العفو الدولية: سياسة أوروبية لتحطيم حياة اللاجئين
تحت عنوان «الأمل المحطّم»، توجه منظمة العفو الدولية إدانة موثّقة، بالشهادات والمعطيات، لتعامل الحكومات الاوروبية مع اللاجئين، خصوصا العالقين في اليونان. المنظمة تنشر يوم غد الخميس دراستها المفصلة عن الموضوع، تحت عنوان «الشلل الاوروبي يجبر الآلاف من طالبي اللجوء على عيش ظروف مروعة».
تكشف الدراسة أنه بعد عام على وعود بإعادة توزيع 66 ألف طالب لجوء من اليونان، لم يتم نقل سوى أقل من 6 في المئة منهم، متحدثة عن قرار اتخذته الحكومات الاوروبية بهذا الصدد، قبل توقيع الصفقة مع تركيا، لكن تطبيقه بقي مشلولاً بسبب معارضة شديدة من حكومات عديدة، أكثرها تصلبا مجموعة «فيسيغراد» التي تضم المجر وسلوفاكيا وبولندا والتشيك.
تقول مسؤولة ملف الهجرة في المنظمة مونيكا كوستا عن حالة الشلل تلك: «وفق المعدل الحالي سيتطلب 18 سنة للوفاء بالتزامات إعادة التوزيع التي أعلنت قبل عام»، معتبرة أنه «من العار أن أوروبا لا يمكنها تنحية السياسة جانبا وحلّ هذه الأزمة الانسانية عبر تشارك عادل للمسؤولية تجاه عدد قليل نسبيا من اللاجئين».
هكذا صارت سياسة الصدّ نهجاً أوروبياً عاماً، والمنظمة تعرض تلك الخلاصة معتبرة أن «انعدام الارادة السياسية للحكومات االأوروبية يعرض الناس الجدّ مستضعفين لفقدان الأمن وللمشقّة». حتى المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل نأت بنفسها عن سياسة حكومات «فيسيغراد»، فرغم أن حزبها يواجه خسارات انتخابية لكنها شددت على رفض سياسة من «لا يريدون الاسلام ولا يريدون مسلمين».
المنظمة تدعو الاوروبيين لخطوات عملية عاجلة. إدانتها يقدّم لها الواقع اقتباسا لم يبرد بعد. يوم الثلاثاء هرب آلاف اللاجئين من ألسنة اللهب التي اندلعت في مخيم «موريا»، على جزيرة لسبوس اليونانية، بعدما جرى تكديسهم بنية الترحيل إلى تركيا. الحريق ضرب المخيّم غير المجهز أصلا لاستقبال ذلك الاكتظاظ، فهو مخصص لـ3500 شخص، فيما يعلق فيه ضعف هذا العدد تقريبا.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد