تصاعد حرب التصفيات بين «فتح الشام» والميليشيات في ريفي إدلب وحلب
تصاعدت، أمس، حرب التصفيات بين «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية من جهة والميليشيات المسلحة الأخرى من جهة ثانية في الريفين الإدلبي والحلبي، وسط تقدم لـ«فتح الشام».
وأعلنت «فتح الشام» رفضها مبادرة ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» المتعلقة بحل الخلاف الحاصل بين الجبهة وعدد من الميليشيات، وأكدت مواصلتها القتال.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «لا يزال الريف الإدلبي بقطاعيه الجنوبي والشمالي يشهد تصاعد التوتر والاستياء والتخوف في صفوف المقاتلين وبين المدنيين من أهالي مدنها وبلداتها وقراها، جنباً إلى جنب مع تصاعد وتيرة المعارك العنيفة والاقتتال بين جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جانب، و«ألوية صقور الشام» وفصائل أخرى انضوت مؤخراً تحت راية «حركة أحرار الشام الإسلامية» من جانب آخر.
وذكر أن «الاشتباكات تتركز في جبل الزاوية، وسط تمكن «فتح الشام» من السيطرة على احسم والتقدم في منطقة الدانا القريبة منها ومعلومات عن سيطرتها على أجزاء واسعة من دير سنبل»، في حين يسود قلق وتخوف من اقتحام تنظيم «فتح الشام» لمدينة معرة النعمان التي طرد منها قبل أيام بعد هجوم على مقراتها داخل المدينة، بينما وردت معلومات مؤكدة عن قطعها للطريق الواصل بين معرشورين ومعرة النعمان بسواتر ترابية وسط استنفار لها في المنطقة، ومعلومات مؤكدة عن أسر «فتح الشام» لنجل قائد ألوية عسكرية في المنطقة مع عدد من العناصر كانوا برفقته قرب منطقة حرش بنين».
وفي وقت سابق أشار المرصد إلى أن «الاقتتال استمر إلى ما بعد منتصف ليلة السبت بين جبهة فتح الشام من طرف، والفصائل الإسلامية المنضوية تحت راية حركة أحرار الشام من طرف آخر، حيث تركزت الاشتباكات بين صقور الشام وجبهة فتح الشام في منطقة الجرادة شمال مدينة معرة النعمان بالقسم الجنوبي من ريف إدلب، ترافقت مع استهدافات متبادلة بينهما».
وأول من أمس ذكر المرصد، أن «الاقتتال لا يزال متواصلاً بوتيرة متصاعدة، بين جبهة فتح الشام من طرف، والفصائل الإسلامية المنضوية تحت راية حركة أحرار الشام من طرف آخر، في جبل باريشا ومحيطه بريف سرمدا في الريف الشمالي لإدلب، وسط استهدافات متبادلة بين الجانبين بالقذائف، نجم عنها دوي انفجارات في المنطقة، على حين تتركز الاشتباكات في مناطق بابسقا وكفردريان ورأس الحصن والكفير، بالتزامن مع قصف متبادل واشتباكات بين الجانبين في احسم بجبل الزاوية بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب، ومعلومات أولية أنها خلفت خسائر بشرية في مناطق سقوطها».
ويوم الجمعة خرجت مظاهرات في الأتارب بريف حلب الغربي، ومدن وبلدات وقرى معرة النعمان وإحسم وفركيا وحزانو ومعرة مصرين بريف إدلب، طالبت بإسقاط «فتح الشام» وخروجها من المنطقة، ونادت بشعارات «خاين كل من يقتل ثائر»، على حين طالب المتظاهرون بشعارات تطالب بوقف الاقتتال وترك المدنيين يعيشون حياتهم دون اقتتال بينهم.
من جهتها ذكرت «شبكة شام» المعارضة أن «فتح الشام» تواصل حشد الأرتال العسكرية باتجاه قرى جبل الزاوية ومنطقة بابسقا بريف إدلب الشمالي التي تتواجد فيها ميليشيا «جيش الإسلام»، مصرة على متابعة حملتها العسكرية ضد جميع الميليشيات المشاركة في اجتماع أستانا، وذالك في نية لإنهاء تواجدها والسيطرة على كل مقدراتها من سلاح وعتاد، في مشهد يرسم ما جرى في أواخر عام 2014 عندما هاجمت الجبهة ميليشيات «الجيش الحر» بتهم عدة منها الفساد.
