الرئيس الروسي: عودة السوريين إلى منازلهم علامة على ثقتهم بالوضع الحالي وبدولتهم
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن «التناقضات السياسية الداخلية (في سورية) يمكن ويجب أن تحسم بالوسائل السياسية حصرا»، واعتبر أن هذا الأمر «ممكن التحقيق»، لافتا إلى أن الكثير من السوريين يعودون إلى منازلهم ودورهم، وأن هذه علامة أكيدة على أن الناس يثقون في الوضع الحالي وفي الضمانات التي تقدمها الدولة، وفي روسيا كدولة ضامنة.
وقال بوتين حول دعم روسيا للجيش العربي السوري في محاربة التنظيمات الإرهابية، وفق موقع «الحدث نت» الإلكتروني السعودي الداعم للتنظيمات الإرهابية: نحن ذهبنا إلى سورية لدعم الحكومة الشرعية، تحديدا الشرعية، أريد أن أشدد على ذلك، وأضاف: «هذا لا يعني عدم وجود مشكلات داخلية هناك، ولا يعني أن القيادة الحالية لا تتحمل أي مسؤولية عن الوضع. بلى، ولكن ذلك لا يعني مطلقا أن نسمح للمنظمات الإرهابية بالاستيلاء على أراضي سورية، لتقيم هناك شبه دولة إرهابية».
وتابع: «لم يكن بوسعنا السماح بأن يتدفق لاحقا سيل من المقاتلين إلى بلدان الاتحاد السوفييتي السابق»، وأردف: «لم يكن بوسعنا السماح ببدء تسلل المسلحين من هناك إلى الأراضي الروسية، شكَّلت كل تلك الأمور دوافع حفزتنا على اتخاذ قرار بإسداء العون للسلطات الشرعية (السورية)».
وقال بوتين: «نحن لا نقدّم العون وحسب للسلطات الشرعية، بل ننطلق من أن التناقضات السياسية الداخلية يمكن ويجب أن تحسم بالوسائل السياسية حصرا، ولذلك أصررنا على هذا الأمر بشدة، وأنا مسرور جداً لأن هذا هو ما يجري الآن، مع بدء العملية السياسية تحديدا، نتيجة لتشكيل ما يسمى باللجنة الدستورية».
وأضاف: «لقد ولدت فكرتها (اللجنة الدستورية) هنا بالضبط، في سوتشي، خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي تمثلت فيه مختلف القوى السياسية، بما فيها القوى المعارضة والهياكل الحكومية»، وتابع: «هنا تحديدا اتفق السوريون فيما بينهم على إنشاء لجنة دستورية تشرع بالعمل لتعديل الدستور السوري، أو إقرار دستور جديد».وقال: «لقد قطعنا طريقاً معقداً وصعباً، وطويلاً بما يكفي لتشكيل هذه اللجنة. والآن تم تشكيلها أخيراً من جانب الحكومة أي من جانب الرئيس (بشار) الأسد، ومن جانب المعارضة».
وأوضح بوتين أن «المرحلة الأولى في هذا الطريق بالطبع، هي العمل على إعداد القانون الأساسي للبلاد، أي إعداد الدستور، وذلك إما بتعديل الدستور الحالي، أو بصياغة دستور جديد»، وأضاف: «لكن، ودون أدنى شك، مع وجوب ضمان مصالح الطوائف الدينية والمجموعات العرقية كافة».
وقال: «لكني أعود وأكرر: لن تكون عملية سهلة، ستكون صعبة ولكنها، في رأيي، ممكنة التحقيق»، وأوضح أن ما يجعله يفكر بهذا النحو الايجابي، هو أن الكثيرين من السوريين يعودون إلى منازلهم ودورهم، من الخارج، ومن مناطق في سورية، معتبرا أن «هذه علامة أكيدة على أن الناس يثقون في الوضع الذي تشكّل حالياً، ويثقون في الضمانات التي تقدمها الدولة، وفضلاً عن ذلك يثقون في الدول الضامنة الموجودة هناك».وأضاف: «يسعدني جداً أن أشير في هذا الصدد إلى أن السوريين يتعاطون بإيجابية وبثقة كبيرة مع العسكريين الروس ومع شرطتنا العسكرية»، وتابع: «لكن بالطبع في نهاية المطاف، لكي يصبح الوضع مستقرا على المدى الطويل، يجب أن يتفق الناس فيما بينهم. فأسوأ أنواع السلام سيظل دائماً أفضل من أي حرب جيدة».
وكالات
إضافة تعليق جديد