ظاهرة سرقة المدارس بالقنيطرة والفاعل مجهول
عندما يخطر على بال أي شخص قصة الحرائق في القطاع العام ودائماً المتهم الأوحد الماس الكهربائي، وهذا الأمر يمكن تعميمه على ما يحدث في مدارس القنيطرة من سرقات والمتهم هذه المرة مجهول الهوية، وحتى تاريخه وخلال فترة قصيرة عدد المدارس التي تمت سرقتها ثلاث، ولا ندري إن كانت هناك سرقات أخرى ولم يبلغ عنها، فالمدرسة الأولى في تجمع الحسينية وتمت سرقة نوافذ الألمنيوم والرخام وبعض الحاجات، أما المدرسة الثانية فسرق منها أجهزة الحاسوب وتقنيات أخرى وأيضاً المدرسة في تجمعات ريف دمشق وتحديدا مدرسة شورى التابعة لمنطقة سعسع، أما السرقة الثالثة فكانت لإحدى مدارس جبا وخلال العطلة الأخيرة الأسبوع الفائت، وللعلم فقط نشير إلى أن جميع المدارس التي تمت سرقتها في مناطق آمنة 100% ولا يمكن بأي حال من الأحوال معرفة الجناة لأن السرقات تتم ليلا والناس نيام، والمؤكد أن الفاعل مجهول أو ضمير مستتر وعليه تبدو حوادث السرقات وإن كانت متفرقة ومتباعدة، وبغض النظر عن قيمة المسروقات إلا أنها ظاهرة غير جيدة وغير أخلاقية فالمدارس وجدت لتعليم أبنائنا وأولادنا وجميعها لخدمة المواطن السوري ومجانية ولا تكلف الحكومة أي مواطن أعباء إضافية، ولسنا هنا في وارد المقارنة مع المدارس في الدول المجاورة والأقساط المرهقة لأبناء تلك الدول.
ورغم أن التربية قد أعلنت في العام الفائت مسابقة لتعيين حراس وتم قبول عدد معقول إلا أن أغلبية مدارسنا على أرض المحافظة وفي تجمعات النازحين النازحين بريف دمشق تفتقد إلى الحراس، وان وجدوا فهم لا يقومون بواجبهم على أكمل وجه وقد نقبل عذرهم للظروف الراهنة ولكن السؤال المطروح: على من تقع مسؤولية سرقة المدارس، لتتعالى أصوات أبناء القنيطرة بضرورة أن تقوم القوات الرديفة للجيش بحماية المدارس وهذا الدور لا يقل أهمية عن دورهم في القضاء على الإرهاب.
أحد المعنيين في تربية القنيطرة طلب عدم ذكر اسمه أشار إلى أن عدداً كبيراً من حراس المدارس طلبوا إعفاءهم من وظائفهم وتحويلهم إلى عامل أو مستخدم، إضافة إلى ذلك فان جميع الحراس يرفضون استلام وسائل حماية (سلاح) للدفاع عن المدرسة في حال الضرورة خشية أن يسرق ويتم تغريمه بقيمته.
وأمام ذلك كيف يمكن أن نحافظ على مدارسنا من السرقة، فإذا كان الحراس يخافون العمل ويطلبون نقلهم لمهام أخرى، واستمرت الظاهرة غير مألوفة في مجتمعاتنا وخاصة أننا تلقينا تعليمنا المجاني فيها وتعلمنا أن المدرسة هو بيتنا الثاني.
خالد خالد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد