آيزيدية تحكي مأساتها في مجلس الأمن: اقضوا على "داعش"

"تم استعبادي وبيعي وتأجيري لعشرات المرات في الموصل وتلعفر والحمدانية لمدة ثلاثة أشهر، فصلت عن أمي وأخواتي ولم أر أمي إلى هذه اللحظة"، بهذه الكلمات المؤثرة اختصرت الشابة الأيزيدية نادية مراد طه  (21 عاماً) فصول معاناتها مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام"- "داعش" الذي اختطفها مع 150 إمرأة أخرى واقتادهن إلى الموصل، معقله في العراق، حيث تبادل المتشددون الأيزيديات والأطفال الأيزيديون كهدايا.
تحدثت نادية بحرقة كيف تحولت الأيزيديات "إلى لحمٍ يُباع ويُشترى" وكيف يستخدم التنظيم "الإغتصاب لتدمير النساء والبنات ولضمان ألاّ تعيش هؤلاء النساء حياة طبيعية مرة أخرى".
لم تنسَ ما شهدته أمام أعينها من إجهاض النساء واغتصاب القاصرات وفصل الأطفال الرضع عن أمهاتهم، وكل ما هو وحشي حصل أمامها".
روت الشابة التي نجحت في الفرار بعد ثلاثة أشهر من المعاناة اليومية، كيف أرغمها رجلٌ "على ارتداء ملابس غير محتشمة ووضع مساحيق التجميل ثم فعل فعلته في تلك الليلة الرهيبة".
تحدثت وهي تغالب دموعها عن الرعب الذي أصابها حين جردها سجانها من ملابسها قبل أن يقتادها إلى مجموعة من المتشددين الذين تناوبوا على اغتصابها حتى فقدت الوعي.
وبتأثرٍ واضح، ذكّرت نادية مجلس الأمن بإبادة قريتها كوجو التي قتل فيها أكثر من 700 رجل في ساعة واحدة، ومن بينهم إخوتها الستة، وقالت: "جئت إلى هنا كي أخبركم أننا أقلية بلا ظهر وبلا سند وقد خاب ظننا بجميع السياسات، لا يزال الآلاف مخطوفين إلى اليوم وهم يحلمون بفرصة جديدة للحرية، فالوقت ليس متأخراً نطالب بتحريرهم".
لم تتخطَ الشابة الجريئة آلامها بعد وهي الآن تتعالج في ألمانيا حيث تقطن من الآثار النفسية والجسدية التي أصيبت بها من جراء انتهاكات تنظيم "داعش".
  وتوسلت الشابة الأيزيدية مجلس الأمن في اجتماعه الأول لبحث قضية الإتجار بالبشر "أن يعمل على القضاء على "داعش" ومحاسبة المتشدّدين الذين يتاجرون بالبشر وينتهكون حقوق المرأة والطفل" لتختم شهادتها وسط تصفيق أعضاء المجلس بطلب "إنهاء داعش نهاية أبدية".
وأسف مجلس الأمن "لما ارتكبه تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات مثل "جيش الرب للمقاومة" و"بوكو حرام" من عمليات اتجار بالبشر. معتبراً أن "بعض الأفعال المرتبطة بالاتجار في الناس في إطار الصراع المسلح قد تشكل جرائم حرب".
وقالت "الأمم المتحدة" أن "التنظيم ربما ارتكب جريمة إبادة جماعية بمحاولته القضاء على الأقلية الأيزيدية". مطالبةً مجلس الأمن "بإحالة الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية".
وبحسب نشطاء "إن من بين نحو 5000 أيزيدي من الرجال والنساء وقعوا في قبضة المتشددين خلال صيف 2014 تمكن نحو 2000 من الهرب أو تم تهريبهم من المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم. وما يزال الباقون في الأسر لدى تنظيم داعش" الذي يعتبر الأيزيديين من عبدة الشيطان.

المصدر: رويترز