مشاركة جماعية في اغتيال العاصي
ادلب الخضراء بما لديها من موارد مائية متعددة ومتنوعة وما تشكله من مساحة مائية كبيرة لم تتوفر لكثير من المحافظات ذات الانتاجية العالية في الاسماك مايتعين ان تكون في عداد المحافظات المنتجة للاسماك .
وتكون رقماً كبيراً ومهماً في اقتصاده الوطني، لكن الجهل والتخلف وضعف الموارد المالية المستثمرة لتطوير وانهاض هذا القطاع المهم والحيوي من الاقتصاد واهمال متابعة تطبيق القوانين ذات العلاقة قد اسهمت بالوصول الى ما آل اليه حال الثروة السمكية بادلب من ترد وانحطاط وها هي مزرعة اسماك الروج بإدلب تعتبر المصدر الرئيسي لانتاج الاصبعيات التي ترفد فرع اسماك الثورة في محافظة الرقة، حيث يتم تزويده بمليون اصبعية سنويا او مايعادل 80طناً بسعر اجمالي قيمته اكثر من 15 مليون ليرة ،علما ان المساحة الاجمالية لهذه المزرعة 1120 دونما تحتوي على 12حوضاً للتسمين ومثلها للتفريخ و13 حوضاً للحضانة تتوضع على مساحة مائية 650 دونما ،حيث كانت ينابيع عيون عري المصدر الرئيسي لها وتساهم بإنتاج اكثر من 300 طن من اسماك المائدة أما الآن وبعد جفاف الينابيع والاعتماد على الآبار الجوفية فقد تقلصت مساحتها الى 400 دونم واقتصر انتاجها على الاصبعيات فقط لقلة المصدر المائي كما ان المساحات المتبقية يتم استئجارها من قبل الفلاحين لاستخدامها في الزراعة.
اضافة لاعمال السير والتحريات التي تقوم بها شركة الدراسات المائية لصالح مديرية الموارد المائية بإدلب بهدف انشاء سد البالعة رقم 2 الذي سيقتطع جزءاً من المزرعة، الامر الذي سينعكس على انتاجها ويلحق الضرر بها.
لعب الفقر والبطالة وغياب الرؤية العلمية والموضوعية في كيفية التعامل مع الثروة السمكية المهمة دوراً مهماً في عدم الحفاظ عليها من الهدر والتدهور، حيث ادت الاحوال المعيشية القاسية والصعبة وتدني فرص العمل وبخاصة في الريف لماتعانيه الزراعة من مشكلات ومصاعب وضعف مردودها الاقتصادي قد اجبر الكثير من الايدي العاملة بالتوجه لمهنة صيد الاسماك باستخدام وسائل الصيد غير القانونية في محاولة جني ارباح عاليةوآنية على حساب مصالحهم البعيدة ما مهد الطريق لفقدان التوازن بين الصيد والمنتوج السمكي وكان ضعف او انعدام الادوات القانونية في المناطق النائية قد هيأ لهؤلاء فرص الصيد الجائر للاسماك دون رقابة او مساءلة قانونية وبالذات في مواسم تكاثرها والحؤول بينها والوصول الى مناطق تكاثرها ووضع بيوضها لولادة اجيال جديدة من الفقس لتعويض مايتم صيده من الاسماك الكبيرة.
وكلما تضعف قبضة القانون وتتهاوى ارادة القائمين عليه يتمادى الصيادون في استخدام الوسائل المحرمة للصيد، فبدلاً من استخدام شباك الصيد الممنوعة ذات الفتحات الصغيرة وغير المسموح بها توجه بعض الصيادين الى وسائل الصيد الاخرى كالسموم والكهرباء والمتفجرات ما تسبب في قتل جماعي للاسماك، و ادى الى جفاف نهر العاصي و الى فقدان مساحات واسعة وشديدة الاهمية في تكاثر ونمو الاسماك ولاتقل عوامل رمي الملوثات ومخلفات المعامل والمصانع والمستشفيات في النهر والمسطحات المائية في تسبب اضرار حيث تؤدي لهلاك جميع الاسماك وتصبح البيئة غير صالحة لمعيشة الأحياء المائية فيها ماينعكس سلباً على معيشة ونمو الاسماك.
خلال انعقاد الندوة التي اقامتها كلية الزراعة بادلب حول نهر العاصي بالتعاون مابين جامعة حلب ومحافظة ادلب من ضمن ماناقشته الندوة واقع الثروة السمكية في المحافظة فقد عرض السيد اسماعيل شقرة المهتم بالشؤون البيئية والمهندس اياد الحسين رئيس دائرة الاعلام البيئي في مديرية البيئة بادلب من خلال المعلومات التي تم جمعها من مديرية الموارد المائية ومسمكة ادلب ومديرية البيئة وقسم السدود في الموارد المائية بأن مصادر المياه في محافظة ادلب تتعدد والتي من خلالها تعيش الثروة السمكية وتتمثل في نهر العاصي بالدرجة الاولى وبعض السدود المقامة عليها كسد الدويسات وبحيرة البالعة التجميعية من مياه عين الزرقاء وهما المسطحان المائيان الاساسيان اللذان يشكلان العمود الفقري بالنسبة للثروة المائية في المحافظة وهناك سد آخر قيد الانشاء وهو سد النهر الابيض بالاضافة الى بعض السدات التجميعية الموجودة في المحافظة والتي تشكل مياه الامطار والسيول عماد مياهها مثل: سد معرة النعمان ـ سد الهبيط ـ سد كفروحين ـ سد العقرق ـ سد خان شيخون بعض هذه السدود تتعرض للجفاف في فصل الصيف، ويعد نهر العاصي المصدر الاساس للثروة السمكية والصيد النهري، ويتعرض هذا النهر الى كثير من الاخطار والتجاوزات التي تهدد هذه المياه والثروة السمكية الموجودة فيه.
واشارا الى ان محافظة ادلب تستقبل نهر العاصي من سهل الغاب مرورا بمدينة جسر الشغور الى حمام الشيخ عيسى والتي تمده بالمياه ومتابعا مسيره باتجاه نبع عين الزرقاء التي تنعشه بالمياه العذبة الى مدينة دركوش ومن ثم يمر بمعظم القرى( عزمارين ـ الحمزية ـ جكارة ـ المكسور .. الخ) حتى يودع المحافظة عند قرية التلول ليصب في بحيرة العمق ومن ثم الى البحر الابيض المتوسط قاطعا مسافة حوالي/ 120/ كم في اراضي المحافظة وتنتشر حوله البساتين التي تزرع بمختلف المزروعات المروية منه، ويعيش في هذا النهر العظيم انواع عديدة من الاسماك والحيوانات( برمائيات ـ رخويات ـ زواحف ـ والعديد من الكائنات المائية) الضرورية لحياة هذه الاسماك ومنها( السلور ـ الانكليس ـ المشط ـ الكرب ـ البني ـ البوري ـ البراق.. الخ) اضافة الى انواع عديدة ويشكل سمك السلور والانكليس العمود الفقري لهذه الاسماك، حيث تعتبر من الانواع الفاخرة عالميا لما تتمتع به من مذاق طيب واحجام متنوعة وخالية من الحسك ما يكسبها السهولة في تناولها، وقد تصل احجام هذه الاسماك اذا ماكتب لها البقاء الى عشرات الكيلو غرامات بالنسبة لسمك السلور وبضعة كيلو غرامات بالنسبة لاسماك الانكليس والكرب وهي توجد باعداد لابأس بها رغم كل التهديدات والتجاوزات التي تقلل من اعدادها بشكل كبير ويرجع ذلك الى قوة تحملها لكافة انواع المناخ، اما باقي الانواع من الاسماك فتوجد حسب درجة زيادة الخطر عليها.
مشيرين الى ان محافظة ادلب تزخر بعدد من السدود المائية منها سد الدويسات: ويقع هذا السد قرب قرية الدرية وتبلغ طاقته التخزينية/6،3/ مليون متر مكعب من الماء ويوجد فيه حاليا من 1 الى 2 مليون متر مكعب من المياه ويبلغ ارتفاع السد :/34/ متراً من اخفض نقطة.. اما طوله 330 متراً ويعتبر نهر العاصي هو المغذي الرئيسي لهذا السد ويحل سد البالعة في المرتبة الثانية بين سدود المحافظة ويقع في قرية البالعة في سهل الروج وتبلغ السعة التخزينية التصميمية /5،14/ مليون متر مكعب ويوجد فيه حاليا ثلاثة ملايين متر مكعب وتبلغ مساحة البحيرة 150 هكتاراً ويبلغ طول محيط السد 5 كم.. اما ارتفاع جداره 10 امتار وتعتبر مياه نبع عين الزرقاء الممول الرئيسي لهذه البحيرة عن طريق محطة عين الزرقاء والتي تعمل بمعدل ستين يوماً سنويا فقط.
