انتهاء معاناة 40 عاماً من شح المياة في قرى طرطوس
لم تتوقف معاناة السوريين، ولا يثقل كاهلهم ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والمحروقات وغيرها فحسب..، بل طالت تلك المعاناة مياه الشرب، ومعاناة البعض من شحها، واضطرارهم لشرائها وبأسعار مرتفعة كما هو الحال في قرى القصيبية – بيت القليح – الموشي – ضهر التينات التي تتبع لمنطقة الشيخ بدر في محافظة طرطوس على حد تعبير أهالي تلك القرى ,و مشكلتهم التي بدأت منذ 40 سنة وما زالت مع وعود بالحل لكن من دون جدوى حتى اللحظة، ويتساءل سكان أهالي تلك القرى هل يعقل أن نشتري 10 براميل مياه من الصهاريج بقيمة 3500 ليرة، علماً أنها لا تكفي حاجتنا بضعة أيام قليلة ولاسيما في هذا الطقس الحار الذي نضطر فيه لاستهلاك المياه بشكل كبير، ما يزيد من صعوبة معيشتنا اليومية.
أكدّ مدير عام المؤسسة العامة للمياه في محافظة طرطوس المهندس نزار جبور على وجود مشروع استراتيجي حالياً من شأنه إنهاء معاناة تلك القرى التي استمرت لمدة 40 سنة مضت وهو خط جر القمصية (آبار مرقية) كاشفاً أن تكلفته النهائية ستصل إلى 2 مليار ليرة، وبنسبة تنفيذ وصلت 95%، حيث تتم المتابعة مع وزارة الموارد المائية من أجل تزويد محطات هذا المشروع بالتجهيزات الميكانيكية والكهربائية التي تقارب تكلفتها حوالي 600 مليون ليرة ، وهي ثلاث محطات ضخ إضافة إلى خط ضخ أيضاً بطول 17 كم من بواري الفونط و بقطر 350مم.
وأشار جبور أنّ قرى القصيبية – الموشي – بيت القليح – ظهر التينات تشرب من مشروع جورة الحصان التابعة لمنطقة الشيخ بدر لأنه موجود في الخدمة في الوقت الراهن، لافتاً إلى أنّ وضع المياه في طرطوس حالياً أفضل من فترة ما قبل الحرب رغم كل الظروف الصعبة، ومع ذلك يبقى دون طموح المؤسسة التي تسعى إلى تحسين الواقع المائي في هذا القطاع، أي قطاع منطقة القمصية، موضحاً أنّ مشكلة نقص المياه في تلك القرى قد تكون حالات فردية وستتم معالجتها، إضافة إلى أنّ معدلات استهلاك بعض سكانها من المياه تتراوح ما بين 60- 80- م2 خلال الدورة الواحدة أي أن معدل متوسط نصيب الفرد من المياه يومياً في تلك القرى يصل إلى 80 ليتراً يومياً، وهذا دليل على أن البعض منهم تصله المياه بشكل جيد.
مدير مؤسسة المياه في طرطوس أكدّ أنه رغم كل المعوقات يبقى الهاجس الأساس هو تلبية حاجات المواطن الرئيسة والمؤسسة تبذل قصارى جهدها لإيصال المياه إلى كل قرى محافظة طرطوس وبالشكل المناسب، كما يتم الاهتمام والتركيز على الريف الطرطوسي، مبشراً أنه لن تبقى قرية واحدة تعاني نقص المياه.
وختم جبور بالقول: قريباً ستنتهي معاناة قرى القصيبية – بيت القليح – الموشي – ضهر التينات قبل بداية الصيف القادم من خلال مشروع جر القمصية ( آبار مرقية ) الذي يعدّ الشريان الحيوي لريف القمصية إذ تعمل مؤسسة المياه جاهدة لإرواء الجميع ضمن الإمكانات المتاحة.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد