دافوس : الأجيال العربية القادمة وتحديات البطالة
واصل منتدى دافوس أعماله لليوم الثاني على التوالي لمناقشة عدد من القضايا الاقتصادية العالمية والإقليمية ومن أبرزها القضية التي باتت لا تغيب عن معظم المؤتمرات الا وهي مشكلة البطالة.
فقد دعا كلاوس شواب مؤسس منتدى دافوس والرئيس التنفيذي إلى تكاتف الجهود الدولية لمعالجة قضية البطالة بمنطقة الشرق الأوسط وتوفير على الأقل 100 مليون فرصة عمل بحلول 2020.
وحذر شواب من أن الأجيال العربية القادمة ستواجه تحديات البطالة، مشيرا إلى أن مصر وحدها مطالبة بتوفير نحو مليون فرصة عمل سنوياً، وكشف عن دراسة يجري إعدادها حالياً لتحليل الفجوة القائمة في فرص العمل بين الرجال والنساء في المنطقة العربية.
وعلى صعيد متصل أكد الدكتور المصري أحمد درويش وزير الدولة للتنمية الإدارية في مصر أن بلاده تسعي لزيادة الاستثمارات سواء الداخلية أو الخارجية والتي من شأنها زيادة معدلات النمو للناتج القومي الإجمالي بما يتيح للحكومة توفير فرص عمل جديدة للشباب وبما يخفف من حدة مشكلة البطالة التي تصل إلي10% من قوة العمل في مصر إلي2,2 مليون متعطل.
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء المصري على أهمية الدور المصري في القضية الفلسطينية،موضحا أن هناك تنسيقا مستمرا مع السلطة الفلسطينية من منطلق التزام مصر بمساعدة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلي أن تنمية الاقتصاد الفلسطيني لايمكن أن تتم بالصورة المطلوبة دون حلول للمشكلات السياسية والحدودية.
وفيما يتعلق بتطورات عملية الإصلاح الاقتصادي المصري قال نظيف لممثلي أجهزة الاعلام العالمية أن معدل نمو الاقتصاد المصري سيصل إلي6% نهاية العام الحالي وهذا يعني قدرة الاقتصاد المصري علي توفير حوالي650 ألف فرصة عمل سنويا تستوعب الخريجين كل عام.
وأكد أن الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر بلغ3.30 مليارات دولار خلال الشهور الستة الأخيرة وهذا يدل علي تحسن مناخ الاستثمار وزيادة إقبال المستثمرين نتيجة للإجراءات التي اتخذتها الحكومة للإصلاح الاقتصادي والسياسي. وقال نظيف ان حصيلة عملية الخصخصة بلغت20 مليار جنيه خلال عام وأن كل عمليات الخصخصة تتم وفقا لضوابط صارمة.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة مستمرة في تنفيذ برنامج الرئيس مبارك الانتخابي وأن كل الوزراء ملتزمون بتنفيذ البرنامج لتحقيق الأهداف المطلوبة والتي تستهدف في النهاية تحسين معيشة المواطنين.
وكانت مدينة شرم الشيخ وعلي هامش أعمال المنتدى قد شهدت الاجتماع الوزاري الثاني الخاص بمبادرة الإدارة الرشيدة لخدمة التنمية في الدول العربية بمشاركة11 وزيرا ومسئولا من الدول العربية ومديري صناديق التمويل العربية ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ويستهدف الاجتماع تقييم التقدم الذي حققته الدول العربية في المحاور الستة التي تتضمنها هذه المبادرة والتي انطلقت في فبراير العام الماضي وهي: الحكومة الإليكترونية وتبسيط المعاملات الإدارية وإدارة المالية العامة وتقديم الخدمات العامة والشراكة بين القطاعين العام والخاص والإصلاح الرقابي ودور القضاء وتنفيذ الأحكام ودور المواطنين والمجتمع المدني وإصلاح القطاع العام وتشكل هذه المحاور برنامجا شاملا لتحديث وإصلاح السياسات والخطط والتشريعات وأنظمة وآليات العمل في الإدارات والمؤسسات العامة بما يكفل تحقيق التطوير الإداري وتأمين مستلزمات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الدول العربية.
وقد بحث الاجتماع عددا من المشروعات المصرية المطلوب دعمها وتمويلها من الجهات الدولية والمانحة.
وقد طلبت مصر من الاجتماع وخلال كلمة ألقاها الدكتور أحمد درويش إيجاد نقاط اتصال واضحة بين الدول العربية المعنية بالمبادرة وكل من منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي وبرنامج الامم المتحدة الإنمائي وتحقيق الشراكة الفعالة بين الجانبين وإعادة النظر في آليات التمويل اللازم لتنفيذ خطط المبادرة لتكون بشكل أكثر يسر الجهات التمويل.
وقد عبرت البلدان العربية عن ضرورة تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، خاصة في المناطق الريفية من خلال الاعتماد علي التكنولوجيا الحديثة للاتصالات والمعلومات والشراكة بين القطاعين العام والخاص للارتقاء بجودة الخدمات الحكومية للمواطنين .
وحول أهمية المنتدى في ترويج الاستثمار بمصر قال الدكتور محمود محي الدين وزير الاستثمار المصري في تصريحاته التي نشرتها صحيفة الأهرام إن المنتدى يعد فرصه ذهبية للترويج للاستثمار في مصر، مضيفا أنه يتوقع خلال أسبوعين أو ثلاثة ان يتم إنشاء مشروعات استثمارية في مصر من الوزن الثقيل برءوس أموال عربية وأوروبية مشيرا إلي أنه سيعقد25 لقاء ثنائيا مع مستثمرين عرب وأجانب خلال المنتدي, وأن هيئة الاستثمار أعدت فريق عمل برئاسة الدكتور بهاء الدين رئيس الهيئة لمقابلة المستثمرين الموجودين في المنتدى.
وأضاف وزير الاستثمار انه لمس اهتماما حقيقيا وجادا من المستثمرين المشاركين وجاري التفاوض الآن عن مشروعات محددة في قطاعات معينة ولفت إلى أن أهم القطاعات الاقتصادية التي حازت اقبالا من المستثمرين قال: إنها تتمثل في السياحة والعقارات والصناعات التحويلية خاصة الغزل والمنسوجات والملابس والنقل وتكنولوجيا المعلومات.
وقال إننا نحتاج استثمارات اجنبيه مباشرة بقيمة10 مليارات دولار سنويا حتي يمكننا الوصول بمعدل نمو7% ولهذا الغرض سيعقد في ديسمبر المقبل مؤتمر للمستثمرين العرب في القاهرة لعرض فرص الاستثمارات.
وأشار الوزير إلي أن جهود هيئة الاستثمار في الترويج من خلال البعثات الترويجية أو اللقاءان الثنائية بدأت تؤتي ثمارها علي زيادة إقبال المستثمرين علي مختلف قطاعات الاقتصاد المصري. وقال إن أحدث مشروع يتم بحثه الآن هو مشروع لاستزارع مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية بمحاصيل زيتية لسد فجوة زيت الطعام, وقد ابلغني سفيرنا في لبنان اليوم أن مجموعة من المستثمرين اللبنانيين سيأتون الأسبوع المقبل للقاهرة للتفاوض حول المشروع وذلك بعد أسبوع واحد من مقابلتهم في بيروت .
ولم تغب القضية الفلسطينية عن أروقة المنتدى الاقتصادي العالمي حيث يشارك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم بجلسة العمل الخاصة بالاقتصاد الفلسطيني بحضور شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقد ركز عباس خلال مداخلته على ضرورة رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وجدد تحذيراته من كارثة إنسانية على الأبواب .
وتطرق المنتدى أيضا إلى تقرير رصد الحالة الاقتصادية في العراق، حيث أشار إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية وزيادة عدد السكان الذين يعتمدون على المياه الغير نقية.
المصدر : وكالات
إضافة تعليق جديد