ونقلت الشبكة عن مصدر عسكري: أن «فتح الشام» التي بادرت بهجوم على ميليشيا «جيش المجاهدين» في حلب وسيطرت على جميع مستودعاته وكل ما يملك من عتاد وذخيرة وأنهت وجوده العسكري بشكل كامل خلال يومين، تعمل على «متابعة مخططها في إنهاء فصائل لها، كألوية صقور الشام وجيش الإسلام، ليكمل الدور على عدة مكونات أخرى في حال تمكنت من تكرار سيناريو جيش المجاهدين»، حسب قوله.
وأضاف المصدر: «لعل الموقف الضبابي والمتردد من حركة أحرار الشام التي ساندتها الفصائل الأخرى في الاقتتال الذي جرى بين الحركة وجند الأقصى، وجعلت من نفسها واجهة ورأس حربة في القتال باتت اليوم ضحية في مواجهة مباشرة مع فتح الشام، في حين تأخذ حركة أحرار الشام دور المتردد بين مشاركة في رد فتح الشام، أو اتخاذ موقف واضح قد يمنع فتح الشام من الاستمرار في هجمتها على الفصائل».
وأكد المصدر أن خلافاً كبيراً بين الصف الأول والثاني في حركة أحرار الشام حول الموقف مما يدور في الساحة اليوم من هجوم مباشر لفتح الشام على عدة فصائل، قد تفضي لشقاقات كبيرة في صفوف الحركة بين من يريد القتال ومساندة صقور الشام وجيش الإسلام، وبين من يريد الاستمرار في موقف الحياد باسم «قوات الفصل أو الردع».
وذكر المصدر أن «أحرار الشام» تحاول «كسب الأحداث الميدانية لإدماج كل الفصائل المهددة من فتح الشام في صفوفها، ولكنها تدرك أن هذا الإدماج يجب أن يكون كاملاً كانصهار، ولذلك فإنها قد تترك صقور الشام وعدة فصائل أخرى في مواجهة مع فتح الشام، وتدخل في الوسط بعد أن تنتهي القيادة العليا لصقور الشام أو تجبرها على الرضوخ، حتى لا يكون للصقور أي قرار داخل الحركة في المستقبل».
وأوضح المصدر أن بيانات «فتح الشام» تؤكد عزمها على مواصلة ما تقوم به، مبررة ذلك «بإنقاذ الساحة والثورة من الضياع».
وأعلنت «فتح الشام» في بيان لها أمس رفضها مبادرة «أحرار الشام» المتعلقة بحل الخلاف الحاصل بين الجبهة وعدد من الميليشيات، ونفت طرحها حلاً بـ«احتواء الفصائل»، مشيرة إلى أن «مشكلتها ليست في وجود الفصائل من عدمها»، مبررة ذلك بأن «الوضع في الساحة اليوم لا يحتمل المسكنات أو المهدئات، ويجب توحيد قرار السلم والحرب ككل، ووضع كل المقدرات المادية والبشرية تحت قيادة سياسية وعسكرية موحدة تذوب فيها أغلب الفصائل والتجمعات في كيان واحد وتحت أمير واحد».
وأضافت: إن هذا الأمر يتم «ضمن جدول زمني يتناسب مع وضع الساحة، وضوابط وآليات تضبط جديته وتحقيقه على الأرض، في ظل متابعة وعناية من في الساحة من أهل العلم».
وكانت «أحرار الشام»، قد ذكرت الجمعة، أنها تتقدم برؤية هي الأخيرة لحل الخلاف الحاصل بين «فتح الشام» وعدد من الميليشيات، مشيرةً إلى استمرار هجوم الجبهة على الميليشيات رغم انضمامها لصفوف «الأحرار».
وقدمت الحركة ما اعتبرته رؤية أخيرة «قبل أن يغرق مركب الثورة في قتال لا طاقة لأحد به»، حسب وصف البيان، وذكرت 3 بنود ضمن رؤيتها، وهي: «وقف جميع أشكال التحشيد العسكري والاقتتال في جميع المناطق على الفور، العمل الفوري على احتواء جميع عناصر الفصائل المنضمة للحركة حديثاً، ودمجهم داخل مكونات الحركة (…)، القبول بالمبادرة التي طرحها عدد من أهل العلم، وتنص على دعوة قادة الفصائل الموجودة حالياً بالشمال السوري إلى اجتماع عاجل خلال 48 ساعة».
وحذرت «أحرار الشام» «فتح الشام» من مواصلة التحشيد العسكري وتسير الأرتال والهجوم على مقرات الحركة في جبل الزاوية بريف إدلب وغيرها، مشيرةً أنها في هذه الحالة «ستبدأ في رد الصيال على دماء عناصرها ومقراتها»، محملة «فتح الشام» مسؤولية ذلك.
وكالات
إضافة تعليق جديد