احتدام المعركة الانتخابية الفرنسية على وقع النكات والفضائح
أغرقت الاستعدادت للانتخابات الرئاسية فرنسا في سلسلة من الطرائف والفضائح خففت بعض الشيء من حدة التوتر المصاحب لهذا الاستحقاق الانتخابي الذي يتكرر مرة كل خمسة أعوام.
وجاء مرشح حزب الأغلبية نيكولا ساركوزي كالعادة في المقدمة حتى في الأساليب الإعلانية التي لا تخلو من طرافة مستغلة تقدمه في استطلاعات الرأي على كل منافسيه.
فقد نشرت جمعية مكافحة مرض الإيدز إعلانا على نصف صفحة في الصحافة اليومية ملأته صورة ساركوزي وقد كتب تحتها تعليق أبعد ما يكون عن السياسة وهمومها.
وشمل الإعلان سطرين أولهما بصيغة سؤال تقول فيه المنظمة "هل ستصوت لصالحي (ساركوزي) لو كنت حاملا لمرض الإيدز؟".وجاءت الإجابة في السطر الثاني لتقول "الإيدز هو الذي يجب إقصاؤه وليس حاملو المرض".
واعتنى الإعلان الذي وظف صورة مرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية بتهدئة مخاوف الناس من حاملي الفيروس الذي لا ينتقل للغير بمجرد اللمس أو التعاملات اليومية العابرة.
استطلاعات الرأي التي أثارت ولا تزال تثير الكثير من علامات الاستفهام أصبحت صدقيتها وجديتها محل شك، والسبب يعود إلى الهاتف المحمول وهوس اقتنائه.
وتلجأ مؤسسات الاستطلاع إلى استقصاء آراء المواطنين عبر الهاتف الأرضي وتلجأ إلى أرقام أصحابها عبر تصفح دليل الهواتف. وأضحى لزاما على المؤسسات المعنية تحري الأمر مع تنامي الشكوك لمعرفة مدى دقة النتائج التي تتوصل إليها.
وعمدت مؤسسة سوفرس للاستطلاعات بالاشتراك مع مكتب الدراسات كردور إلى دراسة واقع العينات المنتقاة ليتبين أن 17% من العائلات الفرنسية لا تمتلك خطا هاتفيا ثابتا وأنها تستعيض عنه بالهاتف المحمول.
وأظهرت الدراسة أيضا أن 14% من العائلات لديها هاتف أرضي يعمل فقط للشبكة العنكبوتية ولا يستخدم بناء على طلبها للاتصالات الهاتفية.
ولفت الأنظار أن 30% ممن يتم الاتصال بهم لاستطلاع رأيهم يرفضون الإجابة على الأسئلة الموجهة إليهم. كما أن الاستطلاعات لا تتصل بالفرنسيين المقيمين فيما وراء البحار والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
الخلاصة التي توصلت إليها سوفرس هي أن أكثر من 31% من الفرنسيين لم يدلوا بعد برأيهم في مرشحهم الرئاسي المفضل، أي أن النتائج المعلنة حتى اليوم لا تشمل سوى ثلثي الفرنسيين.
وإذا كان الفرنسيون لا يكترثون كثيرا بالانحرافات الأخلاقية لساستهم وهم بالتالي لا يبدون اكتراثا بالسيرة الشخصية لمرشحة الحزب الاشتراكي المعارض سيغولين رويال التي تعيش مع عشيقها الأمين العام للحزب فرانسوا هولاند ولديها أربعة أبناء بدون زواج، فهم في المقابل يعتنون بالذمة المالية للساسة.
في هذه الأجواء يتابعون بشغف حملة شنتها صحافة الفضائح ضد وزير الداخلية نيكولا ساركوزي متهمة إياه بتقديم تخفيض قيمته 775 ألف يورو لإحدى شركات الاستثمار العقاري بصفته عمدة مدينة نويى الثرية الواقعة على أطراف مدينة باريس.
وقد ردت إليه الشركة الجميل -وفقا لصحافة الفضائح- وأعطته تخفيضا مقدراه 300 ألف يورو على سعر شقة من طابقين تقع على نهر السين. غير أن ساركوزي لزم الصمت حتى الآن ولم يرد على هذه الاتهامات.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد