اتقِ شر من أحسنت إليه

 تشير وقائع الملف الى تغيب المدعو /ف/ عن بيته وذويه في درعا لمدة يومين، وقد عثر عليه بعد ذلك جثة هامدة بالقرب من جسر السد، وفي جسده آثار إصابة بطلقين ناريين من بارودة صيد عيار 12 مم.. وقد أثارت هذه الجريمة موجة من الاستياء والذعر والخوف لدى كل من سمع بها، ونشطت شرطة درعا في البحث والتحري للوقوف على الملابسات والدوافع والتعرف على الفاعل والقاء القبض عليه.. وبدأت عمليات التقصي وجمع المعلومات ودراستها وتحليلها.. وأشارت الدلائل والحيثيات التي توفرت لفرع الأمن الجنائي إلى أن المغدور شوهد لآخر مرة يوم تغيبه يخرج غاضباً ومنفعلاً من محل المدعو /أ.خ/ الذي كان قد أنكر مع آخرين تم الاستماع الى إفاداتهم، أنكر وأنكروا علاقتهم بتغيب المغدور /ف/.. ولدى التدقيق معه في منحى المعلومات التي تفيد برؤية /ف/ في محله يوم تغيبه، وبوجود علاقة مالية مابين الاثنين.. وبثبوت تغيبه عن محله لأكثر من ساعتين بعد مغادرة /ف/ محله اعترف /أ.خ/ بالوقائع التالية وأفاد بأنه سبق له أن استدان مبلغ مئة وخمسة آلاف ليرة سورية من المغدور /ف/ على أن يعيده اليه بعد شهر من الزمن وبالمقابل بصم له على ثلاثة عشر سند أمانة دون تحديد أي مبلغ فيها ـ أي على بياض ـ ، وفي يوم الاستحقاق حضر /ف/ إلى /أ.خ/ مطالباً إياه بسداد الدين حسب الاتفاق وراح يهدده بتقديم سندات الأمانة للقضاء مع الادعاء عليه بأنه يقوم بلعبة جمع الأموال.. ولما كان /أ.خ/ عاجزاًَ عن دفع المبلغ فقد راح يفكر في قتل /ف/ والخلاص منه ومن إلحاحه ومن الدين، فعمد إلى استعارة بارودة صيد عائدة لشقيقه.. وحملها الى حيث طمرها في مكان بالقرب من المكان الذي قرر استدراج /ف/ إليه وقتله فيه.. وفي اليوم الثاني حضر /ف/ إلى محل /أ.خ/ مكرراً مطالبته له وتهديده إياه باللجوء الى القضاء وحصل بينهما جدال وملاسنة كلامية وغادر /ف/ المحل غاضباً. وحوالي الساعة الثالثة من بعد الظهر اتصل /أ.خ/ هاتفياً مع /ف/ وأسمعه كلاماً مطمئناً وطلب منه ملاقاته بالقرب من جسر سد درعا لأنه سيستلم كمية من الدخان الأجنبي المهرب وسيبيعه ويرد إليه دينه..، وبعد وقت قليل التقى الاثنان وكل منهما يمتطي دراجة نارية في المكان المحدد، وبانتظار الوصول المزعوم للدخان المهرب.. تبادلا لدقائق أحاديث مختلفة استدرج خلالها /أ.خ/ ضحيته الى القرب من مخبأ البارودة وبحجة قضاء حاجة ضرورية اتجه /أ.خ/ الى البارودة وأخرجها من مكانها وعاد الى /ف/ وراح يطالبه بتسليمه سندات الأمانة وإزاء رفض /ف/ تسليمه السندات إلا بعد استرداده مبلغ /105/ آلاف ليرة سورية وهو الدين المستحق له بذمة /أ.خ/ أقدم هذا على إطلاق عيارين ناريين باتجاه/ف/ فأرداه قتيلاً على الفور وبعد تأكده من وفاته عمد الى تفتيش ملابسه وعثر على سندات الأمانة وبعض الأوراق الخاصة بالمغدور وقام بتمزيقها ورميها بالقرب من جسر درعا البلد وبدلالته عثرت عناصر الأمن الجنائي على قصاصات من السندات والأوراق الممزقة كما تم العثور بالقرب من مكان ارتكاب الجريمة على كيس نايلون وشرشف كان القاتل استخدمهما في لف البارودة قبل اخفائها تحضيراً لارتكاب جريمة القتل. هذا وتمت مصادرة البارودة المستخدمة في القتل وهي من عيار 12 مم ذات فوهتين وعثر في حجرة انفجار كل فوهة على طلقين فارغين مستخدمين حديثاً.. ‏

وقد تم تقديم القاتل /أ.خ/ الى القضاء مع البارودة والدراجة النارية اللتين استخدمهما. ‏

المصدر: تشرين

‏