نبضات غامضة … ماذا اكتشفت مركبة إنسايت على المريخ
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” رسميا عن انتهاء مهمة مركبة الفضاء InSight ، التي كانت على سطح المريخ منذ أربع سنوات.
وقامت المركبة بجمع معلومات مفصلة حول البنية الداخلية للكوكب، ونواته السائلة ، والمجال المغناطيسي، بالإضافة لتسجيل مئات الهزات الأرضية.
“جيولوجي الفضاء”
تعتبر هذه المركبة أول وحدة روبوتية في تاريخ رواد الفضاء مصممة خصيصًا لدراسة جيولوجيا كوكب آخر، أداته الرئيسية هي مقياس الزلازل SEIS ، الذي يسجل النشاط التكتوني الداخلي وتأثيرات النيازك.
عند حدود الطبقات الداخلية للصخور ذات الكثافات المختلفة، تتغير سرعة الموجات الزلزالية، وينعكس الجزء ويعود إلى السطح. بناءً على هذه البيانات، يمكن الحصول على فكرة عن بنية الكوكب.
“كوكب حي”
في 26 نوفمبر 2018 ، هبطت المركبة على سهل إليسيان، وفي أبريل 2019، سجلت الزلزال الأول.
وبحلول مايو 2022، كان قد سجلت بالفعل 1313 حدثا زلزاليا. معظمها عبارة عن صدمات سطحية، حيث تنتشر الأمواج منها فقط في قشرة الكوكب. ولكن كانت هناك أيضًا أعمق، منخفضة التردد، وحدد الجيوفيزيائيون بواسطتها مكان الوشاح واللب.
هذا وكان يعتقد سابقا أن جميع الأنشطة التكتونية الداخلية على المريخ قد توقفت منذ ثلاثة مليارات عام، ومنذ ذلك الحين لم تنشط سوى البراكين المعزولة هناك. الآن اتضح أنه كوكب حي من الناحية الجيولوجية، ويستمر التطور الحراري والجيوكيميائي للمادة في الأعماق.
” المريخ مثل البيضة”
ولتوضيح حالة المادة داخل المريخ، أجريت تجربة تسمى RISE (الدوران والهيكل الداخلي). حيث سجلت أجهزة المركبة اهتزازات أصداف الكوكب المرتبطة بالحركة حول الشمس، تماما كما يمكنك تحديدها من خلال دوران البيضة سواء كانت نيئة أو مسلوقة، حيث كلما تغيرت السرعة تحت تأثير القوى الخارجية، زادت سيولة النواة.
وفي المحطة، التي بقيت في مكانها، كانت هناك مرافق إشارات لاسلكية جعلت من الممكن قياس الإشارات المدارية بدقة، وبحساب لحظة القصور الذاتي للكوكب، توصل العلماء إلى أن المريخ، مثل الأرض، له قلب سائل يبلغ قطره حوالي 3660 كيلومترًا، ويتكون أساسًا من الحديد والنيكل. بالمقارنة مع الأرض، لديها المزيد من العناصر الخفيفة مثل الهيدروجين والكبريت.
“النبض المغناطيسي للمريخ”
اكتشفت الأقمار السوفيتية من مجموعة “مارس” حقلا مغناطيسيا حول الكوكب أضعف بحوالي 500 مرة من مجال الأرض، وهو غير مستقر للغاية، ويمكن أن يختلف التوتر المحلي بمقدار 1.5-2 مرة، ولا تتطابق الأقطاب المغناطيسية مع الأقطاب المادية.
يشير هذا إلى أن اللب الحديدي غير نشط بالنسبة للقشرة، أي أن آلية دينامو الكواكب، كما هو الحال على الأرض، لا تعمل على المريخ.
والمركبة “إنسايت” هي أول مركبة هبوط مزودة بمستشعر مغناطيسي. ليتضح أن المجال المغناطيسي على الكوكب أقوى مما كان يعتقد، ويتغير باستمرار. ومنذ سبتمبر 2019، سجلت الأجهزة نبضات مغناطيسية غريبة وتقلبات شدة عدة مرات.
“العدو رقم واحد”
يعتبر الغبار المريخي هو العدو الأول للمركبة حيث يترسب على الألواح الشمسية، لتبدأ المشاكل في أبريل 2021، بعد عاصفة ترابية تم فيها تعطيل معظم ميزات المركبة، لينقطع الاتصال في 18 ديسمبر.
سبوتنيك
إضافة تعليق جديد