«بركان الفرات» تتصدع.. «وحدات الحماية» تحاصر «ثوار الرقة» في تل أبيض
يبدو أن الثقة تكاد تكون معدومة بين الميليشيات المسلحة في شمال سورية رغم وجود اتفاقات مسبقة بينها لقتال تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، الأمر الذي ينبئ بانفراط عقد غرف عمليات «بركان الفرات» التي تضم «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية و«جبهة ثوار الرقة».
ونقلت مواقع إعلامية معارضة عن صفحة «الرقة تذبح بصمت» على موقع «فيسبوك»: إن «وحدات حماية الشعب» تواصل حصارها لليوم السادس عشر على التوالي لـ«جبهة ثوار الرقة»، التي تضم «لواء ثوار الرقة، وجيش العشائر» وتمنعهم من إدخال المواد الغذائية وكل مقومات الحياة، رغم أن «وحدات الحماية» و«ثوار الرقة» يتشاركان في غرفة عمليات مشتركة باسم «بركان الفرات» لمحاربة داعش في الرقة، الأمر الذي أعادته المواقع المعارضة إلى رفض «وحدات الحماية» الشراكة معهما، على اعتبار أنها لا تريد قوة عربية تنافسها وهو ما دفعها إلى ممارساتها الأخيرة.
كما نقلت المواقع المعارضة عن مصدر عربي مطلع من تل أبيض بريف الرقة: إن الحصار جاء «بعد مطالبة وحدات حماية الشعب الكردية حل جيش العشائر لأنها لا تريد قوة منافسة لها في ريف الرقة الشمالي، فقامت بطرد عائلات مقاتلي جبهة ثوار الرقة من مدينة تل أبيض إلى ريفها الجنوبي، وسيارات جبهة ثوار الرقة في المنطقة الصناعية بتل أبيض سحبتها الوحدات الكردية لخارج حدود مدينة تل أبيض»، وإن أعداد المحاصرين تقدر بنحو 4000 مقاتل، كلهم من «جبهة ثوار الرقة». من جانبها لم تعلن ميليشيا «ثوار الرقة» وقائدها أبو عيسى أي رد رسمي عما يجري في تل أبيض، كما أن «وحدات الحماية» لم تعلق على ما يجري من تصعيد والاتهامات الموجهة إليها بارتكاب انتهاكات بحق العرب في تل أبيض.
وتدل الأحداث السابقة على أن العلاقات بين مكونات غرفة «بركان الفرات» على صفيح ساخن، منذ إصدار تجمع عشائر الرقة بياناً في 14 الشهر الماضي على خلفية مقتل أحد عناصر «لواء ثوار الرقة» وإصابة 2 آخرين نتيجة اعتداء الوحدات عليهم أثناء وجودهم على أحد حواجز «ثوار الرقة»، ومنع البيان دخول أي شخص من وحدات حماية الشعب الكردية إلى المناطق العربية، ويطالب بفتح تحقيق دولي بعمليات القتل والاعتداءات التي طالت أهالي المنطقة. والجدير ذكره أن العرب والأكراد سيطروا على تل أبيض من تنظيم داعش في 15 حزيران من العام الجاري تحت اسم الغرفة المشتركة بينهما «بركان الفرات»، وما يجري الآن رجحت المصادر الإعلامية المعارضة تأثيره في معركتهم المرتقبة مع داعش في الرقة.
ومع نهاية العام المنصرم آثر الإرهاب أن يودع محافظة الحسكة بأحداث دموية أليمة، حصدت أرواح 21 شهيداً في القامشلي.
ففي مساء الأربعاء الماضي هز انفجاران إرهابيان مدينة القامشلي، في مطعم كبرئييل بشارع السياحي، ومطعم ميامي في حي الوسطى، عندما قام إرهابيون ينتمون إلى تنظيم داعش بحسب مصدر عسكري مسؤول في المحافظة، بزرع عبوات ناسفة في الموقعين المذكورين، أودت بحياة 21 شهيداً، وإصابة 43 جريحاً جميعهم من المدنيين عشية الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة في المطعمين المذكورين. وقد شيّع الآلاف من أهالي المدينة 13 شهيداً من كنيسة السيدة العذراء بمركز المدينة وبحضور رسمي وشعبي وديني، نقل فيه محافظ الحسكة المهندس محمد زعال العلي تعازي الرئيس بشار الأسد إلى أسر الشهداء، وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وأشاد في حديث لـ«الوطن» بالمواقف الوطنية والمشرّفة لأبناء محافظة الحسكة جميعهم وبكل مكوناتهم وعلى مختلف ألوانهم في تصديهم للإرهاب وقطع دابره العدواني التكفيري والظلامي، الرامي عبثاً إلى النيل من الوحدة الوطنية في سورية ومناعة وقوة شعبها المقاوم.
الحسكة– دحام السلطان – دمشق– الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد