مفاجأة السلفيين في انتخابات مصر.. الهزيمة!

22-10-2015

مفاجأة السلفيين في انتخابات مصر.. الهزيمة!

جاءت النتائج التي حققها حزب «النور السلفي» في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية مفاجئة في تواضعها، ليس للحزب السلفي وأصدقائه فحسب، بل لخصومه أيضا.
وبحسب ما اظهرته النتائج الاولية للمرحلة الاولى من الانتخابات، فإن الحزب السلفي مني بهزيمة ساحقة، برغم انتمائه الى تيار «الاسلام السياسي»، الذي تمكّن، تحت قيادة «الاخوان المسلمين»، من تحقيق الفوز بدرجات متفاوتة في خمسة استحقاقات انتخابية منذ العام 2011، وهي الاستفتاء على الإعلان الدستوري في آذار العام 2011، والانتخابات البرلمانية في العام 2012، والاستفتاء على الدستور في العام 2012، وانتخابات رئاسة الجمهورية في العام 2012، وانتخابات مجلس الشورى في العام 2012.نائب رئيس «الدعوة السلفية» ياسر برهامي لدى وصوله الى احد مراكز التصويت في الاسكندرية الاحد الماضي (ا ف ب)
والاهم من ذلك، ان قائمة «حزب النور» خرجت من المنافسة في دائرة غرب الدلتا، التي تعد أهم معاقله، أمام قائمة «في حب مصر» القريبة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي حققت فوزا سهلاً في هذه المحافظات.
ومن بين مرشحي الحزب السلفي البالغ عددهم حوالي 120 مرشحاً في دوائر المرحلة الأولى، لم يتمكن أي مرشح من الفوز في الجولة الأولى. بل وصل إلى الإعادة 24 مرشحاً فقط، وهم لا يحتلون مراكز متقدمة، ما يعني أن احتمالات فوزهم لن تكون كبيرة، بينما خرج الباقون من السباق من الجولة الاولى.
ولعلّ نتائج «حزب النور» المتواضعة خالفت الكثير من التوقعات التي ذهبت إلى إمكانية أن يصبح «حزب النور» وريثاً لتركة «الإخوان المسلمين»، الذين اطيح بهم غداة «ثورة 30 يونيو»، والذين كانوا يحصدون حصة كبيرة من الأصوات الانتخابية قبل «ثورة 25 يناير»، وانتزعوا الغالبية بعد الثورة.
ولكن هذه التوقعات لم تضع في الاعتبار أن الإطاحة بـ«الإخوان» لم تمثل خسارة للجماعة المحظورة حالياً فسحب، بل مثلت خسارة لتيار الإسلام السياسي ككل.
ولا بد من الاشارة هنا الى ان ما تبقى من قواعد تيار الإسلام السياسي، والأصوات التي كانت تستجيب للخطاب الديني في التصويت للانتخابات، لا ترى ان بإمكان «حزب النور» ان يشكل امتداداً لـ «الاخوان المسلمين»، لا بل ان قطاعاً واسعاً من ذلك الجمهور يراه حليفاً للنظام الحالي ضد «الإخوان»، فيما يراه المتعاطفون مع «الإخوان» من جمهور الخطاب الديني الفصيل الذي وافق أو تغاضى عمّا جرى في «رابعة العدوية»، وانه ساند النظام الحاكم في تنكيله بـ «الإخوان».
ومن ناحية أخرى، فإنّ «حزب النور» لم يتمكّن من تعويض ما خسره في صفوف جمهور الاسلام السياسي عبر استمالة جمهور «30 يونيو»، الذي كان معبأً أصلا ضد الخطاب الديني. بل على العكس، فقد شن حلفاء «30 يونيو» حملة ضد الحزب السلفي، واعتبروه حزبا دينيا معاديا لمبادئ الدولة المدنية. كما أن «حزب النور»، الذي تأسس بعد «ثورة 25 يناير» لم يتمكن من بناء الآلة التنظيمية التي امتلكها «الإخوان» وأداروا بها انتخاباتهم.
وفي تعليقه على الخسارة المدوّية للسلفيين في الانتخابات البرلمانية، قال الباحث في شؤون الجماعات الاسلامية احمد بان  ان «الخيارات السياسية لـ(حزب النور) كانت محكومة دائما بخصومة عميقة مع (الإخوان)، وولاء مطلق لأي نظام سياسي مهما كانت توجهاته». واضاف بان «لذلك، فعندما اختار (حزب النور) أن ينحاز الى خريطة الطريق (التي اعلنتها القوات المسلحة بعد عزل الرئيس محمد مرسي)، خسر قواعده التقليدية التي أمنت فوزه بربع مقاعد البرلمان السابق، ولم ينجح في إقناع قوى تصويتية جديدة بالثقة به، وبالتالي جاءت نتائجه بهذا الشكل».
وتابع بان «كذلك، فإن الإصرار على الخطاب والنهج المزدوج هو نتاج خلط الدعوة بالسياسي».
وتطرح الخسارة التي مني بها «حزب النور» الكثير من التساؤلات حول مستقبل تيار الإسلام السياسي في مصر وما إذا كانت خسارته في الانتخابات، وقبلها الإطاحة بـ «الإخوان» من الحكم، تمثل رحلة النهاية للتيار الذي شكل المعارضة الرئيسية في مصر طوال عقود.
ولكن بان يرى انه «من الخطأ اعتبار (حزب النور) ممثلا لتيار الإسلام السياسي، الذي هو أوسع من (حزب النور) و(الاخوان)»، معرباً عن اعتقاده بأن «مجمل الحالة الإسلامية تراقب المشهد، وبعضها يحاول إنتاج رؤى بديلة لـ(الإخوان) من شأنها ان تؤمن وجوداً مناسباً لحجم وجهد التيار الاسلامي، ولكن في كل الاحوال، فإنّ مستقبل الإسلام السياسي مرتبط بمستقبل التطور الديموقراطي في مصر».
الخسارة الفادحة لـ «حزب النور» في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية لا تجيب بشكل واف عن أسئلة المستقبل الخاصة بتيار الإسلام السياسي في مصر، ليس فقط لأن «حزب النور» لا يمثل هذا التيار، ولكن أيضا لأن النتائج الأولية للانتخابات لم تعلن عن أي مساحة للمعارضة، سواء كانت إسلامية أو مدنية، وكانت الكعكة كلها من نصيب مؤيدي الدولة المصرية، والأكثر تماهيا معها، ما يعني أن منافسة حرة بين قوى المعارضة الدينية والمدنية لا يمكن معرفة نتائجها بعد. كما أن صناديق الانتخاب التي عزف الجمهور عنها واضطرت الدولة لبذل جهد كبير لرفع نسبة التصويت بها لا تفصح بدقة عن الحصص المختلفة للقوى السياسية في الشارع المصري.

