الديمقراطيون يحذرون بوش: سنكون بالمرصاد
قبيل الاعلان عن الاستراتيجية الجديدة للرئيس الاميركي جورج بوش في العراق، جنّد الديموقراطيون، أمس، أبرز زعمائهم لتوجيه إنذارات قوية للادارة الجمهورية، أكدوا عبرها أنهم سيكونون بالمرصاد للسياسة المقبلة التي ينوي بوش اتباعها في العراق، والتي يرجح أن تتضمن زيادة عديد القوات الاميركية هناك، وذلك فيما بدأ الحديث عن مدى «قدرة» الكونغرس الجديد، بغالبيته الديموقراطية، على التأثير على الوجهة الاميركية المزمعة في العراق، بما في ذلك استخدام صلاحية قطع التمويل عن المهمة العسكرية هناك.
وأكدت رئيسة مجلس النواب الأميركي الديموقراطية نانسي بيلوسي لتلفزيون «سي بي أس» الاميركي أنه «إذا كان الرئيس يريد إضافة (قوات) لهذه المهمة فسيتعين عليه أن يبرر أمام الكونغرس (ارسال) اي جندي اضافي. وهذا أمر جديد عليه لأن الكونغرس الجمهوري أعطاه حتى الآن تفويضاً مفتوحاً من دون رقابة ولا معايير ولا شروط».
في المقابل، نفت بيلوسي نية الديموقراطيين قطع التمويل عن القوات الاميركية الموجودة حالياً في العراق، مضيفة «أن جنودنا (في العراق) قاموا بعمل ممتاز. ونحن لا نوفر فرصة للاشادة بما قاموا به، لكن ما لم يوضع حل سياسي ودبلوماسي لمساندة جهودهم، فسيكونون مكبلي الايدي».
وبرز إلى الواجهة، مؤخراً، خيار القيام بـ«دفق» عسكري في العراق، بين قائمة الخيارات المتاحة للرئيس الاميركي. ويقضي هذا الخيار بزيادة كبيرة لكن قصيرة الامد لقوات الاحتلال الاميركية في العراق، تصل إلى 20 ألف جندي، وهو ما عارضه الديموقراطيون.
بدوره، أكد رئيس لجنة المخصصات في مجلس النواب النائب دافيد أوبي، خلال برنامج بثه تلفزيون «آي بي سي»، أن «الكونغرس سيمول كل ما يحتاج اليه الجنود... لكن لن تكون هناك بالطبع أي شيكات على بياض».
من جهته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الديموقراطي جوزيف بايدن، لتلفزيون «ان بي سي»، إنه قد جهز بالفعل مسودة «قرار عدم موافقة» من الكونغرس ضد زيادة القوات في العراق. في الوقت ذاته، سلّم بايدن بأن الكونغرس لا يستطيع فعل الكثير في هذا الشأن، موضحاً أن «الأمر نوع من المحاولة من جانب مجلس الشيوخ لاقناع الرئيس بأن أعدادا كبيرة في مجلس الشيوخ الأميركي تعتقد أن هذا الاقتراح خطأ، على أمل إجباره على إعادة النظر». أضاف «هذه وصفة لمأساة أخرى».
وقال بايدن ان مسؤولي ادارة بوش يدركون ان الحرب في العراق خاسرة، الا انهم يريدون ان يضمنوا ان يكون الرئيس الاميركي المقبل هو الذي «سيأمر بهبوط المروحيات داخل المنطقة الخضراء ونقل الناس عن اسطح المباني»، كما حدث في الهزيمة في فيتنام.
ووجد كلام بايدن من ينظر له في الجانب الجمهوري، حيث قال زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل لتلفزيون «فوكس نيوز»، أمس، إن أدوات الكونغرس الجديد ذي الغالبية الديموقراطية للتأثير على سياسة الادارة البوشية في العراق هي «محدودة للغاية»، مؤكداً أن «كل ما في وسع الكونغرس أن يفعله... هو قطع المخصصات المالية عن الجنود»، ومرجحاً أن الديموقراطيين لن يتبعوا لهذا الخيار.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد