الدعوة لحوار سوري – سوري.. وتعليمات أميركية بالعرقلة!
في محاولة من حزب «الاتحاد الديمقراطي – با يا دا» الكردي العودة إلى المشهد، دعا رئيسه المشترك شاهوز حسن القوى المتصارعة على الساحة السورية للمشاركة في بناء حوار سوري – سوري، ودعم المحادثات بين ما يسمى «الإدارة الذاتية»، وسط أنباء أن أميركا أوصت الأخيرة «بعدم التعجل» في المحادثات.
وبعد إعلان الولايات المتحدة بدء سحب قواتها من سورية في 19 من الشهر الماضي والتحشد التركي المتواصل قرب الحدود الشمالية تحدثت أنباء عن محادثات بين الحكومة السورية و«قوات سورية الديمقراطية –قسد» لتسليم الأخيرة كامل مناطق شرق الفرات للجيش العربي السوري.
ونقلت وكالة «هاوار» الكردية عن حسن قوله في كلمة ألقاها خلال مؤتمر الحزب في مدينة عين العرب بريف حلب الشمالي: إنهم يسعون إلى التواصل مع القوى المتصارعة على الساحة السورية على أوسع نطاق في سبيل مشاركتهم في بناء حوار سوري – سوري وإنهاء الصراع في البلاد.
وذكر أن «بعض الأطراف يقولون عن الإدارة في شمال وشرق سورية بأنها انفصالية»، وتساءل: كيف لقوة سورية تضم جميع أبناء الشعب ومن جميع المكونات أن تنفصل عن جزئها الآخر، عليهم أن يراجعوا حساباتهم وتصريحاتهم فنحن ندعو إلى وحدة الأراضي السورية، وعلى هذا الأساس نتفاوض مع «النظام» السوري في دمشق وعلى روسيا والدول الأخرى دعم هذا التفاوض».
كما دعا حسن جميع الأحزاب الكردية السورية التي تتخذ من الحكومة التركية داعماً لها بأن تلتحق وتشارك في الحل السياسي في سورية، وإدراك الأخطاء التي ترتكبها مضيفاً: «نحن مستعدون لفعل أي شيء في سبيل وحدة الصف الكردي لكن نحن بحاجة إلى أن تتقبل تلك الأحزاب أفكار هذا الشعب قبل فوات الأوان، ولكن يبقى السؤال هنا: هل الشعب الكردي سيعفو عن تلك الشخصيات الكردية التي تضع يدها بيد الحكومة التركية وتقتل شعبها كما حصل في عفرين؟».
وعبّر شاهوز عن أمله في أن تترجم الأحزاب السياسية الكردية تصريحاتها على أرض الواقع وألا تبقى تصريحاتها ضمن إطار عدم قبول «الإدارة الذاتية» الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سورية فقط.
وبدا حسن في تصريحاته وكأنه يحاول إظهار حزبه بمظهر المفاوض القوي، علماً أن حزبه جزء من ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في الشمال، و«وحدات حماية الشعب» ذراعه المسلح تعتبر أيضاً جزءاً من «قسد» التي خذلتها أميركا بإعلان نيتها الانسحاب من سورية.
وأول من أمس أكد المستشار الإعلامي السابق في «حماية الشعب» في منطقة عفرين، ريزان حدو، أنه أحيط علماً بأن المبعوث الأميركي الخاص المعني بالشؤون السورية، جيمس جيفري، سلم عدداً من الرسائل إلى «الإدارة الذاتية» أوصاها فيها بعدم التعجل في المفاوضات مع دمشق، منوهاً بحدوث تغيرات لصالح الأكراد قريباً، لاسيما عقب اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في شباط المقبل.
وبحسب حدو فقد طرح جيفري في رسائله أيضاً موضوع إغلاق المجال الجوي في الشمال السوري.
وأضاف حدو: إن المباحثات مع الحكومة السورية لا تزال مستمرة وتجري في أجواء إيجابية.
وفي نداء وجهه حدو الخميس دعا حدو السوريين كرداً وعرباً وآشور وسريان وأرمن في شرق الفرات «ليكونوا فاعلين» وأن يرفعوا العلم السوري على أسطح المنازل وواجهات المحال والمعامل». وأكد حدو أن «رفع علم الوطن يحتاج إرادة وإنتماء ولا ينتظر قراراً».
وخاطب «قادة «مجلس سورية الديمقراطي-مسد» الغطاء السياسي لـ«قسد» قائلاً: أنتم تدينون أنفسكم وأنتم تضعفون موقفكم، فكيف سيكون ردكم إذا قيل لكم (وقد قيل): عليكم أن تبادروا وتسرعوا بإثبات انتمائكم للوطن قبل أن تطلبوا من الوطن أن يكون ظهيراً لكم يدافع عنكم.
الوطن -وكالات
إضافة تعليق جديد