500 غزال في محمية «التليلة» بتدمر
كاد الطائر «أبو منجل» ان ينقرض وكذا كان حال الريم والمها والغزال».. إلا أن الاجراءات السريعة التي بدأت في تدمر لحماية هذه الحيوانات من الانقراض فأقيمت محمية «التليلة» التي تبعد عن مركز المدينة قرابة الـ 30 كم أتت ثمارها..
تشرف على هذه المحمية وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة «الفاو» وقد كان في هذه المحمية لدى انشائها /30/ رأساً وحالياً ارتفع العدد ليبلغ /500/.. ومن المعلوم ان الريم والمها من الحيوانات المعمرة فقد بقيت بين /40 ـ 50/ عاماً وتحدث الينا الدليل السياحي الذي رافقنا في الجولة الميدانية التي نظمتها وزارة السياحة خلال أيام المنتدى للاستثمار السياحي التنموي الأول في تدمر قال:
لقد ساهم الصيد الجائر لهذه الحيوانات بمحدودية عددها، لكن الاجراءات ساهمت في منع صيد هذه الحيوانات وحمايتها من الانقراض وتشكل حالياً محمية التليلة معلماً بارزاً من معالم السياحة في تدمر.
وأهالي تدمر يفتخرون بوجود أشجار النخيل في مدينتهم الأثرية والتي يقولون انها تعانق الآثار وتشكل انسجاماً كبيراً فيما بينها فهناك قرابة /12/ مليون شجرة نخيل ومع مرور الزمن يقول الدليل السياحي فإن واحة تدمر كانت تكبر وتصغر حسب المتغيرات المناخية ففي القرن الثالث الميلادي وصل عدد سكانها لربع مليون نسمة، وقد شكلت المياه أهم نقاط الجذب للاستقرار..
فكانت واحة تدمر محطة رئيسة على طريق الحرير وكانت الينابيع تسقي البساتين ومنذ عشر سنوات بدأ أهالي تدمر الاهتمام بالزراعة بعد أن جفت الأشجار المثمرة التي كانت في تدمر قبل خمسين سنة من الآن.
ومن المعالم البيئية الهامة في تدمر هي سد وادي تل أبيض الذي بني منذ أكثر من عشرين عاماً وهو يشكل مصدراً هاماً للمياه للبدو وأغنامهم ويتشكل هذا النهر من مياه الأمطار والناس في تدمر تقصده أيام العطل وفي فصل الصيف لممارسة «سيرانهم» أو لاصطياد السمك.. ويقع بالقرب من سد تل وادي أبيض الجرف الصخري المشهور عند أهالي تدمر باسم «مربط عنترة» وهو عبارة عن قصة شعبية تذهب الى أن عنترة ربط خيله هنا..
وإذا فاتنا القول فيجب أن نستدرك لنضع القارئ العزيز في جغرافية هذه المناطق التي نتحدث عنها إذ ان هذه المواقع تقع في الشمال الغربي من تدمر باتجاه جبل «البلعاس» وفيه موقع أبو رجمين وهو جبل مغطى بأشجار البطم الذي يشكل غطاء حراجياً.. والبطم ـ كما أوضح الدليل السياحي ـ نبات شبيه بالفستق الحلبي وكانوا يعصرونه للاستفادة من زيته ومنه يعملون شراب «البريقة». وأبو رجمين يرتفع عن سطح البحر /1500م/ درجة الحرارة فيه صيفاً تنخفض عن تدمر بحوالي عشر درجات وهو محمية طبيعية يمنع قطع أشجاره ويشكل في فصل الربيع متنفساً لأهالي تدمر وما يذكر أن الأغنام التي ترعى في جبل «أبو رجمين» تتميز لحومها بطيبها وكذا ألبانها وأجبانها.
نابغة زيني
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد