الكرامة في لقطات
SoftRain: المشهد 1:
ما تكلمتُ يوماً قطّ إلى مواطن سوري ابتُلي بالغربة إلى إحدى دول الخليج، إلا وحدّثني عن عدم شعبية المُغتر ِب السوري في دول المُغترَب تلك؛ ورغم ذلك يؤكدون لي بأنهم يحظَون باحترام مواطني تلك البلاد لأن السوري يتحلى بالكرامة وعزة النفس والأصالة... وبهذا يكون كل سوري "منجماً لمعدن أصيل" في بلاد "آبار الذهب الأسود"...
المشهد 2:
ولأننا، نحن السوريين، ندرك أكثر من غيرنا ما قيمة الكرامة وما أهميتها فنحن، وكرامةً للأشقاء والأصدقاء، لا نطالبهم بـ "تأشيرة" لدخول أراضينا وذلك من باب حرصنا الشديد على صون كرامتهم وعدم تعريضهم لمذلة الانتظار في طوابير على أبواب سفاراتنا وقنصلياتنا ...
ولطالما كانت الحدود والقلوب والصدور و"الجيوب" والبيوت مفتوحة لاستقبال الوافدين من دول الجوار وجوار الجوار وما وراء البحار... فنحن بلاد الكرامة والإكرام (ولا أنسى الإكراميات) والكرم وإغاثة الملهوف واستقبال الضيوف وردّ الإساءة بالمعروف...
المشهد 3:
وبما أن الإنسان بطبيعته لا يحس بقيمة بعض الأشياء إلا حين يفقدها أو حين يوشك على أن يفقدها، كان لزاماً أن تتعرض كرامة الإنسان السوري بين الفينة والأخرى لـ"خدش" بسيط ليشعر بنعمة الكرامة ولاستنهاضه ليتمسك بها بقوة وليحافظ عليها بشراسة ... ولكم في نقمة تعقيب "معاملة" في إحدى الدوائر الحكومية و"المعاملة" الإنسانية التي يختصها به بعض الموظفين خير مثال على هكذا "خدش بسيط"...
المشهد 4:
والحقّ يُقال إن خبرتنا الطويلة مع كرامة العيش والعيش بكرامة دفعتنا إلى اكتشاف أوجه جديدة للكرامة، فوجدنا أن الكرامة تُبلي "بلاءً" حسناً حين "تصبح في الأرض"... ففي أعقاب نكسة 1967 نشهد انتصاراً في معركة الكرامة التي دارت رحاها في "أرض المعركة" في المملكة الأردنية... ولا بد، أعزائي القراء، أنكم تذكرون أن الكرامة حققت مؤخراً كرامات وخوارق في "أراضي الملاعب" الكروية الكورية والسورية...
المشهد 5:
تخيلوا معي أعزائي كيف أن "الكرامة" ستبدو أروع حين تلتقي مع بعض أشكال "الوثبة" ... كالوثبة الصناعية والزراعية والفكرية والحضارية ...
سيكون اللقاء بالتأكيد رائعاً ومذهلاً وواعداً... ولكن أكثر ما أخشى من هكذا لقاء والتقاء هو أن وبالاً سيهبط على ساعة كرجية حداد...
على كل، سأسمح لنفسي بالتخلي عن الموضوعية وسوف أنحاز لنادي الوثبة ومناصريه...
الجمل: من مساهمات القراء
إضافة تعليق جديد