اما سد النهر الابيض: ويقع في قرية الحسينية بالقرب من قرية الشغر والمشروع
قائم حالياً وقيد التنفيذ ويعتبر النهر الابيض هو الرافد الأكبر لنهر العاصي وهو
عبارة عن مجموعة مسيلات مائية تجتمع في مجرى النهر تبلغ السعة التخزينية التصميمية: /87/ مليون متر مكعب اما مساحة البحيرة فتبلغ /410/ هكتارات.
وعن واقع نهر العاصي قالا: في الواقع ان مصادر التلوث لمياه نهر العاصي في محافظة ادلب كثيرة منها مصادر منزلية وهي مايلقى من ملوثات في المياه من اقذار مختلفة(قمامة) ومصادر صناعية ناتجة عن طرح الفضلات الصناعية التي تتميز بشدة احتوائها على مواد سامة خطرة يصعب التخلص منها او من المركبات الكيماوية ومصادر زراعية تأتي من استخدامات التربة للمخصبات الزراعية والمبيدات الحشرية ومصادر بشرية وحيوانية مثل الاستحمام في الانهار للانسان والحيوان وغسل الاواني والملابس والقاء جثث الحيوانات النافقة والتبول في الاقنية ومصادر نباتية حيث تتكاثر بعض النباتات المائية وهي الحشائش المائية الضارة التي تسد القنوات المائية وروافد نهر العاصي علما ان النبات الواحد يتضاعف مئة مرة خلال ثلاثة اشهر حيث يعوق الحركة ويستهلك جزءا من مياه نهر العاصي ويوفر مناخا مواتيا لنمو الكائنات التي تلعب دورا مهماً في امراض عديدة كالبلهارسيا والملاريا الكبدية كما يعرض الثروة السمكية للموت... ان مياه الصرف الصحي في مدينة جسر الشغور التي تصب في نهر العاصي من اربع جهات وقد تم تنفيذ مشروع توحيد هذه المصبات في خط مجمع لتوحيدها واخراجها خارج المخطط التنظيمي لمدينة جسر الشغور من الضفة الغربية للنهر وهناك دراسة تقوم بها شركة الدراسات الفنية فرع المنطقة الوسطى بتوجيه من وزارة الاسكان والتعمير تتضمن دراسة اقامة محطتي ضخ معالجة جسر الشغور، علما ان هناك العديد من القرى في المنطقة تقع جنوب وشمال مدينة جسر الشغور تصب مياه الصرف الصحي الناتجة عنها في مجرى نهر العاصي.
ونوها الى ان نهر العاصي الذي يبدأ منبعه في الهرمل اللبنانية وعلى طول مجراه الرئيسي يستقبل مخلفات غير معالجة سواء أكانت صرفاً صحياً أم صناعياً وأشارت بعض الدراسات الى أن الصلاحية النسبية الحالية لمياه عبر نهر العاصي مهددة بالتلوث ان لم تكن ملوثة فعلا بسبب استمرار صرف المخلفات السائلة سواء من الصناعة او من الزراعة او المخلفات الادمية والحيوانية وتزايد حجمها مايشكل خطراً مباشراًعلى النهر وعلى المجاري المائية الاخرى.
مرة اخرى تدوي صرخات العاصي من جراء الاهمال والاعتداءات التي تنهش في جسد عاصينا ،حيث تلقى معظم المخلفات من دون معالجة في ظل تجاهل وغياب أصحاب الشأن المطالبين بالمحافظة على سلامة النهر من خلال التأكيد على ضرورة تسعير المياه التي تستجرها الفعاليات الصناعية والزام الجهات المتسببة بالتلوث بمعالجة التلوث وهذا يستدعي مساءلة وزارات الادارة المحلية والبيئية والاسكان والتعمير وضرورة دراسة تأثير الصرف الزراعي والصحي على بيئة النهر الذي قد يكون أكبر بكثير من تأثير النشاط الصناعي والخريطة الكاملة للتلوث في نهر العاصي تؤكد ان قضية مكافحة تلوث مياه العاصي من القضايا التي يجب ان تجعلها كل من وزارات الاسكان والتعمير والصحة والادارة المحلية والبيئية والسياحة على قائمة اولوياتها.
