«التحالف» يلقي أسلحة لـ«الديمقراطية» قرب عين عيسى
ارتفعت فاتورة الدم الذي دفعه المدنيون الأبرياء قرباناً لحملة الجيش التركي والميليشيات السورية المتحالفة معها على تنظيم داعش في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي إلى 1350 شهيداً وجريحاً في حصيلة مرجحة للارتفاع مجدداً نتيجة الاستعصاء والاستنزاف الذي أجبر مسلحو التنظيم المتطرف المهاجمين على الخوض فيه، لتبدو عملية الباب أقرب إلى «الفخ» الذي وقعت فيه تركيا والميليشيات المتحالفة معها.
ولا تجد تركيا أدنى حرج في تدفيع السوريين الأبرياء ثمن ورطتها في الباب حيث عز دعم الحليف الأميركي والأطلسي، مع الصمت الدولي المطبق على سقوط شهداء أبرياء وقعوا ضحيته مرتين، الأولى عندما ساهمت أنقرة في انقضاض المسلحين على مدينتهم تحت مزاعم الحرية والديمقراطية، والثانية الآن على يد القوات التركية وحلفائها من الميليشيات السورية. وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، فقد ارتفعت أعداد الشهداء الذين قضوا أمس الأول إلى 8 مواطنين بينهم طفلان ومواطنتان وعنصر من فرق الإنقاذ جراء القصف من القوات التركية والقصف الجوي على مناطق في بلدة بزاعة ومدينة الباب ومحيطها.
ومع استشهاد هؤلاء المدنيين الثمانية ارتفع إلى 249 عدد المواطنين الذين استشهدوا في ريف حلب الشمالي الشرقي، جراء القصف التركي والانفجارات وإطلاق النار في مدينة الباب وريفها، منذ 13 من تشرين الثاني الماضي تاريخ وصول عملية «درع الفرات» التركية إلى تخوم مدينة الباب. ومن بين الشهداء 54 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و29 امرأة فوق سن الـ18.
وذكر المرصد أيضاً أن العمليات العسكرية والقصف التركي والغارات الجوية والانفجارات أسفرت عن إصابة أكثر من 1100 مدني بينهم مئات الأطفال والمواطنات بجراح متفاوتة الخطورة وبعضهم أصيب بإعاقات دائمة.
لكن البيانات الصادرة عن الأركان التركية لا تأتي على سقوط شهداء بين المدنيين جراء الحملة المستمرة منذ شهرين.
وذكرت الأركان التركية في بيان لها أمس أن القوات المشاركة في «درع الفرات» قصفت أمس الأول 186 هدفًا لداعش، بالمدافع الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ. كما أوضح البيان أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو التركي، استهدفت 12 هدفاً تابعاً للتنظيم في مدينة الباب وقرية بزاغة، بينها نقاط تفتيش، ما أسفر عن مقتل 9 من مسلحي التنظيم الإرهابي.
في سياق منفصل، أكدت مصادر أهلية، أن القوات التركية تقدمت في أراضي قرية قرمتلق في ناحية شيه التابعة لمدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، وقامت بقطع مئات الأشجار عقب توغلها داخل أراضي المنطقة لعشرات الأمتار. واتهم الأهالي، حسب المرصد، القوات التركية بمحاولة استكمال عملية فتح طريق قرب الحدود وبناء جدار يعزل سورية عن تركيا.
إلى ذلك، دارت اشتباكات بين عناصر «قوات سورية الديمقراطية» مدعومة بطائرات «التحالف الدولي»، ومسلحي داعش في محور قريتي المحمودلي والوديان في ريف الرقة الشمالي الغربي، إثر هجوم معاكس شنه التنظيم على المنطقة، في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق خسرها خلال عملية «غضب الفرات».
وفي نهاية اشتباكات دامت لمدة 14 ساعة، تمكنت «الديمقراطية» من استعادة السيطرة على قرية الوديان. وأسفرت الاشتباكات وفقاً لحسابات «الديمقراطية» على مواقع التواصل الاجتماعي عن مقتل 16 مسلحاً من داعش وتدمير عربتين مفخختين. وأوضحت «الديمقراطية» أن طائرات «التحالف الدولي» قتلت خمسة مسلحين من داعش أثناء توفيرها الدعم الجوي لعناصرها التي نفذت حملة تمشيط لأكثر من 40 قرية بين محوري عين عيسى والقادرية في ريف الرقة الغربي. وسبق لـ«الديمقراطية» أن أكدت أنها حاصرت مسلحي التنظيم بين هذين المحورين عقب سيطرة عناصرها على قريتي إعيوج والكرمنجي.
في سياق متصل، أفادت وكالة «سمارت» المعارضة نقلاً عن مصدر وصفته بالخاص، بأن طائرات «التحالف الدولي» ألقت سللاً عسكرية تحمل أسلحة وذخائر متنوعة لعناصر «الديمقراطية»، قرب منطقة الهيشة شرق عين عيسى.
وكالات
إضافة تعليق جديد