ضبط الغذاء لينسجم مع الدواء

مع التقدم في العمر يتعرض المسنون لسلسلة من التغيرات الفيزيولوجية الخاصة بالشيخوخة، ما يترك أثره في امتصاص الدواء وتوزيعه واستقلابه وإفراغه وبالتالي في فاعليته.

هناك خمسة عوامل تؤثر في فاعلية الدواء عند المسنين هي: انخفاض الوظيفة المعدية - المعوية، ونقص الماء الكلي في الجسم، وزيادة نسبة الدهون على حساب الكتلة العضلية، وتناقص قدرة البروتينات الجائلة في الدم على ربط الأدوية، وتقهقر الوظيفة الكلوية والكبدية.

وهناك عامل سادس لا يستهان به هو الغذاء، إذ يكون المرضى المسنون معرضين لأخطار نتيجة التفاعلات التي تنشب بين الغذاء والدواء والتي تنعكس سلباً أو ايجاباً على امتصاص الأخير، ما قد يجعله إما ساماً وإما غير كاف للعلاج، وإما أنه يؤدي الى مضاعفات جانبية تطاول أعضاء حيوية كالقلب والدماغ والأوعية الدموية والكلى والغدد الصماء.

إن نوعية الوجبة يمكن أن تزيد أو تنقص من استقلاب الأدوية، فالوجبات العالية البروتينات أو القليلة السكريات يمكنها أن تعجّل من عملية استقلاب الكبد لعدد كبير من الأدوية، كما أن الوجبات العالية الدهن يمكن أن تؤثر في المقرات التي تربط العقاقير مع مادة الألبومين في مصل الدم ما يؤثر في تراكيز هذه الأدوية وتوزيعها في الجسم.

ان أي سائل أو غذاء يتم تناوله يمكن أن يبدّل امتصاص الأدوية، ما عدا الماء، ولهذا فكثيراً ما يطلب من المرضى أخذ الدواء على معدة فارغة وعدم تناول أي شيء آخر قبل مرور فترة لا تقل عن 30 دقيقة.

إن ضبط جرعات الأدوية للمسنين، والانتقاء الحذر للأدوية، والحاجة الى أخذها كما وصفت، والتوعية الشاملة في شأن تأثيرات الغذاء في الدواء، من الأمور المهمة جداً للحد من التأثيرات الضارة للأدوية التي يمكن أن تتسبب أحياناً في الدخول الى المستشفى وربما تؤدي الى الوفاة.

المصدر: الحياة