الخمسون المفقودة!
تعتبر القطعة النقدية من فئة الخمسين ليرة الأكثر شعبية في مدينة حمص؛ لأنها تشكل رفيق الدرب اليومي كيفما اتجه المواطن والموظف والعامل، والطالب، وحتى المتسوق.
وشعبية هذه القطعة النقدية تأتي من كونها تسعيرة ركوب وسائط النقل داخل المدينة على اختلاف أشكال وأحجام هذه الوسائط ، وكثيراً ما يضطر المواطن لدفع مئة ليرة كرمى لعيون الخمسين طالما أن سائق الحافلة وقاطع التذاكر لا تتوفر بين يديه كمية كافية كي يعيد للمواطن الذي يعطيه قطعاً نقدية من مختلف الفئات ولابد من المرور عبر الخمسين.
السائقون غالباً ما يبررون الموقف بعدم توفر القطعة، وهم يعدون المواطن بإعادة القسم المتبقي عندما تتوفر، وقد يصل الراكب إلى الجهة التي يقصدها ولا تتوفر فيطلب النزول وهو يقول (بيعوض الله)، أو ربما لا ينطق بأية كلمة لأنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة.
ورب قائل يقول وماذا تشكل الخمسون ليرة في مثل هذه الأيام.؟ بالتأكيد هي مبلغ زهيد، ولكن إذا كان في الأسرة الواحدة محدودة الدخل أربعة متنقلين يومياً أو أكثر عبر وسائط النقل، وحدث الأمر مع نصفهم يمكن أن يشكل مبلغاً يستطيع المواطن دفعه فاتورة هاتف أو كهرباء أوغيرهما من المتطلبات اليومية الكثيرة.
منذ أكثر من شهر طرحت الخمسون المعدنية، ولكنها لم تنتشر بالحجم الذي يلبي الحاجة، ومن يعلم فقد يكون في الموضوع تقصير من شركتي النقل الداخلي العامة والخاصة في استجرار كميات كافيه تلبي المتطلبات اليومية عن قصد أو عن غير قصد، ولن نتهم أحداً فربما يكون الموضوع متعلقاً بالسائق الذي يعتبرها فرصة سانحة ومتاحة لزيادة دخله!
البعث
إضافة تعليق جديد