واكدا حتى ننقذ مايمكن انقاذه علينا معالجة مياه الصرف الصحي للتجمعات السكنية التي تصرف الى النهر بشكل مباشر او غير مباشر يوجد عدة محطات معالجة مدرجة في الخطة الخمسية، ابتداء من عام 2007 وتركيب محطة معالجة لمياه معمل السكر
الذي يصرف مخلفاته السائلة الى النهر منذ فترة طويلة، واتخاذ اجراءات لمنع رمي المخلفات الصلبة في سرير النهر، والعمل على تنفيذ مقترحات المشروع الوطني لمعالجة مياه النهر قبل الدخول الى محافظة إدلب وإلزام أصحاب معاصر الزيتون والتي يصل عددها الى نصف عدد المعاصر في المحافظة بعدم رمي المخلفات السائلة في النهر بشكل مباشر او عن طريق المسيلات الشتوية المؤدية الى النهر وكذلك معامل البيرين التي يصل عددها الى اربعة، والتوعية البيئية للمواطنين وخصوصاً المزارعين بعدم الافراط في استخدام المبيدات الحشرية واختيار الوقت المناسب في حال استخدامها اتخاذ الاجراءات المناسبة للحد من تلوث نهر العاصي بالزيوت والشحوم الناتجة عن المضخات المستخدمة للاستفادة من مياه النهر ومن هذه الاجراءات ابعاد المضخات مسافة/15/ م عن ضفة النهر.
واضافا: تتلخص التعديات والاخطار التي تتعرض لها الثروة السمكية الناتجة عن الممارسات الخاطئة والاساليب غير المشروعة في عملية الصيد وتتمثل هذه الاخطار والتجاوزات بالآتي:
الصيد الجائر وتتعدد طرق وانواع واوقات الصيد غير المشروع وجميعها للاسف تستخدم دون رقابة احيانا واحيانا اخرى بعلم بعض افراد السلطات المختصة لمنع وقمع هذه الظاهرة وتتلخص هذه الطرق بـ الصيد بالديناميت ويتم عن طريق القاء المتفجرات في النهر او المكان المراد الصيد فيه بعد العمل على جمع اكبر عدد من الاسماك عن طريق/ التطعيم/ وهو القاء مخلفات المذابح مثل الفروج والمسالخ ودم الحيوانات والريش ... الخ في مكان محدد ولفترة معينة ثم القاء/ الديناميت/ مايؤدي الى قتل اكبر عدد من الاسماك وخاصة في موسم التكاثر / منع الصيد/ و يؤدي الى فقدان وخسارة ملايين البيوض التي تحملها هذه الاسماك، اما الصيد بالكهرباء: ويتم عن طريق ادخال سلك كهربائي متفرع من مولدة كهربائية الى الماء ما يؤدي الى صعق الاسماك وكافة الكائنات الحية بالكهرباء وهي من اخطر الطرق على حياة وبقاء الثروة السمكية بالاضافة الى خطرها الكبير على حياة الانسان نفسه، بينما
الصيد بالسموم: ويتم عن طريق خلط السموم بالمواد الغذائية التي يأكل منها السمك
وحسب نوعه وهي طريقة خطيرة في صيد السمك، وتشترك هذه الطرق الثلاث السابقة بقتل كل الكائنات الحية في الماء والتي لا تتم الدورة المائية في حياة الاسماك بدونها وهنالك تجاوزات اقل خطرا تتهدد الثروة السمكية ومنها: عدم الالتزام بقوانين الصيد: وهي عدم الالتزام بموسم/ المنع/ منع الصيد وهي الفترة الممتدة مابين 15 اذار الى 31 ايار من كل سنة اما من ناحية الشباك: وهي استعمال الشباك الناعمة والتي تقل عن قياس30 مم وهو الحد المسموح به في ممارسة الصيد والصيد بعد موسم المنع والتفقيس: أي صيد الأسماك الصغيرة والتي لاتصاد عن طريق الشبك كالجرف والاقفاص والسنانير الناعمة والصيد بالسدات: وتتمثل هذه الطريقة باقامة سدة على مجرى النهر من الاحجار وجذوع الاشجار مع اقامة فتحة في منتصف هذه السدة وتزويدها بعدد من قضبان الحديد على صف واحد بدءاً من القاع وبشكل مائل باتجاه سطح الماء وبمسافة بسيطة بين القضيب والاخر ما يؤدي الى وقوع الاسماك في فخ هذه القضبان وتسرب الماء من بين القضبان وهذه الطريقة تقضي على عدد كبير من الاسماك الصغيرة التي ترمى لعدم جدواها الاقتصادي حيث يكتفى بأخذ الاسماك الكبيرة.
اخطار متعددة تتهدد الثروة السمكية بادلب ـ حسب السيد اسماعيل شقرة والمهندس اياد الحسين ـ منها قنوات الري: وهي القنوات المتفرعة عن السدود والبحيرات وخاصة بحيرة البالعة بهدف سقاية الاراضي حيث يتم ضخ المياه المليئة بالاسماك والبيوض الى تلك القنوات ولعدة اشهر في السنة ويوقف عنها ضخ المياه في الفترة المتبقية ما يؤدي الى موت ملايين الاسماك الصغيرة والكبيرة وملايين البيوض سنويا رغم توفر المياه الفائضة عن الحاجة ورغم استطاعة بحيرة البالعة على استيعاب كمية اكبر من المياه عن طريق ضخها من مياه نبع عين الزرقاء.
هذا من جهة ومن جهة ثانية لقد قلت او كادت تتلاشى بقايا الثروة السمكية في المحافظة رغم تعدد مصادر المياه والمناخ الجيد والطبيعة الجيدة لحياة هذه الاسماك وذلك لمجموعة الاسباب التي أسلف ذكرها فأصبح الصيد نادراً ففي المحافظة من 3000 ـ 4000 صياد ويقسمون الى قسمين او شريحتين، الشريحة الاولى: وهي الشريحة الاكبروالاعظم في المحافظة والتي يعتمد صيادوها على الطرق المشروعة والمسموح بها في الصيد كالسنارات والخيطان والكلاليب والشباك، وتكون دائماً قليلة الغلة او نادرة ويقوم قسم كبير من هذه الشريحة بترخيص أدوات صيده عن طريق مديرية الزراعة ـ الثروة السمكية بالمحافظة ويدفع الصيادون الضرائب ويقومون بعملية الصيد بشكل نظامي ويلتزمون بفترة المنع فترة تكاثر الاسماك ورغم ذلك فهم يمنعون من الصيد المشروع والقانوني في كافة البحيرات والسدود في المحافظة، بينما يقوم بعض صيادي الفئة او الشريحة الثانية بعقد صفقات مع حراس السدود وبعض العاملين بمكافحة كافة التجاوزات في الصيد ويقومون بالصيد داخل البحيرات والسدود وبكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة ويعاني صيادوهذه الشريحة ويتحملون اعباء الضرائب والنفقات مقابل مردود بسيط جداً يكاد لايذكر.
اما الشريحة الثانية: وهي الفئة الاقل وجلهم من اصحاب المنطقة المتاخمة لنهر العاصي والبحيرات والسدود المتفرعة منه، حيث يقومون بالصيد بكافة الطرق غير المشروعة كما نوهنا عنهم وينالون النصيب الاكبر في الصيد ويقتلون ويهلكون الثروة السمكية وهم لايقومون بالترخيص او دفع الرسوم وضرائب الترخيص وليس لديهم اي نفقات يدفعونها للانتقال من اجل الصيد بل يدفعون مبالغ بسيطة ثمن موادهم غير المشروعة مثل( سماد آزوتي يصنع منه الديناميت اوبارود اوثمن
ليترات بنزين لمولدة الكهرباء او ثمن السموم التي يشترونها) وكل هذه المبالغ والمواد المشتراة لاتخدم الا القضاء على الثروة السمكية.
واقترحا مؤكدين على أن وضع الثروة السمكية في المحافظة ليس بخير وان هذه التجاوزات والاخطاء المتعددة تهدد بانقراض هذه الثروة او تواجدها باعداد لاتذكر رغم وجود مصادر مائية كبيرة لو استغلت بشكل جيد وأمثل لتوفرت كمية من الاسماك كبيرة تكفي حاجة المحافظة وتزيد وتوفر الاسماك الطبيعية المرباة في الاسواق وباسعار زهيدة حيث يستفيد من تناول لحومها كل طبقات المجتمع وللوصول الى ذلك لابد من العمل على تطبيق المقترحات التي تتلخص في مقترح واحد وهو العمل او الموافقة على احداث جمعية تسمى( جمعية حماية الثروة السمكية والصيادين) تقوم بالعمل على: تنظيم الصيادين وعملية صيد الاسماك من خلال تنظيم الصيادين في جمعية واحدة تعمل على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم من خلال اشتراكهم في الجمعية يتدارسون مع اعضاء ادارة الجمعية مشاكلهم وهمومهم ومقترحاتهم.
علام العبد
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد