تركيا تستغل «الهدنة» وتدعم داعش للهجوم على تل أبيض
استغلت السلطات التركية «وقف العمليات القتالية» في سورية بفتحها للحدود وتقديم التسهيلات لمسلحي تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية وذلك تمهيداً للهجوم على مدينة تل أبيض وريفها الذي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية في الريف الشمالي من محافظة الرقة.
وقام التنظيم بشن هجمات متتالية على المناطق التي تربط بلدتي تل أبيض وعين العرب في محاولة منه لفصل البلدتين عن بعضهما البعض ولقطع طرق الإمداد على «وحدات الحماية»، وهجوماً كبيراً آخراً على عدد من المناطق الأخرى الواقعة في ريفي البلدتين، ولا تزال الاشتباكات مستمرة في تلك المناطق منذ أربعة أيام.
وأشارت مصادر مطلعة إلى حدوث اشتباكات عنيفة في قرية «عين العروس» المجاورة لبلدة تل أبيض أسفر عن وقوع خسائر بشرية كبيرة بين الطرفين واستشهاد أعداد من المدنيين.
وقام التنظيم بقطع الطريق الدولي الذي يربط بين رأس العين (غرب الحسكة بـ90 كم) وتل أبيض شمال مدينة الرقة بعد سيطرته على قرية «نص تل» وعلى محطة الكهرباء ببلدة مبروكة (غرب الحسكة بـ100كم) ليقطع بذلك الطريق الدولي بين مدينة حلب وبلدة تل تمر(غرب الحسكة بـ40 كم).
كما أفادت المصادر بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط قرى «حمام التركمان وزيبقة وصخيرات وأبو البراميل والمسعودية والغازية» في الريف الجنوبي لبلدة تل أبيض وفي محيط محطة كهرباء مبروكة.
وبحسب المصادر، فإن التنظيم يحضر لهجوم كبير في المنطقة، بعد جلبه لأعداد كبيرة من المسلحين من مدينة الرقة وتمركزهم في محيط بلدة «الكنطري» (شمال مدينة الرقة) مجهّزين بأعداد كبيرة من العربات الآلية والمدرّعة ومزودين بأسلحة ثقيلة ومتوسطة، على الرغم من أن طيران التحالف الدولي لم يغادر المنطقة منذ أيام، وشن عشرات الغارات العنيفة يوم أمس الأول على تجمعات التنظيم الذي لم يتراجع ويستمر في جلب التعزيزات لشن هجماته على المنطقة بحسب المصادر، في محاولة منه لتعويض خسائره الأخيرة التي مُني بها في الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة.
وفي المقابل استقدمت «وحدات الحماية» تعزيزات مماثلة من حلب وعين العرب ومن مناطق محافظة الحسكة إلى تلك الجبهات، في الوقت الذي جهّزت السلطات التركية أعداداً كبيرة من المسلحين المتشددين وحشّدتهم قبالة مدينة رأس العين من الجانب التركي.
وبالانتقال إلى الريف الجنوبي لمدينة الحسكة أصيب مواطنان بانفجار لغم بدراجتهما النارية كان قد زرعه مسلحو التنظيم في موقع قرية «بعيجان» غرب بلدة السبع وأربعين. وفي الريف الشرقي لمدينة الحسكة أصيب أحد المواطنين بانفجار لغم أرضي عند منزله في قرية «الجنبة الغربية» بريف الهول، علماً أن المنطقة التي تم تحريرها مؤخراً من تنظيم داعش لا تزال مزروعة بالألغام وهي واضحة للعيان على عدة مواقع متفرّقة ومحاذية للطريق الذي يمر من موقع قرية «أم حجيرة» بريف الهول الشمالي وباتجاه مواقع وادي «شعيب الفراتي وقرى أبو شارة وقبر ميزر وقبر غثيث» على الطريق الشرقي الذي يربط بلدة الهول بقرية «أم الروس».
دحام السلطان
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد