السرطان وأمراض أخرى ثمن الأناقة!

نشرت مؤسسة Changing Markets، أخيراً تقريراً كشفت فيه أنّ أسماء علامات تجارية معروفة مثل مثل «زارا» و«ماركس آند سبنسر» وH&M بالمصانع المنتجة لمادة الفيسكوز المُلوِّثة للبيئة، والتي تُستَخدم في صنع السيلوفان والحرير الصناعي.
وتُعتَبَر مادة الفيسكوز التي تُستَخدَم بديلاً للقطن أو البوليستر، بديلاً أرخص وأكثر دواماً من الحرير، خصوصاً في الفساتين والتنانير. ولفتت صحيفة الـ «غارديان» البريطانية إلى أنّ خبراء يقولون إنها تدخل في صناعة قطع الملابس الرخيصة والغالية .

وتُصنع مادة الفيسكوز من الألياف النباتية، ما يعني أنّه يتم الترويج لها في بعض الأحيان كخيار أخلاقي للمستهلكين. مع ذلك، يتم إنتاج معظم الفيسكوز حالياً باستخدام عملية عالية الكثافة الكيميائية، وفقاً لما نقلته صحيفة «إندبندنت» البريطانية Changing Markets المعنية بالكشف عن الأداء غير المسؤول للشركات.
يذكر أنّ باحثين في هذه المؤسسة زاروا 10 مصانع في الصين، والهند، وإندونيسيا، ليكتشفوا أضراراً بيئيةً شديدة في المجتمعات المحلية، من ضمنها تلوُّث الماء الناتج عن المخلفات المُلوِّثة غير المُعالَجة وتلوُّث الهواء.
وتواصلت الـ «غارديان» مع عدد من العلاماتٍ تجارية التي اعترف معظمها بأنّ إنتاج الفيسكوز يُمثِّل «مشكلةً صناعيةً كبيرة»، مضيفين أنّهم «يستكشفون طرقاً للإنتاج بشكل مسؤول أكثر وجدير بالثقة».
ونقل موقع «هافنغتون بوست» أنّ هذه المادة المعروفة أيضاً باسم حرير الرايون، تصنع من السيلولوز أو لب الخشب؛ الذي يأتي عادةً من الأشجار اللينة مثل الزان، والصنوبر، والكينا. وتُعد منتجات الفيسكوز من المُنتجات الثقيلة كيميائياً. وفي وسط عملية إنتاجها يوجد كبريتيد الكربون، وهو سائل شديد التطاير والاشتعال.
ويستشهد تقرير الـ «غارديان» بالدليل بأن التعرُّض لكبريتيد الكربون ضار لكل من العمال والقاطنين بجوار مصانع إنتاج الفيسكوز.
ولهذه المادة السامة علاقة بأمراض القلب التاجية، والعيوب الخلقية، والأمراض الجلدية، ومرض السرطان. كما اكتُشِفَ تاريخياً أن استخدامها يُسبِّب مشاكل كبيرة للصحة العقلية لعاملي المصنع الذين يتعرَّضون لمعدلاتٍ مرتفعة من المادة السامة. وتدخل مواد كيميائية سامة أخرى في صناعة الفيسكوز، مثل هيدروكسيد الصوديوم وحامض الكبريتيك.

وكالات