نواب يبرهنون على الشيء ونقيضه في الحجة ذاتها !
الخبر الجيد أن لجنة الموازنة والحسابات في مجلس الشعب تبنت في وصاياها العشرة اقتراحي الأخير "بضرورة إلحاق وربط
الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بمجلس الشعب بدلا من رئاسة مجلس الوزراء تعزيزا لدور السلطة التشريعية في الرقابة
والمتابعة"..
والخبر السيء أن أكثرية المجلس صوتت على اقتراح اللجنة ذاتها برفع ضريبة الإعمار من خمسة إلى عشرة بالمئة، بعدما
كانت أغلبية المجلس قد اعترضت عليها وصوتت بردها الشهر الماضي، واعتبرناه نصرا في وقتها، وقد حصل خلاف وانقسام
شديد في الرأي بين النواب، حيث تشدد الحزبيون في رأيهم بوجوب رفعها، وأن على المواطن الذي صمد وضحى أن يكمل
تضحياته ولايبخل بدعمه للإعمار، بينما رأى بعض حلفاء الحزب في الجبهة الوطنية (الشيوعيون والقوميون السوريون) وبعض
المستقلين، أن الحكومة تجور على المواطن الذي صمد وضحى برفع الضرائب (حتى التعن دينو)، وكان الجدل خشنا أحيانا
إلى درجة أني اقترحت كحل وسط بين الطرفين المتعارضين والمختلفين (بين مصلحة المواطن ومصلحة الحكومة) أن تكون
الضريبة سبعة بالمئة بدلا من عشرة ..غير أن رئيس المجلس قال أنه لايوجد اختلاف بين طرفين وأننا كلنا في المجلس
طرف واحد.. فابتسم نواب مدينة السويداء للمصطلح الذي يعني فيه (الطرف) شيء آخر.. ولم أفهم كيف أن الذين صوتوا
سابقا على رد مشروع قرار الضريبة عادوا وصوتو عليه اليوم سوى أن هناك توصية للرفاق بإقرارها (وأن الحكومة والبرلمان
في خندق واحد يشربان النصف الملآن من الكأس المقدس).. غير أني فهمت خطابات بعض النواب الطنانة المملوءة
بشعارات المقاومة والوطنية التي يستخدمونها كلما أرادوا إقرار الشيء أو نقيضه !؟ إنها عبقرية سورية مسجلة لايتقنها
الصادقون...
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد