سوريون يرمون أولادهم فقراً!!
الجوع كافر.. فهل أوصل الجوع والفقر السوريين إلى رمي أطفالهم!!
أمس تم العثور على طفل حديث الولادة (بعمر ٧ ساعات) داخل حاوية في أحد شوارع منطقة السيدة زينب وقد فارق الحياة قبل وصوله إلى المشفى، ولم يتم الوصول إلى معلومات حول الحادثة ، وقبل يومين عثر قسم شرطة القصاع بدمشق على طفلة حديثة الولادة في باب توما أمام جامع الثقفي.
تبين فيما بعد أنها مولودة في مشفى الزهراوي بدمشق منذ عدة أيام و تم معرفة والدها واستدعائه إلى مركز القسم وقد اعترف بأنه والد الطفلة الشرعي وحاول التخلص منها برميها بسبب سوء حالته المادية وعدم قدرته على تأمين علاج وطعام لها!!
وقد أمر القضاء بتسليم الطفلة لوالدتها وتقديم الأب إلى النيابة العامة بدمشق.
حالات التخلص من الأطفال ازدادت كثيرا خلال الحرب خاصة في المناطق الساخنة لكنها اليوم تصل دمشق ويعترف أحد من قام بها بأن الفقر كان السبب، وهذا مؤشر خطير على حالة اليأس التي وصل إليها البعض من الحصول إلى واقع أفضل ، حتى قرروا رمي أطفالهم..
هذه الجريمة الكبرى التي ارتكبها الأب لا يمكن تبريرها ، لكن يمكن التأكد من أن سببها كان يأساً غير مسبوق وعاطفة قضت عليها ظروف الحياة..
لمى النحاس من مشروع سيار للأطفال، أكدت، أن إيجاد الأطفال بالقرب من الجوامع والكنائس ظاهرة ليست جديدة وهي موجودة بكل دول العالم، لكنها زادت في سورية بسبب الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد من غلاء وفقر ، إضافة إلى المصروف المرتفع للمولود الجديد، لكن في الوقت نفسه تشير النحاس إلى أن هناك قلة وعي كبيرة، فالأشخاص غير القادرين على تأمين معيشة الطفل كان من المفترض أن يعملوا على عدم قدومه من خلال وسائل منع الحمل، فكثير من السيدات اللواتي تقدم لهم الجمعيات الإعانات تقدم لهم أيضا حبوب منع الحمل إلا أنهن يرمونها بدلا من تناولها خاصة في مراكز الإيواء، لذا يجب أن يكون توجهنا الأول اليوم نحو القيام بالكثير من حملات التوعية لأن هناك جهل كبير.
مضيفة أن الفقر هو العامل الأساسي الذي يدفع البعض لرمي أولادهم إضافة إلى وجود مشكلات أخرى كإدمان الأب أو عطالته أو فشله أو غير ذلك.
أما بالنسبة للطفلة التي رماها والدها فقرا تقول النحاس، نحن لا نعرف تفاصيل وخلفيات الحالة إلا أن الموضوع مأساوي، ولو لم يكن الرجل جاهل وقليل الوعي لما استطاعت الجهات المعنية التعرف عليه، فكثير من الأولاد تم إلقائهم نتيجة الفقر، ولم يكن بالإمكان التعرف على ذويهم.
لافتة إلى أن ما حدث بالتأكيد مرتبط بوصول الأب لمرحلة من اليأس تحت أي سبب، والكارثة أنه الرجل في هذه الحالات لا يحاسبه القانون على جريمته، فالعديد ممن تركوا أولادهم لم تتم محاسبتهم، ولا نعلم غدا ستتكرر هذه القصة مع من.
الحرب تركت قصصاً أكثر وجعا وألماً مما نسمع به، فما خفي كان أعظم، فقر وجهل وجرائم ودموية، ولكن لن يكون هناك ما هو أبشع من أن يضطر الإنسان لرمي فلذة كبده لأنه غير قادر على إطعامه!
لودي علي
إضافة تعليق جديد