الزبداني خطــوات متســارعة لإعمارهــا.. والمجتمــع الأهــلي يشـارك بفاعليــة
عقدت اللجنة المكلفة بإعادة إعمار وصيانة الخدمات في الزبداني اجتماعاً، تابعت من خلاله المراحل التي نفذت بها بعض المشروعات، ومنها إعادة تأهيل مبنى المدينة، حيث تم رصد 15 مليون ليرة لعمليات الترميم، كما تم رصد 113 مليون ليرة لتأهيل وإكمال المجمع الحكومي، ورصد 685 مليون ليرة لإعادة تأهيل المنظومة المائية في المنطقة، منها 500 مليون لصالح مدينة الزبداني، كما تم رصد 104 ملايين ليرة لإعادة تأهيل مدرستين.
وأضاف رئيس مجلس المدينة: إن المجتمع الأهلي بالمدينة قام بترميم وتجهيز مدرسة، وأصبحت جاهزة لاستقبال الطلاب، إضافة إلى رصد 75 مليون ليرة لإعادة صيانة وتأهيل المركز الصحي، أما الدكتور لؤي خريطة معاون وزير الإدارة المحلية وعضو في لجنة المتابعة، أشار إلى وجود إشكالات في موضوع إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية، إلّا أن هذا الإشكال تم حله من خلال إبرام ثلاثة عقود مع بعض الشركات، وقال خريطة: إنه تم التأكيد خلال اجتماعهم على ضرورة تنفيذ التوتر المنخفض أولاً، ومن ثم المتوسط، وأكد خريطة أن شبكة الكهرباء الخاصة بتشغيل مضخات المياه ستكون جاهزة خلال 10 أيام القادمة، وحالياً سيتم تزويد هذه المولدات بالمازوت لاستمرار عملية الضخ ريثما يتم إيصال الشبكة الكهربائية.
الدكتور عاطف النداف وزير التعليم العالي، رئيس اللجنة الوزارية، أكد ضرورة إنجاز الأعمال المكلفة بها وزارة الموارد المائية بالمدد المحددة، وتوصيفها بدقة للأعمال المنجزة، ووضع دراسة شاملة لتقييم الأعمال جميعها لتتم مناقشتها أمام مجلس الوزراء في اجتماعه القادم، وخاصة أن الأموال المخصصة لإعادة الإعمار وترحيل الأنقاض، أصبحت جاهزة، واللجنة الآن في مرحلة إبرام العقود.
تخوف وترقب
يقول المهندس عيد برهوم، خبير استشاري وعقاري في نقابة المهندسين بريف دمشق، وعضو مكتب تنفيذي سابق: الوضع المعيشي القاسي فاق كل المطالب والأمنيات لأهالي الزبداني، ودون مبالغة هناك أسرٌ تدهورت أحوالها بسبب الغلاء الفاحش، وارتفاع الأسعار والإيجارات، وتدمير منازلهم ، فما نتمناه أن يكون الوضع أفضل، وأن يتم الاقتراب من المواطن، وتحسين وضعه، وضبط ومحاسبة كل من يتلاعب بقوته، وطالب بمعالجة أوضاع منازل المواطنين المهدمة، وضرورة إيجاد بديل سكني للأهالي مؤقتاً بالتنسيق مع الجهات المعنية، وأشار إلى أن كمية الأنقاض في الزبداني كبيرة جداً، ويحتاج ذلك الوضع لفرز مزيد من الآليات، ويفضل دخول شركات كبيرة لإزالة الأنقاض المتراكمة، واقترح إعادة المنطقة المهدمة إلى طبيعتها السابقة دون وجود مخالفات مع إزالة المخالفات القائمة سابقاً من طرق مغلقة وغيرها، وإعادة رسم البنية التنظيمية دون التعرض لهوية المدينة بالمحافظة على وضع الملكيات العقارية والحدود المساحية قدر الإمكان رأفة بالأهالي الذين تضررت منازلهم جراء الإرهاب.
صعوبات عديدة
رئيس مجلس مدينة الزبداني، وفي اجتماع عقد مؤخراً في مشفى الجرجانية، وحضره عدد كبير من الأهالي والمعنيين، أشار إلى وجود صعوبات كبيرة وإجراءات قانونية، ولابد من المرور بها حتى يتم التنفيذ لمطالب الأهالي بعد زيارة الوفد الحكومي إليها برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وانطلقت الأعمال بشكل مقبول، وبشكل إسعافي لتسهيل عودة الأهالي إلى المدينة، ولكن حجم الدمار والخراب الكبير، استدعى تنظيم العمل، مثلاً الكهرباء تم تكليف متعهد لريف دمشق بالعمل بموجب عقد، وأيضاً للمياه، وهناك أكثر من متعهد يعمل بالنسبة للمدارس، تم الإعلان عن مناقصة للترميم بعد فترة توقف المتعهد عن العمل بسبب تأخر تحويل الاعتمادات المالية لهم، وكذلك ترحيل الأنقاض، تأخر تصديق العقود، وتم حل كافة الإشكالات، وبدأ التنفيذ الفعلي في المدينة، وتمت زيارة الوفد الحكومي، ولجنة المتابعة إلى الزبداني.
ماذا عن مطالب الأهالي؟
أوضح رئيس مجلس المدينة أنه سيتم إحضار المزيد من الورشات العاملة للإسراع أكثر بشبكة الكهرباء والمياه، وتم رصد مبالغ ضخمة لإعادة الوضع إلى ما كان عليه بالزبداني، وبالذات لشبكات المياه، وهناك توجيهات من قبل الحكومة بخصوص مدينة الزبداني، حيث تمت الموافقة على عقود المدينة بخصوص الورشات العاملة، ما يعني أنه سيتم تكثيف الورشات، وسيتم العمل بشكل أسرع، وإزالة كافة الأنقاض من الدخلات الفرعية أيضاً، وبالنسبة لمطالب الأهالي قال رئيس المجلس إنها ستنفذ كلها فيما يخص إعادة الإعمار، مع الطلب من الأهالي مراعاة نسبة الدمار الكبيرة، والنظر بقلة العمال مع الورشات، ومراعاة الوقت والمجهود الكبير المبذول من قبل الورشات، كما سيتم النظر فيما يخص أسعار مواد البناء من بحص، ورمل، واسمنت لمراعاة ظروف الأهالي، ونشجع على الأعمال التطوعية من الأهالي في الأحياء، ومن أمام منازلهم، ما سيعجّل بموضوع العودة لجميع الأهالي إلى منازلهم.
الحفاظ على هوية الزبداني
جميع المواطنين والمعنيين والمهندسين أجمعوا على أن لا ردود من قبل رئيس المجلس حول التنظيم الجديد سوى النفي لما يقال حول التنظيم الجديد، فقال في الاجتماع الأخير: لا يوجد أي مخطط تنظيمي جديد للأحياء المدمرة نسبياً، ولا يوجد أي كلام عن هدم أي منزل صالح للسكن، وكل ما يقال بهذا الخصوص لا يوجد أي حديث عنه، وهو مجرد كلام بين الأهالي فقط، ملكية المنازل لأهالي الزبداني ملكية مقدسة، ولن يُسمح بأي تطاول عليها، ولا يوجد أي تصرف، أو تخطيط تنظيمي لأي منزل في الزبداني، فقد تم تصنيف المنازل لعدة أقسام: قسم صالح للسكن مباشرة– قسم صالح للسكن جزئياً– قسم مدمر جزئياً– وقسم غير صالح للسكن ومهدم بالكامل، وهناك متابعة بخصوص تعويض الأضرار فيما يخص المنازل المتضررة.
قضايا زراعية عالقة
طالب عدد كبير من مزارعي الزبداني بتوفير مادة المازوت بالسعر النظامي، وتوفير الغراس، وعرضوا لنا مشاكلهم مع الآليات العاملة حالياً بالسهل، حيث قالوا: إن الحكومة أرسلت بلدوزرات لنقب الأراضي، وساعة البلدوزرات قدرت بـ 8000 ليرة، وهذا السعر نوعاً ما مقبول، ولكن كما يقول المثل: “الجمل بقرش وما في قرش”، واقترح الفلاحون صرف قروض لهم من أجل استصلاح أراضيهم، أو تسديد المبالغ على أقساط مريحة، يعني أن الفلاح يحتاج 100 ساعة بلدوزر، وبهذه الحالة يحتاج 800 ألف ليرة، من أين له هذا المبلغ؟!.. المطلوب دراسة الموضوع، وإذا ما نشط القطاع الزراعي في المنطقة، فعملية إعادة الإعمار شيء صعب، يقول الدكتور علي سعادات مدير زراعة ريف دمشق: فيما يتعلق بالواقع الزراعي في الزبداني، هذا القطاع تضرر بشكل كبير، وهو بحاجة إلى وقت، وإمكانيات كبيرة لتتم إعادته إلى ما كان عليه، وبالنسبة لمطالب الفلاحين ستدرس جميعها، وسيتم اتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة لتأمين احتياجات الفلاحين، وتأهيل أراضيهم بشكل سريع.
نهاية الحديث
الزبداني مدينة سياحية، واقتصادية، وزراعية هامة، ولها خصوصية خربها الإرهابيون، ودمروا منازلها، ومنشآتها، وأراضيها، نتمنى أن يحالفها الحظ باهتمام حكومي كبير، وتلقى الاهتمام من قبل كافة الجهات، وخاصة أنه ما بقي فيها إلا أهلها الشرفاء، وذلك ببناء منازلها المتهدمة، ومنشآتها السياحية، وتحسين مرافقها الخدمية، وتوسيعها، مطالب كثيرة وأمنيات كبيرة، الزبداني ينقصها الكثير من الخدمات، وتعاني ما تعانيه، كلها مطالب محقة وضرورية للمواطنين، نتمنى أن يتم أخذها بعين الاعتبار، وكلنا يقين بأن الأزمة في طريقها إلى الزوال، وبالتالي لن تبقى شماعة تلقى عليها الحجج، وتبقى الأمنية الأخيرة للجميع هي عودة الأمن والأمان إلى بلدنا.
عبد الرحمن جاويش - البعث
إضافة تعليق جديد