لمن تقرع الأجراس؟
في العدد الأخير من مجلة "النيوزويك" الأميركية (12 شباط 2007) تحقيق عن مئات الكنائس والكاتدرائيات في أوروبا تم تحويلها الى متاحف ومكتبات ومطاعم ونواد رياضية وملاه ليلية! ونشرت المجلة على غلافها صورة نادل في بار داخل كنيسة في أمستردام حولت الى ملهى سبق أن غنّت فيه الفنانة مادونا!
ما الذي يحصل في كثير من الدول الأوروبية، وخصوصاً في انكلترا وفرنسا وألمانيا وجمهورية تشيكيا وإسبانيا ورومانيا وهولندا؟ بيوت عبادة مسيحية باتت خالية تماماً من المصلّين، وإدارات الأبرشيات غير قادرة على تغطية تكاليف صيانة كنائسها، مع عدم توقع عودة الناس اليها.
وأوردت "النيوزويك" ان الرئاسة الروحية الأنغليكانية أعلنت رسمياً عدم حاجتها الى أكثر من 1600 كنيسة في إنكلترا. وإذا أريد لهذه المباني الضخمة ان تبقى قائمة، لوجب إيجاد وسائل استخدام جديدة لها. وقد تم تحويل بعضها الى مساجد للمسلمين الآسيويين ومعابد لطائفة الهنود السيخ، فضلاً عن قاعات للموسيقى الأوركسترالية، أو مخازن، أو مقرات سكن فخمة، أو غيرها. ويذكر أن كنيسة القديس بولس في بريستول بانكلترا تحولت مدرسة لتعليم الألعاب البهلوانية!
وذكرت المجلة ان في فرنسا أقل من خمسة في المئة من الكاثوليك يواظبون على الذهاب الى الكنيسة يوم الأحد. وفي أبرشية إيشن الكاثوليكية في ألمانيا، تنتظر نحو مئة كنيسة اغلاقها ثم الإنخراط في سوق العقارات!
وفي العاصمة الإيطالية، عقر دار البابوية، مطعم بيتزا فخم في الوسط التجاري يدعى Sacro e Profano (وتعني: قداسة وتجديف) داخل كنيسة من القرون الوسطى. وفي العاصمة التشيكية تم تحويل كاتدرائية الملاك ميخائيل من القرن الثاني عشر، الى ملهى ليلي بعروض راقصة. وفي إسبانيا يطالب السكان المسلمون باستعادة جامع قرطبة الذي تحول الى كنيسة قبل 400 سنة، وبات الآن خالياً من المؤمنين. ومع تزايد هجرة المسلمين الآسيويين الى اوروبا وتكاثرهم، يطلب هؤلاء تحويل الكنائس الخالية الى مساجد "لتبقى دور لعبادة الله بدل استخدامها لأغراض غير لائقة".
وأشارت "النيوزويك" الى نمط معاكس تماماً في الشرق الأرثوذكسي، حيث كلما توجهنا شرقاً كلما وجدنا أبنية كنائس قديمة يعاد تأهيلها، أو جديدة يتم تشييدها، وأجراس تقرع. روسيا، مثلاً، شهدت بناء 11 ألف كنيسة جديدة بعد انهيار الشيوعية، والفراغ الروحي الذي أوجدته الشيوعية الملحدة عاد يمتلئ بالإيمان المسيحي بسرعة.
هذه هي أوروبا اليوم، أنظمة علمانية ملحدة، مغرقة في المادية. هل تستيقظ يوماً على أجراس الشرق في عقر دارها؟
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد