التسول مهنة رابحة امتهنها تجار الأطفال في السويداء
ظاهرة خطرة باتت واقعاً يغزو شوارع السويداء استوقفتنا وكان لا بد من الحديث عنها وتناولها بشيء من المسؤولية وهي ظاهرة تسول الأطفال الجماعية. وخطورة القضية تتلخص بوجود أشخاص معينين خلف عمليات تشغيل هؤلاء الأطفال حيث يقومون على نشرهم في الأسواق وتشغيلهم وإعادتهم مساء إلى مكان ما في المدينة لأخذ المبالغ التي تم جمعها وهي بالآلاف حيث أشار الطفل جابر إلى أن خالته تقوم على إرساله هو وأخته هديل إلى شوارع المدينة صباحاً للتسول مشترطة على كل طفل منهما تقديم ألف ل.س في نهاية اليوم على أن يبقى ما جمعوه زيادة على مطلبها للطفلين كبادرة كرم منها أما في شارع قنوات وهو الشارع المعروف في السويداء بانتشار أكبر عدد من الكافتيريات والمطاعم والمحال الفاخرة في المدينة فتجد عشرات الأطفال ممن تذرعوا بالفقر والعوز أو أمسكوا بعلبة بسكويت كحجة للتسول يقومون بجمع مبالغ كبيرة يتم تقدمتها في نهاية يوم العمل إلى أرباب عملهم ونقول أرباب عملهم لأننا استطعنا وعن طريق مراقبة هؤلاء الأطفال ليوم كامل على تلك الشوارع من أن نلحظ مجيء زوجين واصطحاب الأطفال إلا أننا لم نعلم وجهتهم الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية في المحافظة التحرك السريع ورصد تلك الظاهرة الخطرة ومعرفة الجهات التي تقوم باستغلال الأطفال وتشغليهم وسرقة أموالهم جراء تلك الأعمال غير المشروعة.
بدوره عضو المكتب التنفيذي في المحافظة بشار نصار أكد أن معظم تلك الحالات تمت مراقبتها بالفعل وجمعها من الشارع كما تم إدخالها إلى دار الرعاية وإطعامها وتقديم كثير من الخدمات لها ثم تحويلها إلى القضاء لمعرفة الأسباب الداعية إلى امتهانها التسول كما جرى إحضار آباء هؤلاء الأطفال وكتابة تعهد خطي بعدم السماح لهم بالعودة إلى الشارع إلا أن قضيتين جرى مواجهتها ضمن عملنا الأولى تتلخص بأن كثيراً من الأطفال قاموا بالنفي بعد سؤالهم في القضاء عن الجهة التي تقوم بتشغيلهم وأتى هذا النفي بحجة أنهم اعترفوا تحت التخويف والتهديد والقضية الأخرى هو عدم وجود قانون لمحاكمة الأحداث نظراً لعدم امتلاك أي منهم بطاقة شخصية تثبت هويته فيجري العمل مباشرة على إطلاق سراحهم وعودتهم إلى الشارع من جديد.
عبير صيموعة
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد