الاحتلالان الأميركي والتركي يتفقان على إنشاء «الآمنة» شمال سورية!
أعلنت كل من واشنطن وأنقرة الاتفاق على «إنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا خلال أقرب وقت، لتنسيق وإدارة إنشاء (ما يسمى المنطقة) الآمنة شمال سورية»، في مؤشر واضح على تخلي أميركا عن حلفائها «الميليشيات الكردية» التي طالما تشدقت بأنها تدعمهم ولن تتخلى عنهم، وينبئ بتطورات خطيرة قد تشهدها مناطق شرق الفرات.
فبعد مباحثات استمرت لثلاثة أيام في أنقرة بين تركيا وأميركا اللتين تحتلان مناطق في شمال سورية، كشفت وزارة الدفاع في النظام التركي، في بيان نشرته وكالة «الأناضول» للأنباء، عن «استكمال المباحثات مع المسؤولين العسكريين الأميركيين حول المنطقة الآمنة المخطط إنشاؤها شمال سورية».وأشارت الوزارة إلى أنه «تم التوصل إلى اتفاق لتنفيذ التدابير التي ستتخذ في المرحلة الأولى من أجل إزالة الهواجس التركية، في أقرب وقت».ويقضي الاتفاق بحسب بيان الوزارة، «بإنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا خلال أقرب وقت لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة في سورية».واتفق النظام التركي مع الجانب الأميركي على جعل المنطقة الآمنة «ممر سلام»، بحسب مزاعم البيان.
وشدد الجانبان التركي والأميركي على «ضرورة اتخاذ كل التدابير الإضافية لضمان عودة السوريين إلى بلادهم».من جانبها قالت السفارة الأميركية في تركيا: إن الوفدين العسكريين التركي والأميركي «توصلا لاتفاق حول المنطقة الآمنة شمالي سورية، وذلك خلال المفاوضات بينهما في العاصمة التركية أنقرة».
وأوضح بيان السفارة الأميركية، أنه «تم الاتفاق على التنفيذ السريع للتدابير الأولية التي تعالج المخاوف الأمنية لتركيا (في الشمال السوري)».وتابع البيان: إنه «تم الاتفاق أيضاً على تأسيس مركز عمليات مشتركة في تركيا في أقرب وقت ممكن، من أجل تنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة معاً».وزعم أن «المنطقة الآمنة ستصبح ممراً للسلام، كي يتمكن السوريون المشردون من العودة لبلادهم».
وفي وقت سابق من يوم أمس أعلن وزير دفاع النظام التركي خلوصي أكار، في تصريحات نقلتها «الأناضول»، لدى وصوله الفندق الذي يستضيف مؤتمر السفراء الأتراك، في أنقرة، أن المحادثات مع الولايات المتحدة بهدف تفادي شن عدوان عسكري تركي في شمال سورية تجري بشكل «إيجابي»، وأن بلاده استكملت جميع خططها لإقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة».وقال أكار: «استكملنا جميع خططنا وتمركز قواتنا على الأرض، لكن قلنا أيضاً إننا نرغب في التحرك مع الولايات المتحدة».
وأشار إلى استمرار اللقاء في مقر الوزارة، مع الوفد الأميركي حول «المنطقة الآمنة» في سورية، مبيناً أنه سيستكمل في الساعات القادمة من يوم أمس.ويوم الاثنين بدأت الجولة الثانية من المباحثات بين مسؤولين عسكريين أميركيين وأتراك في أنقرة بشأن إقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة»، بعد أن كانت الجولة الأولى من المباحثات انعقدت في 23 تموز الماضي في مقر وزارة الدفاع التركية.
وأول من أمس ذكرت صحف تركية أن الجولة الثانية من المفاوضات مع الأميركيين تعثرت بشأن عمق «المنطقة الآمنة»، حيث تريد أنقرة أن تكون المنطقة بعرض 30 كم، وهو عمق أكبر بكثير مما اقترحته واشنطن، كما أن تركيا تريد أن تتحكم بمفردها في هذه المنطقة بلا شريك.
وبنفس اليوم أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تستعد «للقضاء» على التهديد الذي تمثله ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سورية «في وقت قريب جداً».وفي تكذيب لمزاعم أميركا بأنها ليس لديها نية عن التخلي عن حلفائها الميليشيات الكردية، قال أكار في تصريحاته أمس: «سُررنا لرؤية محاورينا (الأميركيين) اقتربوا من وجهات نظرنا، جرت الاجتماعات في أجواء إيجابية وبناءة للغاية».
وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، اعتبر أول من أمس أن أي تحرك أحادي من الجانب التركي بخصوص شنه عدوان ضد الميليشيات الكردية في سورية «سيكون غير مقبول»، زاعماً أن «ليست لبلاده البتة نية للتخلي عنهم (الميليشيات الكردية)».
وأعرب أكار عن رغبة بلاده في العمل والتحرك مع «الحلفاء» الأميركيين، وأضاف: «نود العمل والتحرك سوية مع حلفائنا الأميركيين، وقلنا مراراً وتكراراً إننا سنفعل ما يجب القيام به (عدوان جديد على سورية) إذا لم يكن ذلك ممكناً».وأوضح أن الوفد التركي أبلغ نظيره الأميركي عن جميع المخاوف الأمنية وتبادلا وجهات النظر حولها.
وعن المطالب التي جرى إبلاغها إلى الجانب الأميركي، أشار أكار إلى أنها تتمثل بـ«مواصلة محاربة الميليشيات الكردية وتنظيم داعش الإرهابي، والرغبة في العمل مع واشنطن لإنشاء «المنطقة الآمنة» بعمق 30-40 كم خالية من الميليشيات الكردية وسحب الأسلحة الثقيلة منها، وإخراجها من المنطقة، وتدمير الأنفاق والتحصينات والمواقع التي بنتها». وأضاف: إن الجانب التركي ينتظر من أميركا إنهاء دعمها لميليشيا «حماية الشعب» (العمود الفقري لميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد»)، بما فيها الأسلحة والذخائر، معتبراً أن بلاده لن تسمح إطلاقاً بإنشاء ما سماه حزاماً إرهابياً على حدودها الجنوبية.وقال أكار: «سنقوم بما يلزم (لمنع الحزام) مع الولايات المتحدة إذا كان ذلك ممكناً، وإلا فنحن مصممون على القيام بذلك بمفردنا».
في غضون ذلك، أفادت مواقع إلكترونية معارضة، بأن «حماية الشعب»، أزالت أعلامها ورموزها من المناطق التي تسيطر عليها في كل من الحسكة والرقة وذلك خوفاً من تعرضها للقصف والاستهداف من جيش الاحتلال التركي، على حين أرسلت ميليشيا «قسد»، تعزيزات عسكرية من محافظة الرقة إلى مواقعها الحدودية مع تركيا في منطقة رأس العين بمحافظة الحسكة.
الوطن -وكالات
إضافة تعليق جديد