«في حب مصر» تكتسح القوائم و4 ناجحين فقط في «الفردي»
اعلنت اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية في مصر، يوم امس، نتائج الجولة الاولى من المرحلة الاولى من الانتخابات، والتي شملت محافظات الجيزة والفيـوم وبنـي سـويف والمنيـا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحـيرة ومرسى مطروح.
واشارت اللجنة العليا الى ان هذه الجولة تنافس فيها المرشحون على 226 مقعداً في النظام الفردي و60 مرشحاً في نظام القوائم.
واضافت ان 68 سفارة اجنبية و81 منظمة مجتمع مدني محلية و6 اجنبية غير حكومية و5 منظمات حكومية اجنبية تابعت الجولة الاولى من الانتخابات، بالاضافة الى وسائل الاعلام المحلية والاجنبية.
ولفتت اللجنة العليا الى ان العمل في اللجان الانتخابية الفرعية انتظم بنسبة 97 في المئة، مشيرة الى خروقات بسيطة لقواعد الانتخابات.
واشارت اللجنة العليا الى ان عدد الناخبين في محافظات المرحلة الاولى بلغ 27 مليوناً و402 الف و353 ناخباً، وان عدد من ادلوا بأصواتهم هو 7 ملايين و270 الفاً و594 ناخباً بنسبة حضور 26.56 في المئة، وان عدد الاصوات الصحيحة بلغ 6 ملايين و584 الفاً و128 صوتاً بنسبة 90.46 في المئة، وعدد الاصوات الباطلة 694 الفاً و466 صوتاً بنسبة 9.54 في المئة
 وبحسب اللجنة العليا فإن اعلى المحافظات في التصويت هي الوادي الجديد (37 في المئة)، واقلها في التصويت الجيزة (21 في المئة).
واعلنت اللجنة العليا فوز 4 مرشحين فقط من اصل 2548، وفوز قائمتي «في حب مصر»، القريبة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد وقطاع غرب الدلتا (بمجموع 60 مرشحاً).
ولفتت اللجنة العليا الى ان الدوائر التي ستجرى فيها جولة الاعادة هي جميع دوائر النظام الفردي (103 دوائر).

مصطفى بسيوني

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...