ترجيح خيار ضرب إيران مازال قيد الدرس
ذكرت صحيفة <فايننشال تايمز> البريطانية، امس، ان الاستخبارات الاميركية قد تعجل تقديراتها حول موعد امتلاك إيران قنبلة نووية، وذلك بهدف ترجيح خيار توجيه ضربة عسكرية الى طهران في ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش التي اشارت صحيفة <لوس انجلس تايمز> الى انها تتجه لاتخاذ موقف صدامي حيال النظام الايراني بهدف تقويضه.
وأوضحت <فايننشال تايمز> ان مدير الاستخبارات الاميركية جون نغروبونتي قال في شباط الماضي انه اذا واصلت إيران مسيرتها الحالية، <يرجح ان تحظى بالقدرة على انتاج اسلحة نووية خلال العقد المقبل>. اضافت الصحيفة ان اعلان طهران الشهر الماضي نجاحها في تخصيب اليورانيوم، وتحولها الى <قوة نووية>، بالاضافة الى دلائل اخرى تشير الى تسريع برنامجها النووي، قد يدفع الاستخبارات الاميركية الى تغيير موقفها.
وقالت الصحيفة <إن التقديرات الإستخباراتية حول موعد امتلاك إيران قنبلة نووية يكتنفها الغموض، ويمكن أن يجري التعامل معها بمقدار كبير من الشك بالنظر إلى انهيار المعلومات الاستخباراتية حول العراق. لكنها ستقدم ذخيرة حاسمة للجدل الدائر داخل الإدارة الأميركية حول توجيه ضربة عسكرية لإيران وخاصة في ضوء المأزق الدبلوماسي بشأن استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي حول القضية>.
ونقلت الصحيفة عن فرانسوا هايسبورغ، وهو مستشار في <المؤسسة للأبحاث الاستراتيجية> في باريس قوله <قد يكون العامل المنفرد الاكثر اهمية في النزاع بأكمله، هو ان تقدر السي آي ايه موعد حصول إيران على اسلحة نووية، وفي ضوء الاحداث الحالية، ما اذا كان بإمكانها ان تقرب الموعد المحتمل الى ما قبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش>. وقال المسؤول الأميركي السابق والخبير في <المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية> في لندن مارك فيتزباتريك للصحيفة <إن السي آي إيه تقدّر (المدة التي تحتاج إليها إيران لتطوير معدات كافية لإنتاج قنبلة نووية) ما بين 5 إلى 10 سنوات> مضيفا انها <فترة تحتاج إلى إعادة نظر الآن لأن طهران حققت بعض التقدم على> هذا الصعيد.
من جهتها، نقلت <لوس انجلس تايمز> عن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية قوله <لا اعتقد ان الوقت مناسب الآن لحوار (مع إيران). يبدو اننا نتجه اكثر صوب موقف صدام، بما يتعارض مع موقف التسوية>.
وكان الأمين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي مسؤول الملف النووي الايراني علي لاريجاني، قد التقى المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي في فيينا امس الاول. وقال مندوب إيران في فيينا علي اصغر سلطانيه ان لاريجاني اكد للبرادعي ان <إيران ستواصل تعاونها مع الوكالة وان مفتشيها سيتمكنون من مواصلة عملهم في اطار البنود المنصوص عليها في معاهدة الحد من الانتشار النووي>.
إلى ذلك، تتضمّن الاقتراحات التي يعتزم الأوروبيون عرضها على ايران، مساعدة طهران في بناء مفاعلات عديدة تعمل بالماء الخفيف وانشاء خزان للوقود النووي، اذا وافقت على وقف تخصيب اليورانيوم. وتؤكد الاقتراحات أن الغرب مستعد للعمل على تقديم ضمانات بشأن <وحدة وسلامة الأراضي والسيادة> الايرانية على المستوى الاقليمي، لكنها تعدد 15 عقوبة محتملة يمكن ان تطرح على مجلس الأمن الدولي ليختار من بينها اذا رفضت ايران الامتثال.
وتتضمن هذه اللائحة ست عقوبات مباشرة مثل <تدابير تستهدف البرامج النووية والصواريخ الايرانية>، ومنها فرض <حظر على تصدير المعدات والتكنولوجيا الملائمة لهذه البرامج> و<منع الايرانيين من ان يدرسوا في الخارج اختصاصات تتعلق بالتطور النووي والصواريخ>. وتتضمن اللائحة ايضا تسعة <تدابير سياسية واقتصادية>، منها <حظر التأشيرات والسفر على شخصيات ومسؤولين رفيعي المستوى> و<فرض حظر على الاسلحة المرسلة الى إيران>.
وقال دبلوماسيون ان الاقتراح يتضمن مطالبة الولايات المتحدة ببحث بيع طائرات جديدة لإيران، وإجراء حوار إقليمي يأمل البعض ان تشارك من خلاله طهران وواشنطن في نهاية الامر في إجراء محادثات مباشرة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد