الغلاء يعطل أمعاء السوريين عن العمل
تعيش شريحة كبيرة من السوريين في ظل غلاء فاحش يبدأ بالمواد الغذائية ولا ينتهي عند مختلف السلع والخدمات الأساسية، فيما ارتفعت أسعار البيض في الأسواق أسوة بباقي المواد لتصل إلى أرقام كبيرة جداً مقارنة بسنوات سابقة، لتسجل البيضة الواحدة 600 ليرة (الطبق 18 ألف ليرة)، في حين كان لا يتجاوز 30 ليرة قبل الحرب.
وبات البيض من المفقودات على مائدة الفطور وحتى في معظم الطبخات التي كان يعد مادة أساسية لنجاحها، ومنها المفركة التي تعد أكلة شهيرة عند العائلات من ذوي الدخل المحدود وأهل الساحل عموماً.
وتتفاوت أسعار البيض في المحال باللاذقية بين 550 – 650 ليرة، في حين كانت البيضة قبل الحرب لا تتجاوز 2 ليرة سوريّة، بمعدل أكثر من 300 ضعف عن سعرها قبل 10 سنوات من سعرها اليوم.
وتقول أم هبة: إن تكلفة طبخة المفركة باتت يحسب لها حساب بعد أن كانت أكلة القَطعة عند عدم رغبة ربة المنزل بالطهي، لتكلف مكوناتها اليوم كل 10 بيضات 6 آلاف ليرة، وكيلو البطاطا 2500 ليرة، ناهيك عن كمية قليلة من البصل (3800 للكيلو) وتكلفة الغاز والزيت لتصل تكلفة الطبخة نحو 12 ألف ليرة (4 آلاف ليرة للصحن)، قائلة: من يصدق أن أكلة الفقير أصبحت بكلفة 10 بالمئة من الراتب! وقس على ذلك باقي الطبخات التي تتألف من البيض بشكل أساسي.
كما توقف إبراهيم عن عادته بشراء البيض يومياً لتغذية أطفاله حسب نصيحة الطبيب بأن يتناولوا البيض المسلوق قبل الذهاب إلى المدرسة، مبيناً أن تكلفة شراء طبق البيض كل 15 يوماً باتت ترهق جيبه ليدفع 36 ألفاً شهرياً فقط ثمن شراء البيض بما يعادل ربع مرتبه الشهري وفقاً للأجرة اليومية التي يأخذها لقاء عمله بالمنشرة.
بدوره، بين مدير منشأة دواجن اللاذقية أمجد أصلان،أن إنتاج المنشأة بلغ 17 مليون بيضة منذ بداية العام حتى نهاية الشهر الماضي، مضيفاً: أن المنشأة تحتاج يومياً إلى 12.5 طن علف بحوالي 32 مليون ليرة، إضافة لتكاليف الأدوية واللقاحات والنشارة والمستلزمات الأخرى التي تقدر جميعها بحوالي 40 مليون ليرة مصاريف.
وبيّن أن عبء تشغيل المولدات ومصروف المحروقات بمعدل 22 ساعة يومياً يؤدي لتهالكها والحاجة إلى صيانتها بشكل دوري، إضافة إلى قِدم التجهيزات بشكل عام.
وأشار مدير الدواجن إلى أن جميع هذه الظروف وصعوبات العمل أدت لخروج نحو 60 بالمئة من المربين عن الخدمة والعمل بهذا المجال، مضيفاً: إن القدرة الشرائية للمواطن تراجعت كذلك الأمر بمعدل يتراوح بين 35 – 40 بالمئة مقارنة بسنوات سابقة.
ولفت إلى أن المنشأة تبيع البيض بصالاتها بالسعر التمويني علماً أنه سعر خاسر لا يغطي التكاليف، مبيناً أن تكلفة إنتاج البيضة 550 ليرة، في حين نبيعه في الصالات بـ416 ليرة للبيضة الواحدة، والطبق 12.5 ألف ليرة علماً أن التكلفة الحقيقة 16.5 ألف ليرة.
وأشار أصلان إلى أن نسبة الإنتاج بلغت 80% يومياً وتنفيذ الخطة الإنتاجية 99%، مشيراً إلى وجود 6 أفواج في المنشأة منها 4 أفواج بياض آلي، و2 بياض سرحي، بمعدل 100 ألف فرخة بياضة جميعها بطور الإنتاج بمعدل 80 ألف بيضة يومياً.
ومنذ بداية العام الجاري، بلغت إيرادات المنشأة نحو 7 مليارات ليرة معظمها يكون للاستخدامات اليومية من شراء أعلاف ومحروقات وإصلاحات وأجور وغيرها، ونوه أصلان إلى أن السلفة الحكومية التي قدمتها مؤخراً للمؤسسة العامة ستسهم بزيادة الإنتاج وتغطية السوق المحلية من البيض والفروج إضافة لمحاولة لضبط الأسعار.
الوطن
إضافة تعليق جديد