ماذا يعني سقوط الجمرة الثالثة
اليوم في التقويم الشعبي السوري القديم ، تسقط الجمرة الثالثة من ثالث غرف البيت ، و هي الجمرة التي يتدفئ بها سكانه بأنفسهم ، و بهذا تتوقف " المدافئ " عن العمل و نلحظ أن الهواء يطيب و يصبح لطيفاً ، و ينخفض الضغط الجوي و تنخفض الرطوبة بالفعل ، مما ينعكس على دفئ الأجواء بالعموم ...و قصة سقوط الجمرات الثلاث جميلة و خاصة عملياً بسورية القديمة و محيطها الجغرافي فقط ، و هي : كانت بيوت السوريين القدماء تتألف بالعموم من ثلاثة أخبية - غرف - محيطة ببعضها البعض ، الغرفة الأولى مخصصة للدواب الكبيرة ، و الغرفة الثانية مخصصة للدواب صغيرة الحجم ، و الغرفة الثالثة كانت مخصصة للأسرة .. و في أيام الشتاء كانوا يشعلون في كل غرفة جمرة (موقد جمر) طلباً للتدفئة .. و مع اقتراب إنتهاء فصل الشتاء و زوال البرد القارص ، يقومون و إبتداءاً من يوم 20 شباط ( يوم 7 شباط في التقويم الشرقي ) بإطفاء الجمرات بالتدريج .. فتطفئ الجمرة الأولى في غرفة الدواب الكبيرة ، و يخرجونها من البيت للرعي في المراعي القريبة ، و ثم بعدها باسبوع أي في يوم 27 شباط ( يوم 14 شباط شرقي ) تطفئ الجمرة الثانية عن غرفة الدواب الصغيرة ، و يخرجونها بدورها إلى المراعي ، و أخيراً في يوم 6 أذار ( يوم 21 شباط شرقي ) تطفئ الجمرة الثالثة و الأخيرة في غرفة إقامة الأسرة الأساسية ، و يخرجون بدورهم إلى الطبيعة لقلة البرد . و إطفاء الجمرة الثالثة كان بمثابة إعلان إنتهاء موسم البرد القارص ، و يبدأ الطقس بالإعتدال و تهب رياح اللواقح التي تكتسح الكروم .. و يبدأ موسم الحساسية الربيعية عند البعض أعانهم الله عليه . ..ملاحظة : مع التوقف التدريجي في إستعمال المدافئ سينخفض الضغط على طلب الغاز و المازوت و على إستخدام الشبكة الكهربائية ... و بالتالي سيصبح توفرها أكبر .على أمل أنه و بتحسن الطقس ، ستخف معاناة السوريين و لو قليلاً ..و نطلب من القائمين على قطاع حوامل الطاقة ( غاز - بنزين - مازوت - كهرباء ) ، الإستعداد الجيد و الكافي لتغطية إحتياجات الموسم القادم .. تفادياً لأزمات مررنا بها كان بالإمكان تجاوزها او على الأقل التخفيف منها بشيء من التخطيط المبكر و الجيد . كل جمرة ثالثة و أنتم و بخير .
إضافة تعليق جديد