عبد الله يوسف يأسف ويدعو سكان مقديشو للعودة
عبر الرئيس الصومالي عبد الله يوسف عن أسفه لجولة القتال الأخيرة في مقديشو التي أجبرت الآلاف على النزوح منها دون أن يشير إلى الاتهامات القائلة بأن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلالها.
وقال للصحفيين في اليوم الثاني من عودة الهدوء إلى العاصمة بعد تسعة أيام من المعارك "انتهى القتال بين الحكومة وهؤلاء الإرهابيين".
وكرر يوسف دعوة رئيس وزرائه علي محمد جيدي الخميس الماضي سكان المدينة الذين فروا من المعارك إلى العودة إلى منازلهم.
وأضاف أن الحكومة تقاتل فلول المحاكم الإسلامية وأن الحكومة ليست في حالة حرب من الشعب الصومالي.
وطمأن يوسف في تصريحات بقصر الرئاسة الذي هاجمه المتمردون عدة مرات هيئات الإغاثة الدولية بأن حكومته ستبذل ما بوسعها لتسهيل عمل هذه الهيئات.
وكان نحو أربعمائة ألف من سكان مقديشو قد فروا من منازلهم جراء المعارك بين مسلحين قبليين وآخرين منتمين إلى المحاكم الإسلامية وبين القوات الإثيوبية مما أدى إلى مقتل نحو 1000 شخص معظمهم من المدنيين.
يشار إلى أن مسؤولين في الأمم المتحدة ودبلوماسيين اتهموا الحكومة الانتقالية بإبطاء شحنات المساعدة المقدمة للنازحين عبر الإصرار على تفتيشها.
وذكر هؤلاء أيضا أن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال جولة الاقتتال الأخيرة.
في هذه الأثناء بدأ سكان مقديشو العودة لتفقد منازلهم التي دمر معظمها في القصف الكثيف.
وكان الجنود الإثيوبيون الذين سيطروا على معاقل للمتمردين في شمال مقديشو يجوبون شوارع المدينة ويفتشون السكان العائدين بحثا عن أسلحة.
وقام عدد من سكان المدينة بجمع الجثث المتناثرة في عدد من الشوارع تمهيدا لدفنها.
واستبق تجار سوق البكارة -أكبر أسواق مقديشو ومعقل المتمردين سابقا- عودة النازحين بعقد اجتماع مع الحكومة اتفقوا خلاله على التعاون معها.
وتعرضت بعض المنازل والمنشآت التجارية من بينها مصنع للكوكاكولا للنهب على يد أفراد يلبسون زي الحكومة الانتقالية أمس مع عودة الهدوء النسبي.
وينص الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة من الشرطة ومن مليشيات التجار المكونة من 200 عنصر كمرحلة أولى لنزع أسلحة الأخيرة.
في هذه الأثناء دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى إرسال مزيد من قوات حفظ السلام بسرعة إلى مقديشو لتفادي ما وصفه بالمأساة بعد الاقتتال الذي دام تسعة أيام.
وقال ألفا عمر كوناري في تصريحات صحفية "إذا لم ننشر قوات بشكل عاجل ستكون كارثة ومأساة لأفريقيا".
وأضاف كوناري -متحدثا في أوغندا التي أرسلت نحو 1500 جندي طليعة لقوات أفريقية- "منذ عدة أسابيع لم نحصل على القوات الموعودة ونحن ندفع ثمن ذلك", موضحا أن المسؤولية الرئيسية عن الأمن في الصومال تقع على عاتق زعماء القارة السمراء.
من جهته دعا المتحدث باسم قوات حفظ السلام الأوغندية في مقديشو بادي أنكوندا منظمات الإغاثة الدولية إلى المساعدة في علاج مئات الجرحى من المدنيين.
وقال في تصريحات نشرتها صحيفة "فجن "الأوغندية إن الجرحى يقصدون الوحدة الطبية للقوات الأوغندية يوميا"، وناشد هيئات الإغاثة الإنسانية كي تحضر إلى مقديشو للقيام بعملها.
في غضون ذلك حذر السفير الأميركي في كينيا مايكل راننبرغر من أن المحاكم الإسلامية التي أعلنت الحكومة النصر عليها لا تزال تحتفظ بقوة من خمسة آلاف ناشط نشرتهم في مدن كيسمايو وجوهر وماركا خلال الأسبوع الأخير.
وقال السفير المسؤول أيضا عن ملف الصومال في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس إن الجناح العسكري للمحاكم المعروف باسم "شباب" باشر تجميع نفسه مضيفا أن هذه القوة كانت قد "حلت بعد هزيمة المحاكم وفرارها إلى غابات قريبة من كينيا لكنها عادت لتقاتل في مقديشو".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد