ما بين إقالات وتحقيقات.. تصاعد الأزمة داخل جماعة الإخوان المسلمين بمصر
تصاعدت الأحداث داخل جماعة الإخوان المسلمين وسط اتهامات وإجراءات متبادلة من طرفين داخل الجماعة، التي تعيش تحت ضغط كبير منذ انقلاب الجيش صيف 2013 وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي كان ينتمي إلى الجماعة بعد عام واحد قضاه في السلطة، ثم توفي في السجن الذي دخله مع العديد من قيادات الجماعة وأعضائها والمؤيدين لمواقفها.
وفي حين قرر إبراهيم منير نائب المرشد العام للجماعة والقائم بأعماله إيقاف عدد من القيادات، رد أحدهم بمطالبة مجلس شورى الجماعة بإعفاء منير، وهو ما ذكر موقع الجماعة أنه قد تم بالفعل.
وبعد أشهر من الشد والجذب، تصاعدت القصة قبل أيام، عندما ذكرت مصادر مطلعة أن إبراهيم منير -الذي اختير قبل أشهر قائما بأعمال المرشد- أصدر قرارا بإيقاف 6 من قيادات الجماعة وإحالتهم إلى التحقيق.
وكان على رأس الموقوفين الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين، إضافة إلى مدحت الحداد، وهمام يوسف، ورجب البنا، وممدوح مبروك، أعضاء مجلس الشورى العام، ومحمد عبد الوهاب، مسؤول رابطة الإخوان المسلمين المصريين بالخارج.
وفيما يبدو ردًا على قرار منير، تداول ناشطون رسالة منسوبة إلى ممدوح مبروك يدعو فيها أعضاء مجلس الشورى العام للجماعة إلى اجتماع عاجل لاتخاذ عدة قرارات، من بينها عزل نائب المرشد وإعفائه من منصب القائم بالأعمال، وإلغاء الهيئة المشكلة في يناير/كانون الثاني عام 2021 لإدارة شؤون الجماعة، وبطلان قرار إيقاف 6 من قيادات مجلس الشورى.
ثم عاد إبراهيم منير -القائم بأعمال مرشد عام الجماعة- وأصدر بيانا جديدا في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، ردًا على سعي الموقوفين الستة إلى اتخاذ إجراءات ضده، حيث وصف هذه الإجراءات بأنها تؤدي إلى شق الصف الإخواني وإحداث بلبلة داخل التنظيم.
وبعد ذلك بساعات، نشر موقع الإخوان المسلمين خبرا أكد فيه أن مجلس الشورى قد انعقد بنصاب قانوني ووافق أغلبية المشاركين على “إعفاء الأستاذ الفاضل إبراهيم منير من مهامه كنائب للمرشد العام للإخوان المسلمين وقائم بعمله”، ثم خرج طلعت فهمي المتحدث الإعلامي باسم الجماعة بتسجيل مصور يؤكد فيه ذلك.
لكن عضوا بمجلس الشورى تحدث للجزيرة نت -طالبا عدم الكشف عن اسمه- وقال إنه “لم يتم اجتماع للمجلس، ولا يحق لأي من الموقوفين الدعوة إليه، كما أنه ليس من صلاحيات مجلس الشورى عزل المرشد أو نائبه”.
وسرعان ما خرج إبراهيم منير بتسجيل مصور اتهم فيه عددا من قيادات الجماعة، بمحاولة السيطرة عليها، عبر الإعلام، و بغير فهم للوائح الداخلية للجماعة، مشددا على أن المرحلة “صعبة”، ومتعهدا لأعضاء الجماعة “بالتئام الصف والسير نحو الأهداف، خاصة أن الجميع في محنة والأجدى تفادي الخلافات وتوجيهها إلى عمل يفيد الإسلام والوطن”.
الجزيرة
إضافة تعليق جديد