اليمن: «التحالف» يستأنف غاراته

لم تكد الأيام الخمسة للهدنة في اليمن تنتهي، حتى أعاد «التحالف»، بقيادة السعودية، الأوضاع الأمنية إلى نقطة الصفر، مع شن غارات مكثفة على مواقع في عدن، ما يعقد عملية توزيع المساعدات الإنسانية على اليمنيين الذين يواجهون أوضاعاً مأساوية.
في هذا الوقت، نقلت وكالة «تسنيم» عن مسعود غازي ميرسعيد قائد سفينة الشحن الإيرانية «شاهد» المتجهة إلى اليمن قوله إن سفينتين حربيتين إيرانيتين بدأتا في مرافقة السفينة في خليج عدن.
وقال ميرسعيد إن «الأسطول الرابع والثلاثين اتصل بنا وأبلغنا أنهم سيتواجدون إلى جانب سفينة المساعدات» مشيرا إلى مدمرة وسفينة دعم في خليج عدن. وأضاف أن السفينتين الحربيتين سترافقان سفينة الشحن على طول الطريق إلى ميناء الحديدة في غرب اليمن والمتوقع أن تصله في 21 أيار الحالي.
وقالت مصادر عسكرية وشهود إن «التحالف»، الذي تقوده السعودية، شن فجر أمس، عدة غارات على مواقع للحوثيين في مدينة عدن الجنوبية، أسفرت عن تدمير مركبتين في حي التواهي بعدن، كما تم تدمير ثلاث مركبات أخرى في حي خور مكسر في المدينة نفسها.
وشنت طائرات أول غارتين بعد انتهاء الهدنة بساعة واحدة، أي حوالى منتصف ليل الأحد ـ الاثنين بتوقيت اليمن. واستهدفت غارة أولى مبنى القصر الجمهوري فيما استهدفت الثانية موقعا لقوات الأمن الخاصة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله الصالح المتحالف مع الحوثيين.
وتحدثت وسائل إعلام موالية للحوثيين عن غارات على صعدة، مضيفة أن القوات السعودية أطلقت 70 صاروخا وقذيفة مدفعية على شمال اليمن، فيما أشارت قناة «العربية» إلى أن القوات السعودية قصفت مواقع الحوثيين عبر الحدود بعد أن أطلقوا قذائف هاون على موقع عسكري في منطقة نجران الحدودية.
وقال مصدر ديبلوماسي غربي، لوكالة «فرانس برس»، إن «السعوديين رأوا أن الحوثيين استفادوا من الهدنة لإعادة نشر قطع من المدفعية وقاذفات الصواريخ بالقرب من الحدود مع المملكة»، مضيفاً إن «السعوديين يعتقدون بان ذلك يشكل انتهاكا مباشرا لوقف إطلاق النار».
وقال المتحدث باسم «التحالف» العميد أحمد عسيري «لم يحترموا الهدنة الإنسانية. لذلك نقوم بما يجب القيام به». وأضاف «هذه الجماعة المسلحة لم توقف معاركها. وواصلت مهاجمة الحدود ومهاجمة مدن في اليمن».
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبد الله، في الرياض حيث يتواصل مؤتمر «إنقاذ اليمن» من دون مشاركة الحوثيين، «هذا ما قلناه من قبل، إذا عادوا عدنا»، مضيفاً أن «التحالف لا يفكر في أي هدنة جديدة لكنه لن يستهدف المطارات والموانئ التي ستستخدم في إيصال المساعدات».
كما استمرت المواجهات على الأرض بين الحوثيين والمقاتلين المؤيدين للرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن وتعز. وفي محافظة الضالع الجنوبية، قتل 12 مسلحا وأصيب عدد آخر في هجوم لمسلحي «المقاومة الشعبية» المؤيدة لهادي على مقر «اللواء 33 مدرع» الموالي لصالح.
ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأمم المتحدة للاضطلاع بدور أكثر فاعلية في اليمن ويشمل ذلك نشر طواقمها على الأرض لضمان توزيع مساعدات الإغاثة. وقال «نعتقد أن الأمم المتحدة تحتاج إلى إقامة منطقة آمنة في اليمن لتلقي المساعدات. حان الوقت كي تسيطر الأمم المتحدة على الوضع».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في سيول، إن واشنطن تؤيد تمديد الهدنة لكن تحركات المقاتلين الحوثيين تجعل ذلك صعبا. وقال «نعرف أن الحوثيين قاموا بنقل بعض منصات إطلاق الصواريخ إلى الحدود، وبموجب قواعد الاشتباك يفهم دائماً أنه إذا قام طرف أو آخر بتحركات استباقية فإن ذلك يعد خرقاً لترتيبات وقف إطلاق النار».

وكالات