بغداد تدعو دول الجوار لمؤتمر وزاري والعنف يتصاعد حاصداً العشرات
شهدت بغداد ومدن عراقية أخرى الأربعاء سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وهجمات أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، فيما دفنت السلطات العراقية نحو مائة من أتباع جماعة "جند السماء" والذين قتلوا في معارك عنيفة قرب النجف قبل ثلاثة أيام.
من جانبه اعترف الجيش الأميركي بمصرع ثلاثة من جنوده في الأنبار. وتزامن استمرار التدهور الأمني مع الإعلان في بغداد عن توجيه دعوات لدول الجوار لحضور مؤتمر على المستوى الوزاري في العاصمة العراقية الشهر القادم.
وفي أحدث الهجمات قالت مصادر أمنية عراقية إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب عشرون آخرون جراء سقوط عدد من قذائف الهاون بعيد ظهر اليوم على حي الأعظمية في بغداد. وكان الحي نفسه تعرض مساء أمس لقصف مماثل خلف عشرة قتلى و16 جريحا.
كما قتل خمسة أشخاص وأصيب 12 آخرون في انفجار سيارة مفخخة قرب سوق الشورجة الشعبي في منطقة باب المعظم المطلة على شارع الجمهورية وسط بغداد وفق ما أعلنت مصادر أمنية عراقية.
ويتوسط شارع الجمهورية حي الفضل وشارع حيفا اللذان شهدا الأسبوع الماضي معارك عنيفة بين مسلحين من جهة وقوات أميركية وعراقية من جهة أخرى.
وأشارت المصادر الأمنية أيضا إلى مصرع شخصين وجرح ستة آخرين في انفجار متزامن لسيارة مفخخة بمنطقة الأمين شرق بغداد.
كما لقي شخصان مصرعهما وجرح ثلاثة آخرون في انفجار مفخخة ثالثة في منطقة اليرموك غربي بغداد، وفق ما ذكرت مصادر الشرطة العراقية.
وفي بغداد أيضا قالت الشرطة العراقية إنها عثرت على ثماني جثث مجهولة الهوية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وخارج العاصمة العراقية انفجرت شاحنة وقود مفخخة في قاعدة للجيش العراقي في بلدة المقدادية شمال شرق بغداد موقعة 12 إصابة بين الجنود بعضها خطيرة طبقا لمصادر وزارة الدفاع العراقية.
وأشارت مصادر في الجيش العراقي إلى أن الشاحنة التي يقودها انتحاري اصطدمت بالبوابة الرئيسية للقاعدة قبل أن تنفجر.
وفي الموصل قتل شرطي وجرح اثنان آخران في انفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية للشرطة في المدينة الواقعة شمالي العراق. كما عثرت الشرطة في المدينة على جثة مقطوعة الرأس لرجل.وعثرت الشرطة في الفلوجة غرب بغداد على ست جثث مصابة بأعيرة نارية في الرأس والصدر. وأشارت مصادر الشرطة إلى أن مسلحين مجهولين قتلوا شابا في المدينة.
وفي بيجي شمال بغداد انفجرت عبوة ناسفة على طريق مستهدفة دورية للشرطة مما أسفر عن إصابة ستة من رجال الشرطة، وأعلنت الشرطة كذلك مقتل مسلحين قتلوا شرطيا بالمدينة، التي عثر فيها على جثتين تحملان أثار أعيرة نارية في الرأس.
وأعلن الجيش الأميركي أن إحدى مروحياته القتالية قتلت مسلحين اثنين اليوم في هجوم على أربعة رجال كانوا يحاولون زرع قنبلة على طريق في بلدة المحمودية جنوب بغداد.
على صعيد آخر قال محافظ النجف اليوم إن السلطات العراقية دفنت جثث 95 رجلا من أتباع جماعة جند السماء في عدد من القبور، في انتظار مطالبة أقاربهم برفاتهم.
وكانت جماعة شيعية نفت تقارير أفادت بأنها شاركت في قتال القوات الأميركية والعراقية قرب مدينة النجف جنوب بغداد الاثنين الماضي.
وقال أتباع أحمد حسن اليماني الذي يصف نفسه بأنه مبعوث الإمام المهدي المنتظر، إن حركتهم سلمية ولا ترتبط بالجماعة المعروفة باسم "جند السماء" التي شاركت في المعركة، واتهموا السلطات العراقية بتوريط زعيمهم زورا في القتال.
وقالت وزارة الدفاع العراقية إن عدد قتلى معركة النجف وصل إلى 263، فيما زاد عدد المعتقلين على 502 نصفهم تقريبا مصابون
ومقابل الخسائر العراقية أعلن الجيش الأميركي اليوم مقتل اثنين من جنوده وأحد أفراد مشاة البحرية (المارينز) في محافظة الأنبار غربي العراق. وقال بيان عسكري إن القتلى سقطوا متأثرين بجروح أصيبوا بها خلال ما وصفه بعمل معاد أمس.
وترتفع بذلك خسائر واشنطن في العراق إلى 3078 قتيلا منذ غزوه في مارس/ذار 2003، وفقا لتعداد يستند إلى أرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
ومن المقرر نشر نحو أربعة آلاف جندي في محافظة الأنبار من أصل 21500 جندي أميركي إضافي قرر الرئيس جورج بوش نشرهم في العراق معظمهم في العاصمة بغداد.
على الجانب السياسي قال مصدر مطلع في وزارة الخارجية العراقية اليوم إن الوزارة وجهت دعوات إلى دول الجوار لحضور مؤتمر مزمع عقده في بغداد في مارس/آذار المقبل.
وأوضح المصدر أن الدعوات وجهت إلى كل من مصر والبحرين والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالإضافة إلى دول الجوار.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال في مقابلة صحفية إن بغداد غير مقيدة في تطبيق خطة الرئيس الأميركي جورج بوش في علاقات العراق مع دول الجوار وتسعى للحفاظ على علاقات حسن جوار معها.وعقد الاجتماع الأخير لدول الجوار ضمن سلسلة لقاءات في طهران في الثامن من يوليو/تموز الماضي.
من ناحية أخرى قالت الجامعة العربية إنها تريد أن تبقى في العراق برغم استقالة مبعوثها لدى بغداد المغربي مختار لماني.
وأكد بيان للجامعة استمرار جهودها في دعم العراق والوصول إلى المصالحة بين القوى العراقية باعتباره الطريق الوحيد للخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد.وأشار البيان إلى أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ينظر في عدد من الأسماء المرشحة لتولي المهمة خلفا للماني.
وكان لماني استقال بعد أن أكد "استحالة إنجاز أي شيء جدي وإيجابي" على طريق المصالحة الوطنية في العراق وغياب أي "رؤية عربية" لمعالجة الوضع العراقي
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد