أيهما أكثر مصداقية .. الخبر الرسمي أم أخبار مواقع التواصل؟
بإمكاننا أن نقول: «انقلب السحر على الساحر»، فمن أراد أن يُضلل الناس، ويختلق الشائعات، ويحدث «البلبلة» في المجتمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعاد متابعي هذه المواقع إلى الإعلام التقليدي والرسمي من حيث لا يدري، لأن الوفرة الكثيرة – كما قالت إحدى ضيوف الملف – تعني اللا معنى.
لكن هذا لا يمنع أبداً من الاعتراف بأهمية هذه المواقع، وخاصة موقع «فيس بوك» الذي تجاوزت مهمته كموقع للتواصل الاجتماعي، وتحوّل إلى النافذة «شبه الوحيدة» لهواجس الناس وتساؤلاتها، وهو الذي منح الناس الشعور بالرضا، لأنهم – وللمرة الأولى – يجدون مكاناً يعبرون فيه عن آرائهم، ويرسلون عبره رسائلهم، وينشرون مشاعرهم ويتلقون مثلها.
كما أن عودة الناس إلى وسائل الإعلام التقليدي، لا تعني أبداً نهاية مواقع التواصل أو كسادها، أو الانفضاض من حولها، ونظرة بسيطة إلى محيطنا الأسري والعائلي والاجتماعي، تؤكد لنا، وعلى الفور أن هذه المواقع صارت جزءاً لا يتجزأ من حياة الناس.
نثق بالخبر الرسمي
ستون شخصاً من مختلف المستويات التعليمية شاركوا في استطلاع للرأي أجرته «تشرين» عن المصدر الأوثق للمعلومات بالنسبة إليهم، هل هو الخبر الرسمي أم مواقع التواصل؟ فكانت نسبة المعتمدين على الخبر الرسمي تتجاوز الـ 95%، والـ 5% المتبقية أيضاً يتنظرون الخبر الرسمي، لكنهم ينتظرونه للتأكيد على ما قيل في مواقع التواصل.
مها محفوض أكدت أنه إن لم يكن الخبر من مصدر رسمي، فلا ثقة به على الإطلاق، مضيفة بأنها لم تشارك على صفحتها الشخصية على «فيس بوك» يوماً أي خبر مصدره صفحات «الفيس بوك» ذاته.
أما هاني حيجي الذي يسوق لعمله عبر «الفيس بوك» ويقضي ساعات طويلة على الموقع، فقال: من خلال تجربتي في هذا العالم الواسع، رأيت الأغلبية وخاصة الطبقة البسيطة والعامة تأخذ الخبر من دون تدقيق، ولا تعود لمصدره المنسوب إليه، ويتداولونه بأحاديثهم ومجالسهم، حتى لو نشرت الجهة المعنية الموضوع بياناً تنفي عبره الشائعة، والأمر ينسحب أيضاً على الأمور العلمية التي تحتاج مراجعاً، وللأسف، القلة القليلة جداً يتوسعون في البحث عن المصداقية، وخاصة في عصر السرعة والبحث الدائم عن لقمة العيش.
(على العكس تماماً، فإذا انتشر الخبر على أكثر من صفحة من صفحات «الفيس بوك» يزداد شكي في صدقه)، هذا ما قاله نبيل حموي الذي أوضح أنه لا يحب مشاركة ونقل أخبار الصفحات من دون مصدر رسمي، وحين يتزايد الحديث عن خبر ما، فالقول الفصل هو الخبر الرسمي، ومثله حسام محمد الذي يستقي أخباره من المصادر الرسمية على الرغم من تواضع الإعلام السوري – حسب قوله – لأن مواقع التواصل الاجتماعي مجهولة المصدر والأهواء والتبعيات.
كذلك ندى بكري أيدت ما سبق وأوضحت أن اعتمادها الكلي على المصادر الرسمية والبيانات الرسمية المنشورة على المواقع الإلكترونية الرسمية الخاصة بكل مؤسسة حكومية، وأحياناً تستعين ببعض الأصدقاء الذين تخولهم أماكن أعمالهم من معرفة حقيقة الخبر، أما نسبة اعتمادها على ما ينشر على الموقع الأزرق فهي 0%.
مايا حمادة كانت أخف حدة، وقالت: إن الوسيلة الإعلامية تفرض نفسها، إذ إن هناك مواقع إلكترونية موثوقاً بها، وصفحات لها مصداقية فيما يخص الأخبار تحديداً، ونستطيع الاعتماد عليها لمعرفة آخر المستجدات على كل الصعد.
ومثلها أحمد العلي الذي أكد أن مصداقية ناقل الخبر لها المرتبة الأولى، فإن كان مثلاً إعلامياً موثوقاً، أو كان الخبر من صفحة اعتاد الناس منها نقل الخبر الصحيح فلا مانع، والسبب أن الخبر الرسمي غالباً يصل متأخراً جداً، كما أنه – أي الخبر الرسمي – في رأي العلي يعتمد وجهة نظر الحكومة، وهناك أمور كثيرة لا تعلن عنها الحكومة لأسباب وحسابات عديدة.بشار سليمان يعتمد الخبر من صفحات «الفيس بوك» فقط إن كان مع الخبر إشارة لمصدره، ومن بعض الصفحات الشخصية التي يثق بها بحكم التجارب السابقة لنشرهم الأخبار، موضحاً أن الكثير من الأخبار التي تكون صحيحة قد لا يتوافر مصدر رسمي لها لأسباب مختلفة.من جهته أيهم سليمان يقول: إنه غير مشترك في أي صفحة إخبارية على «الفيس بوك»، ويستقي الخبر من المشاهدات الشخصية لأصدقائه، ويعدّه موثوقاً أكثر من وكالات الأنباء، وأضاف: مصدر الأخبار الذي أعتمده هو مقاطعة أخبار مواقع الإنترنت المتعارضة، والتلفاز بدرجة ثانية.
وتأسفت رماح اسماعيل لأن المجتمع السوري – في رأيها – لم يتمكن من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في نقل الخبر بشكل صحيح، والهدف غالباً هو جمع الإعجابات وزيادة عدد المتابعين، لذا نادراً ما نجد خبراً مصوغاً من دون «بهارات» عبر صفحات «الفيس بوك» بشكل خاص، وبقية المواقع بشكل عام، وبيّنت أنها لا تستطيع تصديق أخبار «الفيس بوك» بسبب محطات كثيرة في حياتنا كسوريين، فمثلاً شائعة زيادة الرواتب منذ سنوات حتى الآن، قرارات التسريح بين الحين والآخر، وفي الوقت الراهن شائعات أسعار الصرف، لذا فإنهاتعتمد على المصدر الرسمي حتى لو تأخر.
وأشارت جمانة قاسم إلى أن انتشار الخبر بسرعة وعلى نطاق واسع لا يعطيه مصداقية، وكثير من الأخبار التي انتشرت تبيّن أنها شائعة، لذلك هي تفضل الاعتماد على الخبر الرسمي حتى لو تأخر، لكن وفي المقابل، لا نستطيع أن ننكر أن هناك صفحات ومواقع كانت صادقة وكسبت ثقة كبيرة.
وبالنسبة ليمامة جبيلي، فإنها لا تصدق أخبار «الفيس بوك» أبداً، لأن التجارب أثبتت أنها تبالغ كثيراً وأن ما يتم نقله يكون أحياناً مغايراً تماماً لما حدث، ومثلها ورد شاهين التي قالت: إن أغلب أخبار مواقع التواصل هي شائعات ومصادرها غير موثوقة، لكن لا يمنع أن نطلع على هذه المواقع، فأحياناً تستخدم كتهيئة للخبر الحقيقي.
وفي رأي مروة الحوراني، أن الخبر عندما يتكرر بشكل كبير سيعلق في الذاكرة، لكن المصداقية تبقى للخبر الرسمي، لكن في بعض الحالات يكون الخبر غير الرسمي هو الأصدق.ويستقي سليمان هزاع أخباره عن طريق صفحات «الفيس بوك»، وخصوصاً الصفحات المتخصصة التي يفضل اعتمادها مصدراً للخبر، وذلك لأنه يجد فيها دقة كبيرة بنقل الخبر، وخاصة أن الخبر ذاته أحياناً ينشر في الإعلام الرسمي بعد فترة قصيرة من نشره على مواقع التواصل، لكن بصيغة مختلفة.
