29-01-2018
«واشنطن بوست»: الإستراتيجية الأميركية في سورية مهددة بالفشل
رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن إستراتيجية الولايات المتحدة الجديدة بشأن سورية مهددة بالفشل بسبب المواجهات بين حليفتيها: تركيا والأكراد.
وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن هجوم تركيا الأخير على الميليشيات الكردية في سورية كشف عيوب السياسة الجديدة التي وضعتها الإدارة الأميركية لسورية، موضحة أن الهجوم وضع خطط واشنطن محط تساؤل، لاسيما فيما يتعلق بالاحتفاظ بتواجد عسكري في سورية دون خوض نزاع أوسع.
وبدأ الجيش التركي، بالاشتراك مع الميليشيات المسلحة المنضوية في عملية «درع الفرات» قبل أسبوع، عدواناً عسكرياً جديداً استهدف منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد، وذلك بعد يومين من إعلان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إستراتيجية جديدة لسورية تتعهد بموجبها الولايات المتحدة بالحفاظ على وجود قواتها في شمال شرق سورية.
ونقل تقرير «واشنطن بوست» عن خبراء قولهم: إن تركيز الولايات المتحدة على تقديم الدعم العسكري للأكراد السوريين كان حافلا بالتناقضات، مشيراً إلى أن تلك الأزمة الأخيرة تبرز الآن على السطح مع تركيا، حليفة الولايات المتحدة وعضو حلف شمال الأطلسي «الناتو»، مع شن أنقرة حملة على الحليف الأبرز لواشنطن في سورية «الأكراد».
وانطلقت العملية العسكرية التركية رغم مطالبة الولايات المتحدة لتركيا بعدم شنها، ووسط قلق مسؤولين أميركيين على قوات أميركية في مدينة منبج شمال حلب، في حين اتهمت أنقرة واشنطن بأنها تريد إنشاء «جيش من الإرهابيين» على الحدود التركية السورية، بعد إعلان الولايات المتحدة عن تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألف مسلح أغلبهم من الأكراد.
من جانبه، قال محلل الشؤون السورية في مجموعة الأزمات الدولية نوح بونسي: «هذا يبرز الصعوبة الجوهرية لإستراتيجية الولايات المتحدة التي تتطلب الاحتفاظ بتحالفات نشطة مع وجود قوتين في حالة حرب مع بعضهما البعض… لم تكن هناك أبدا إجابة على ذلك، ولن تكون هناك إجابة».
ولفت التقرير إلى أنه منذ بدء هجوم عفرين، سعت واشنطن إلى الوصول لتوازن بين أصدقائها المتناحرين، معترفة بصحة المخاوف الأمنية لتركيا، في الوقت الذي تدعو حلفاءها في تركيا إلى تحديد نطاق الهجوم بمنطقة عفرين لتقليل عدد الضحايا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وميليشيا «الجيش الحر» قد أعلنا اعتزامهما أن تشمل العملية العسكرية الجارية مدينة منبج أيضاً في وقت لاحق، في حين أعربت الإدارة الأميركية عن قلقها إزاء ذلك الأمر.
وخاضت تركيا على مدى عقود حرباً داخل أراضيها ضد «حزب العمال الكردستاني» الكردي، المُصنَف من جانب الولايات المتحدة وتركيا منظمةً إرهابية، والمُتحالِف بحسب أنقرة مع «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية، الحليف الأميركي الذي يسيطر على عدة مناطق داخل سورية على الحدود التركية.
إضافة تعليق جديد