83 بالمئة من سكان «الركبان» يريدون العودة إلى قراهم
وصف ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية كارين دادوريان، الوضع في «مخيم الركبان» بـ«الصعب للغاية»، وكشف عن رغبة 95 بالمئة من قاطنيه بالمغادرة، في وقت اعتبر فيه المنسق الإقليمي للأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية، بانوس مومسيس، أن المخيم لا يمكن أن يكون حلاً دائماً، بل من الضروري تهيئة الظروف لتفكيكه وتأمين مغادرة القاطنين فيه.
و أشار دادوريان إلى زيارته للمخيم خلال شهر شباط لعدة أيام، حيث قامت مؤسسات الأمم المتحدة بالتعاون مع مؤسسات الهلال الأحمر العربي السوري، بشحن 130 قافلة مجهزة بالمساعدات الإنسانية، وكانت هذه آخر قافلة إنسانية للأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري إلى المخيم.
وقال: «عندما توجهت القوافل الإنسانية لكل منظمات الأمم المتحدة بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، كنا جزءاً من هذه القوافل، وكان هناك قافلتان واحدة خلال شهر شباط الماضي وواحدة نهاية العام الماضي».
ولفت دادوريان إلى عدم امتلاكه أي برهان بأن هناك أشخاصاً داخل المخيم يرغبون بمغادرته ولم يتمكنوا من ذلك، وبالتالي «لا يمكنني التعليق على موضوع منع السكان من المغادرة»، لكنه أكد أن «الاستبيان الذي أجرته المنظمة الأممية خلال وجوده في المخيم الشهر الماضي، والذي أجري لنحو 2800 شخص، بين أن نسبة الراغبين بمغادرة المخيم 95 بالمئة، كما وصلت نسبة من يريدون العودة إلى قراهم وبلداتهم إلى 83 بالمئة».
يذكر أن سورية وروسيا دعتا مراراً ولا تزالان تدعوان القوات الأميركية والميليشيات المسلحة الموالية لها والتي تسيطر على منطقة التنف التي يوجد فيها المخيم وتحتجز النازحين لإغلاق هذا الملف نهائياً، عبر السماح للنازحين بمغادرة المخيم إلى مناطقهم المحررة من الإرهاب.
واعتبر دادوريان، أن هذا الملف معقد للغاية، متسائلاً: «إلى أين سيذهب النازحون، وما هي الإجراءات المطلوبة وكيفية نقلهم»، معتبراً أن هناك الكثير من الأسئلة ينبغي الإجابة عنها قبل اتخاذ أي قرار، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المخيم يقع اليوم تحت سيطرة جهات مسلحة غير حكومية، و«الأمم المتحدة ليس لديها أي وجود هناك داخل المخيم».
وأردف قائلاً: «نؤكد أن أي تحرك ينبغي أن يكون بشكل طوعي ويكون الناس على علم ودراية إلى أين سيذهبون وبطريقة تحفظ كرامتهم، وألا يكون هناك عوائق من أي جهة أو أي طرف لهذا الموضوع».
وأشار دادوريان إلى أن الأمم المتحدة تعمل مع كافة الأطراف، وتدعم أي تحرك ضمن القوانين الإنسانية الدولية، بحيث لا يوجد أي عوائق، وأن يكون الناس على علم بالخطوة التالية، وماذا سيحل بهم، وأن يكون ذلك طوعياً من دون إجبار من أي طرف، وأضاف: «نحن نعمل ضمن هذا السياق ومع جميع الأطراف».
وكشف دادوريان، بأن أعداد النازحين في المخيم يبلغ نحو 40 ألف نازح، والأوضاع «صعبة جداً، ولا يوجد أدنى خدمات إنسانية ولا يوجد طبيب واحد في المخيم، والوصول إلى العيادة الوحيدة على الجانب الأردني من الحدود أمر صعب للغاية لسكان الركبان. الناس بحاجة لدعم كبير في كافة الخدمات».
و حول ما أنجزته الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري والانطباع الذي حصلت عليه، خلال تسييرها للقافلة الإنسانية الأخيرة في شباط الماضي، قال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية بالإنابة في سورية سجاد مالك: «لقد أخبر الناس فرقنا كم هو يائس وضعهم، فهم يعانون من البرد والجوع ويفتقرون إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية، فحتى المياه شحيحة، والسلع المتاحة محدودة وهي مكلفة للغاية بالنسبة لمعظمهم، كما تواجه النساء والفتيات مخاطر حماية جدية،…. مثل الزواج المبكر والاعتداء الجنسي».
وقال مالك في البيان: «يحتاج الناس في الركبان إلى حل طويل الأمد، مما يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم أو إلى أي مكان يختارونه بأمان وكرامة، في غضون ذلك، نحتاج إلى وصول إنساني مستمر لتقديم المساعدات بشكل متواصل، ويجب اتخاذ خطوات فورية لتحسين إمكانية حصول الأشخاص على العلاج الطبي». وأشار البيان إلى أن فرق الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، وزعت عبر قافلتها الأخيرة في شباط الماضي، حصة غذائية كافية لشهر واحد فقط على أكثر من 8300 عائلة.
وكان منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية بانوس مومسيس، اعتبر أن «مخيم الركبان»، «لا يمكن أن يكون حلاً دائماً، بل من الضروري تهيئة الظروف لتفكيكه وتأمين مغادرة اللاجئين له».وقال مومسيس «من الواضح أن «الركبان»، حل مؤقت، ويجب إيجاد حلول لمساعدة الناس على المضي قدماً في الحياة. هذا ليس المكان المناسب للبقاء، يجب على الأطفال الذهاب إلى المدرسة، ويجب مساعدة النساء الحوامل وكبار السن».
الوطن
إضافة تعليق جديد