد عملية وضع المحددات لاتخاذ إجراءات تنفيذية في موقع العمل، وتأتي في سياق التحضير للمرحلة الثانية من عمليات الترميم المجدولة، وبعد إنهاء الدراسات الميدانية اللازمة، خلال المرحلة الأولى، وفق اتفاقية بين وزارة الثقافة السورية والأمانة السورية للتنمية، ومعهد تاريخ الثقافة المادية في الأكاديمية الروسية للعلوم، الموقعة عام 2020.
وفي الصدد، قال المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا محمد نظير عوض، إن أعمال المرحلة الأولى لترميم “قوس النصر” انتهت في الربع الأخير من العام الفائت 2022، بالتعاون بين الخبراء الروس والسوريين، والتي تضمنت دراسة كاملة مع تحليل فيزيائي للركام، ودراسة إمكانية استخدام ذات الأحجار مرة أخرى، وبناء على ذلك تتحدد أعمال المرحلة الثانية، والتي يجري التحضير لها حالياً من خلال جلسات واجتماعات بين خبراء البلدين للبدء فيها خلال العام الجاري.
وأضاف عوض: أن المرحلة الأولى لأعمال ترميم قوس النصر احتاجت وقتا طويلا بعض الشيء، لضمان عمليات بناءه وفق أعلى معايير الجودة، مشيراً إلى رمزية وأهمية “قوس النصر” عالمياً، باعتباره أهم معالم مدينة تدمر الأثرية، ومسجل كما المدينة، في لائحة التراث العالمي، لافتاً إلى تلقي الدعم الفني والخبراتي أيضاً من خبراء دوليين، رفقة نظرائهم السوريين والروس.
مؤتمر “قازان”: تدمر وطريق الحرير
وفي السياق، أفصح كشف عن حضور وفد من وزارة الثقافة السورية والمديرية العامة للآثار والمتاحف، ترأسته الوزيرة لبانة مشوح، مؤتمراً في مدينة قازان الروسية، بين 4 و13 ديسمبر2022 المنصرم، حيث تناول محورين، الأول تحت عنوان “تدمر محطة رئيسية على طريق الحرير”، والثاني “أعمال التخريب التي طالت المواقع الأثرية السورية من قبل الجماعات الإرهابية”.
وحسب عوض، فإن الخبراء السوريين والروس، عقدوا أيضاً اجتماعاً آخر في دمشق، يومي 20_21 ديسمبر2022 من العام ذاته، لتداول ووضع محددات المرحلة الثانية من أعمال ترميم القوس، وليصار بعدها اتخاذ إجراءات تنفيذية في موقع العمل.
وكشف المدير العام للآثار والمتاحف في سورية، إلى وجود مشروع ترميم موازي لمشروع قوس النصر، مع الفيلق الروسي الاستكشافي، يتمثل بأعمال صيانة وتعزيل نبع “أفقا” من الأنقاض، والذي يعتبر الركيزة الأساس في نشوء وتطور مدينة تدمر حوله، قائلاً أن المدينة هبة النبع حينذاك.
وأشار عوض إلى التعاون السوري الروسي اللامحدود في عمليات ترميم القطع الأثرية المخربة، واستعادة القطع المنهوبة منها، والتي كانت تُعد للتهريب، منوهاً إلى أن الجيش السوري والجهات الأمنية المختصة أيضاً، استعادوا ما يزيد عن 25000 قطعة أثرية سُلمت أصولاً للمتحف الوطني في دمشق.
ولفت عوض إلى وجود تعاون بين المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، مع متحف ارميتاج الروسي، بغرض تقديم المساعدة لترميم وتأهيل متحف مدينة تدمر، منوهاً إلى التعاون مع سلطنة عمان أيضاً، لترميم العديد من القطع الأثرية، والتي يبلغ عددها 100 قطعة مختلفة النوع، ومنها ست قطع تدمرية، يجري ترميمها وتسليماً تباعاً إلى المتحف الوطني في دمشق.
وأشاد المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا، محمد نظير عوض، بدور الجيش الروسي في مساندة نظيره السوري لتحرير مدينة تدمر آنذاك، واصفاً ذلك التحرير “بالاحترافي”، من جهة توخي الدقة والحذر عند اقتحام المدينة الأثرية، والحرص الشديد على تخفيف الأضرار فيها من جهة، وتخصيص فرق خاصة من القوات الروسية لنزع الألغام بشكلٍ كامل من جهة أخرى.
وكانت روسيا وسوريا قد وقعتا اتفاقية لترميم قوس النصر خلال فعاليات معرض “إكسبو 2020 دبي”، بعد تعرضه للتدمير على أيدي إرهابيي “داعش” ( المحظورة في روسيا)، عام 2015.
سبوتنيك
إضافة تعليق جديد