من جانبه د. وسيم الوني- رئيس تحرير موقع (عيون دمشق) ومقره فلسطين المحتلة، قال: لقد أصبح لدينا ما يسمى «فوضى الإعلام الإلكتروني»، وخاصة من ناحية مصداقية ناقل الخبر ومصداقية الخبر نفسه، لذا نلاحظ أن وسائل التواصل قد أصبحت سلاحاً ذا حدين في نقل الأخبار، وبيئة خصبة جداً لترويج الأخبار الكاذبة، والمشكلة الأساسية هي أن البعض ينشر الأخبار فور وصولها إليه عبر صفحات مواقع التواصل من دون التأكد من الخبر من مصدره الرسمي، وهذا ما سبب فوضى الإعلام التي نشهدها في عصرنا الحالي.
وهم الحرية المطلقة
نتائج استطلاع الرأي التي جاءت مخالفة لتوقعات الكثيرين، التي أظهرت – إن صح التوصيف – ردّة شبه جماعية إلى وسائل الإعلام التقليدي، علقت عليها الدكتورة نهلة عيسى، الأستاذة المحاضرة، والوكيل العلمي في كلية الإعلام في جامعة دمشق التي قالت: هناك عدة أسباب لفقدان مواقع التواصل مصداقيتها، أولها أن هذه المواقع – كواحدة من وسائل التواصل الحديثة – مثلها مثل أي وسيلة سبقتها، تأخذ حظها من المتابعة فترة معينة، ومن ثم يبدأ الناس بالتوازن في تعاملهم معها، كالفضائيات التي لاقت إقبالاً هائلاً عندما ظهرت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي لكونها شيئاً مستحدثاً، ومن ثم تراجعت نسب المشاهدة إلى الحدود الطبيعية، واختار كل مشاهد ما يناسبه من المحتوى الإعلامي، إما بشكل دائم وإما وفقاً لرغبته وحاجته للمعلومات.
كما أن من أسباب الضجة الكبيرة والفورة غير المسبوقة بالتعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي والتواجد فيها، هو أنها تمتلك ميزة لا تملكها وسائل الإعلام الأخرى، أو على الأقل توهم بامتلاكها، ألا وهي الحرية المطلقة بالقول وتقديم الذات، إضافة إلى كونها وسيلة سهلة محمولة في الجيب، ويمكن في أي لحظة التعرض لها، أو التعرض عبرها أو الاتصال عبرها مع أي شخص في العالم، وتقديم الرأي وإبداء المشاعر والانفعالات تجاه كل القضايا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
وأضافت د.عيسى: الوفرة الكثيرة تعني اللا معنى، وتؤدي إلى حالة نسميها في علم الإعلام الحديث: عدم اليقين، فملايين الأخبار التي تطرح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جميعها تناقض بعضها بعضاً، وتنفي بعضها بعضاً حتى فيما يتعلق بالخبر الواحد، لأنها وجهات نظر، أي مرتبطة بانطباعات شخصية ومرجعيات اجتماعية وعادات وتقاليد، ومن موقع الاصطفاف، ومن الموقع الآيديولوجي بغض النظر عن نوع الآيديولوجيا. هذه الوفرة الهائلة حول الخبر الواحد، أدت إلى إحداث حالة من عدم اليقين عند الناس فيما ينشر على هذه المواقع، ما أدى إلى عودتهم إلى وسائل الإعلام الرسمية أو التقليدية للحصول على الخبر اليقين فيما يتعلق بالأخبار التي تهمهم وتعنيهم، وخاصة الأخبار المتصلة بتفاصيل الحياة اليومية، مثل الأخبار ذات الطابع الخدمي والأمني، لأن ما ينشر على «الفيس بوك»، وإلى حد كبير، مضلِّل ومُقلق، ويهدد الإحساس بالأمن المعيشي والنفسي للناس، بسبب تناقضه وعدم قدرة المتلقي على الوصول إلى حقيقة عبره، لذا كما قلنا، أدى هذا إلى عودة الجمهور إلى الإعلام التقليدي وخاصة المرئي والمسموع وخاصة في بلداننا، بسبب الارتباط الوثيق بين الإعلام والسلطة، ولأنها مصدر ثقة فيما يخص المعلومة الصادرة عن هذه السلطة، لأن الدولة عندما تريد أن تعمم أمراً ما تنشره عبر وسائل إعلامها.
منصات للتعبير عن الذات
وأشارت د.عيسى إلى أنه فيما يتعلق بالحاجات الأخرى، أي الحاجات غير الإخبارية، بقي لوسائل الإعلام الجديد وهجها وحضورها، لأنها منصة للتعبير عن الذات، وليس لسماع الآخرين، وهذه من مشكلات مواقع التواصل وميزاتها في آن معاً، وهي أنها منصة أشبه بـ (حوار الطرشان)، الجميع يقول ما يريده من دون رغبة بسماع مايقوله الآخرون، وأيضاً يبقى لها وهجها في مجتمعات لا توجد فيها منصة للتعبير عن الذات ولا للمشاركة المجتمعية، لأن الحراك الاجتماعي شبه ميت في بلداننا، بسبب الطابع السياسي والاجتماعي لهذه المجتمعات.
المشكلة في العقلية الفوقية
وعن موضوع تأسيس الجهات الحكومية الرسمية صفحات لها على موقع «فيس بوك» قالت د. عيسى: ما فعلته المؤسسات الحكومية من وزارات وإدارات وغيرها من إنشاء منصات إعلامية على مواقع التواصل أمر مهم وضروري، فالآن لا يمكن تجاهل هذه المواقع، لأنها واحدة من أكثر المواقع سهولة في الوصول إلى الجمهور ووسيلة مهمة لمعرفة رد فعل هذا الجمهور على الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات، لكن المشكلة هي أن من يديرون هذه المواقع، وأحياناً صاحب القرار، يشخصن آراء الناس، ويعدّها اتهامات أو شتائم أو قذف موجه ضده، ولا يتعامل معها لأنها حالة غضب أو قلق بسبب أسئلة ليس لها إجابات.
ورأت الوكيل العلمي عيسى أن من يديرون مؤسساتنا وعلى اختلاف مستوياتهم، يريدون إعلاماً أحادي الجانب، أي أن يُخبروا من دون أن يسمعوا، وهذا يؤدي إلى تحول هذه المنصات إلى سبب إضافي لمزيد من الغضب والاحتقان في الشارع، لأنها علاقة أحادية الجانب، وليست علاقة تفاعلية بين مزود الخدمة ومتلقيها، وهذا بسبب عدم وجود خبرة في إدارة وسائل الإعلام بالشكل الذي يجعلها ملبية لرغبات الناس أو مجيبة على أسئلة الناس، مبينة أن المشكلة ليست في المواقع نفسها، بل في العقلية والذهنية التي تحكم العلاقات.
ليس تأخيراً.. وإنما مسؤولية
ولمعرفة سبب تأخر الخبر الرسمي، كما أشار بعض المستطلعة آراؤهم، التقت «تشرين» سليم عنيد رئيس وحدة الإنترنت في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والذي جزء من مهامه إدارة موقع الهيئة الإلكتروني فقال: هذه المدة التي يعدّها الناس تأخيراً، هي الزمن الطبيعي بالنسبة للعاملين في الإعلام، وسببه هو المسؤولية، أي أننا مسؤولون عن كل حرف يتم نشره، فالخبر الصادر عن وسيلة إعلام رسمية يتحول إلى مصدر لكل وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، وما سبق يحمّلنا مسؤولية إضافية من ناحية التأكد من الخبر من كل النواحي (تحريرياً وإملائياً ونحوياً.. إلخ).
وأضاف عنيد: إن الإعلام الرسمي مرتبط بحلقات أخرى، والسرعة أيضاً تتعلق بمدى تعاون الجهات الأخرى، فالخبر العسكري مثلاً، يتم الحصول عليه من المصدر العسكري، ولا يمكن الاعتماد على المشاهدات حتى لو كانت صحيحة، وضرب مثلاً عن موضوع «العدوان الإسرائيلي» الذي تناولته مواقع التواصل منذ حوالي عام وانتشر فيها بشكل كثيف خلال وقت قصير جداً، ثم تبيّن حسب المصدر العسكري بأنه ليس عدواناً وإنما هو شيء آخر، لذا فإن الانقياد وراء صفحات «الفيس بوك» الخاصة والشخصية كارثي.وأوضح عنيد أن المصدر الرسمي الذي يستقي منه الإعلام الرسمي الخبر، يأخذه من مصدر آخر من أجل المصداقية الكاملة، وهناك حالات لا يعطي فيها المصدر الخبر لأسباب وحسابات وزارة الإعلام خارجها كلياً، لذا ومهما طالت الفترة التي يعدّها الناس تأخيراً، فإنه من المستحيل أن يتم نشر خبر غير متأكدين من صحته 100%.
مواقع التواصل مؤشر مهم
وبيّن عنيد أن الإعلام الرسمي لا يهمل مواقع التواصل، وإنما يعدّها مؤشراً، فعندما ينتشر موضوع معين على هذه المواقع، تؤخذ ويُبحث عنها، فمثلاً عندما نُشر فيديو عن أعداد هائلة من الجراد قيل إنها وصلت إلى تدمر، أخذ الأمر على محمل الجد بشكل فوري، وبدأ البحث، فتبين أن مقطع الفيديو من دولة أخرى، وليس في الفترة الحالية، وإنما قبل سنتين، أما بالنسبة لبعض المشكلات الخدمية أو الاجتماعية التي يتم النشر عنها في مواقع التواصل، فيتم التواصل مع الجهات المعنية بالموضوع، وإن تم الإبلاغ بأنه قد تم حلها، حينها ينشر الحل الذي تم التوصل إليه فوراً ولا تتم إعادة نشر المشكلة، ويبدأ البحث عن موضوع آخر يهم الناس أكثر.
وعن مراحل العمل قال عنيد: أولاً المصدر الرسمي للخبر، ثم المحرر، ثم رئيس التحرير، وأحياناً نحتاج إلى جهة ثالثة في حال كان يلزم الخبر استشارة من نوع ما، هذا بالنسبة للأخبار العاجلة، أما الأخبار التي تدعى (باردة) فإنها تمر على المدقق اللغوي قبل النشر، وبالطبع المدقق يراقب الأخبار العاجلة أيضاً لتصحيح أي خطأ نحوي أو إملائي قد يرد بها وهذا نادراً ما يحدث.
وختم عنيد بأن هناك الكثير من الصفحات على مواقع التواصل تبحث عن الأخبار الصفراء والأخبار التي يجمعون بها الإعجابات والتعليقات، الإعلام الرسمي لا ينجر وراءها، ولديه سياسته التحريرية المبنية على الهدوء والحصول على الخبر الموثوق.
الجمهور يريد أخباراً سريعة
لودي علي- رئيسة تحرير موقع إلكتروني سوري قالت: إن صفحات التواصل الاجتماعي نشطت خلال الأزمة التي تعيشها سورية بشكل كبير، فكانت منبراً لنشر الأخبار المختلفة التي تهم الجمهور خلال مرحلة الحرب، ولاقت هذه الوسائل إقبالاً جماهيرياً كبيراً خلال السنوات الماضية لعدة أسباب، أحدها تواضع الإعلام السوري، ولاسيما الرسمي منه، إضافة لكونها كانت تقدم الأخبار بشكل سريع ومباشر، وهذا ما يهم الجمهور، مثل أخبار القذائف والوفيات وضحايا الانفجارات وصور المفقودين وغير ذلك.
وأضافت علي أن مشكلة صفحات التواصل الاجتماعي الأساسية هي أنها غير موثوقة، والمصداقية التي تتمتع بها منخفضة، وتكثر فيها الشائعات، فهي بالنهاية ليست منبراً إخبارياً رسمياً، ولا تمكن محاسبتها على تقديم معلومات مغلوطة كما هو الحال في المواقع الإلكترونية، حيث تراعي الأخيرة، أي المواقع الإلكترونية، ولاسيما الإخبارية منها، نسبة جيدة من المصداقية والدقة في نقل المعلومة والحصول على المعلومات من مصادر رسمية ومعتمدة بدلاً من أخذ المعلومات «قيل عن قال»، لكن لا يمكن إنكار أن صفحات التواصل تساعد في أحيان كثيرة على تحريك قضايا الرأي العام والإضاءة على بعض المشكلات الاجتماعية أو الاقتصادية أو حتى غير ذلك، ويرجع السبب بذلك إلى الوصول الكبير لتلك الصفحات وكثرة تداول ما يتم نشره فيها، وخاصة مع عدم وجود ضوابط للنشر أو قواعد محددة.
الترويج عبر مواقع التواصل
وأوضحت رئيسة التحرير أن أغلب المواقع الإلكترونية تعتمد على منابر التواصل الاجتماعي لنشر أخبارها والترويج لها، انطلاقاً من إيمانها بقدرة «السوشيال ميديا» على المساعدة الفعالة برفع مستوى الوصول إلى الجمهور، ومن جانب آخر، فإن متابعة هذه المواقع ضرورية في عمل المواقع الإلكترونية الإخبارية، لأن «السوشيال ميديا» باتت منبراً للحصول على التصريحات الرسمية من قبل الشخصيات العامة، ولاسيما الفنانين والاقتصاديين وبعض أعضاء مجلس الشعب.
تشرين - فراس القاضي
إضافة تعليق جديد