الجيش يتقدم في محيط خان طومان بحلب والمسلحون ينتقمون من المدنيين
على الرغم من الحشود الضخمة التي استقدمها مسلحو حلب من جميع المحافظات السورية لوقف تقدم الجيش العربي السوري جنوب حلب، خطت وحدات الجيش خطوة جديدة أمس بالسيطرة على نقاط متقدمة في محيط خان طومان، أهم معقل رئيسي متبقي للمسلحين في المنطقة الحيوية.
وأوضح مصدر ميداني، أن الجيش مدعوماً بقوات الدفاع المحلي، استطاع أمس، وبتمهيد ناري كثيف، التقدم في مناطق متفرقة في محيط خان طومان وخصوصاً من الجهة الشرقية، ليسيطر على نقاط عسكرية مهمة، والقضاء على أعداد كبيرة من مسلحي حركة «أحرار الشام الإسلامية» وجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية والتي أعلنت عن المرحلتين الأولى والثانية من استعادة المناطق التي سيطر عليها الجيش، ولتُمنى في كل مرة بانتكاسات جديدة، ما أفقدها مصداقيتها أمام حلفائها الداعمين.
ولفت المصدر إلى أن خسائر المسلحين بلغت دبابتين وعربتي مدفع رشاش ورتلاً من السيارات المحملة بالذخيرة دمرت إثر غارات لسلاحي الجو السوري والروسي بالقرب من بلدة تل حدية وتلة الإيكاردا وجبل الأربعين في ريف حلب الجنوبي. وللتغطية على هزائم وخسائر المسلحين، حاولوا افتعال هجمات على محاور عدة في ريف حلب الجنوبي وعلى خطوط التماس في مدينة حلب مثل محيط مدرسة الحكمة في حي الراشدين وفي جمعية الزهراء والبحوث العلمية غرب حلب، إلا أن رد الجيش زعزع قدرتهم على المبادرة والرد، فارتدوا إلى نقاط تمركزهم الخلفية بعد ضربات موجعة وقاسية لقنتهم درساً قاسياً.
ورد المسلحون على خيبة أملهم كالعادة بإطلاق قذائف هاون على أحياء عدة مثل حلب الجديدة وضاحية الأسد والأكرمية والأعظمية وصلاح الدين، لترتقي أرواح 3 شهداء ويصاب 11 مدنياً بجروح إصابة بعضهم خطيرة.
في غضون ذلك دمرت وحدات من الجيش العاملة في حلب بإسناد من سلاح الجو أوكارا وتجمعات لمسلحي تنظيمي داعش و«النصرة» الإرهابيين في مناطق متعددة بريف حلب.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري أن سلاح الجو في الجيش نفذ أمس طلعات جوية طالت أوكارا ومقرات لتنظيم داعش في قرى حميمة وعاكولة وشمالها وتل أحمر وشرق قرية كصكيص بالريف الشرقي.
وأكد المصدر «تكبيد تنظيم داعش خسائر بالأفراد والآليات المزودة برشاشات متنوعة خلال الطلعات الجوية وتدمير خطوط وطرق إمداد له».
إلى ذلك أكدت مصادر ميدانية مقتل وإصابة 20 مسلحاً على الأقل أغلبهم مما يسمى «جيش المجاهدين» و«النصرة» خلال الحرب المتواصلة التي يخوضها الجيش بالتعاون مع القوى المؤازرة على الإرهاب في ريف حلب الجنوبي.
ويضم ما يسمى «جيش المجاهدين» المرتبط بـ«النصرة» مجموعات مسلحة من بينها «كتائب نور الدين الزنكي الإسلامية» و«لواء الأنصار» و«تجمع فاستقم كما أمرت» و«لواء الحرية الإسلامي» و«لواء أمجاد الإسلام» و«لواء أنصار الخلافة» و«حركة النور الإسلامية» و«لواء جند الحرمين» وجميعها تتلقى التمويل والتسليح من النظامين السعودي والتركي.
وأفادت المصادر الميدانية بأن وحدة من الجيش دمرت بصواريخ موجهة عربة ثقيلة للمسلحين وآلية مزودة برشاش ثقيل في محيط قرية أبو رئيل جنوب جبل الأربعين في الريف الجنوبي.
كما حققت وحدات الجيش بالتعاون مع القوى المؤازرة خلال الأسبوعين الماضيين تقدما كبيراً في عملياتها على الإرهاب عبر إحكامها السيطرة على عدد من البلدات والقرى والمزارع والتلال الممتدة في الريفين الجنوبي والجنوبي الغربي لمدينة حلب، حيث بدأت مئات العائلات بالعودة إلى منازلها لمواصلة حياتها الطبيعية.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد