المحاكم تتبنى هجمات مقديشو وتتوعد بالمزيد
تبنت المحاكم الإسلامية في الصومال سلسلة هجمات وقعت مؤخرا في العاصمة مقديشو بما فيها مهاجمة قافلة للقوات الإثيوبية والقصر الرئاسي، وتوعدت بشن المزيد.
ووصف أحمد قاري أحد نواب رئيس اتحاد المحاكم الإسلامية شيخ شريف أحمد الهجمات بأنها انتفاضة جديدة للشعب الصومالي. وأشار في تصريحات نقلتها وكالة أسوشيتد برس إلى أن الحل الوحيد للوضع الحالي هو المصالحة والحوار بين الحكومة الانتقالية والمحاكم الإسلامية.
وقال شهود عيان إن أربعة أشخاص لقوا مصرعهم في اشتباك أعقب إطلاق مسلح صومالي النار على قافلة عسكرية إثيوبية شمال مقديشو أمس السبت.
وأوضح الشهود أن القافلة العسكرية الإثيوبية ردت بإطلاق نيران الأسلحة المضادة للطائرات، وبشكل عشوائي، فقتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب نحو 12 آخرين جميعهم من المدنيين.
جاء الهجوم بعد أن تعرض قصر الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف أحمد لإطلاق نار من مسلحين مساء الجمعة أسفر عن تبادل لإطلاق النار بين المسلحين والقوتين الصومالية والإثيوبية اللتين تحرسان القصر، دون أن يبلغ عن إصابات بين أي من الطرفين.
وأكد المتحدث باسم الحكومة عبد الرحمن ديناري أن المهاجمين كانوا مجهزين بصواريخ مضادة للطيران، في حين تحدث شهود عيان عن قذائف هاون ردت عليها القوات الإثيوبية والصومالية بشدة.
تأتي هذه التطورات فيما أعلن محمد طيري، أحد أقوى أمراء الحرب الصومالية، تسليم أسلحة مليشياته إلى الحكومة الانتقالية. وتمت مراسم تسليم 23 شاحنة عسكرية منصوب عليها أسلحة ثقيلة في معقله مدينة جوهر الواقعة على بعد 90 كلم شمال مقديشو أمس السبت.
وقال المتحدث باسم الحكومة إن طيري أمر 220 من مقاتليه بالالتحاق بمعسكر تابع للقوات الحكومية تمهيدا للانضمام إلى الجيش الصومالي، في خطوة يراها مراقبون أنها تعزز من موقع الحكومة وتدعم خططها للسيطرة على الوضع الأمني في البلاد وإنهاء 16 عاما من سيطرة أمراء الحرب والمليشيات.
وعلى الجانب السياسي جدد رئيس الوزراء علي محمد غيدي رفضه لأي وساطة بين حكومته والمحاكم الإسلامية. وأوضح لدى وصوله إلى الخرطوم مساء أمس أنه لا يعتزم أن يطلب من المسؤولين السودانيين التوسط بين الحكومة الانتقالية والمحاكم.
وأشار غيدي إلى أنه سيبحث خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام وهي الأولى من نوعها منذ سيطرة حكومته بمساندة القوات الإثيوبية على مقديشو وهزيمة المحاكم، مع المسؤولين السودانيين، مسائل متعلقة بالوضع في الصومال وتدعيم الاستقرار فيه.
من جانبه قال سفير الصومال لدى الخرطوم مختار سيد إبراهيم إن بلاده ترغب بأن تقوم الخرطوم بدور ايجابي في المصالحة الوطنية. وكانت الحكومة السودانية أعلنت استعدادها للقيام بوساطةٍ بين الحكومة الصومالية والمحاكم الإسلامية عن طريق استئناف المفاوضات مرة أخرى بالخرطوم.
لكن وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني علي أحمد كرتي أكد أن بلاده لا يقيم الآن أي علاقات مع المحاكم الإسلامية.
من ناحية أخرى رحّلت السلطات الكينية أمس إلى الصومال 34 شخصا يشتبه في أنهم مقربون من المحاكم.
وقال المحامي هارون ندوبي، الذي يمثل أربعة أشخاص أعيدوا إلى الصومال في طائرة، إن موكليه ليسوا صوماليين فيما جنسية الثلاثين الآخرين غير معروفة، مشيرا إلى أن موكليه هم ثلاثة إريتريين وكندي وأن السلطات لم توضح أسباب توقيفهم وطردهم.
لكن مصدرا بالشرطة الكينية أوضح أنه تم توقيف معظم المشتبه فيهم فيما كانوا يحاولون عبور الحدود بين كينيا والصومال، المغلقة منذ الثالث من يناير/ كانون الثاني الجاري، لتفادي لجوء مقاتلي المحاكم الإسلامية إلى أراضيها.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد