بيونغ يانغ تحتفل بـ عيد الشمس

أحيت كوريا الشمالية، أمس الجمعة، ذكرى مولد زعيمها المؤسس كيم إيل سونغ، الذي يصادف الخامس عشر من نيسان/أبريل من كل عام، في يوم عطلة رسمية يعرف في البلاد بـ"عيد الشمس".

ويُعد عيد ميلاد الرئيس الراحل كيم إيل سونغ والذي يعرف باسم "يوم الشمس" في كوريا الشمالية، أحد أهم التواريخ في التقويم السياسي لبيونغ يانغ.

وخصصت للمناسبة تغطية إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام الحكومية استمرّت منذ نحو أسبوع، كما أصدرت الحكومة الطوابع التذكارية وأقيمت المهرجانات الخفيفة وحفلات الرقص ووضعت أكاليل الزهور في الأماكن العامة.

وتأتي الاحتفالات بالذكرى السنوية بعد ثلاثة أسابيع من قيام كوريا الشمالية بأكبر تجربة صاروخية لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات على الإطلاق، وهي المرة الأولى التي تُطلق فيها بيونغ يانغ أقوى أسلحتها لمداها الكامل منذ عام 2017.

وجاء الاختبار تتويجاً لسلسلة اختبارات أعلنت عبرها بيونغ يانغ تخلصها من القيود والعقوبات التي كانت مفروضة على إطلاق الصواريخ، كما شكّلت نهاية لوقف اختياري للتجارب الصاروخية النووية طويلة المدى أعلنته كوريا الشمالية.

وكان محللون، من ضمنهم المسؤولون الكوريون الجنوبيون والأميركيون المعنيون، توقّعوا أن تحتفل بيونغ يانغ يوم 15 نيسان/أبريل باستعراض عسكري للكشف عن أسلحة جديدة، أو بإجراء اختبار لـ"أسلحة نووية محظورة".

لكنّ وسائل الإعلام الرسمية لم تذكر أيّ حدث من هذا القبيل، بل أظهرت لقطات بثّها التلفزيون الحكومي في وقت لاحق حشوداً من الشباب يرقصون محتفلين في ساحة كيم ايل سونغ في بيونغ يانغ.

وأدّى راقصون بينهم نساء يرتدين ملابس تقليدية ملونة ورجال يرتدون قمصاناً بيضاء وسراويل سوداء عروضاً على وقع الموسيقى الوطنية تضمنت مزيجاً من حركات الرقص الكوري التقليدي والرقص الغربي.

كما بثّت لاحقاً لقطات لألعاب نارية بالقرب من نهر تايدونغ ذي المناظر الخلابة وكذلك في ساحة كيم إيل سونغ.

وتوفي كيم إيل سونغ عام 1994، لكنه يُعد الرئيس الأبدي للبلاد وجسده محفوظ في حجرة مضاءة باللون الأحمر في قصر "كومسوسان الشمس" في ضواحي العاصمة.

ويعتبر كيم إيل سونغ مؤسس كوريا الديمقراطية الشعبية وزعيمها التاريخي، ولد مطلع القرن الماضي في إقليم جيولا شمال البلاد لأسرة كانت دائماً أقرب إلى الفقر، وأمضى سنوات دراسته في منشوريا الصينية، حيث لجأت أسرته هرباً من الاستعمار الياباني.

وقاتل كيم إيل سونغ ضدّ اليابانيين مع الحزب الشيوعي الصيني ومع الاتحاد السوفياتي، ثمّ قاد ثورة حرّر من خلالها  بيونغ يانغ بمساعدة الاتحاد السوفياتي مع نهاية الحرب العالمية الثانية، ليعود كيم إلى بلاده بعد ستة وعشرين عاماً في المنفى وليبدأ رحلة تأسيس بلد اشتراكي قوي بالرغم من قلة موارده الطبيعية.