مواجهات مقدونيا: مقتل 8 شرطيين و14 مهاجماً
قتل ثمانية شرطيين وأصيب 37 شخصاً بجروح في مواجهات أمس واليوم الأحد، في منطقة كومانوفو في شمال مقدونيا بين الشرطة وعشرات العناصر في مجموعة مسلحة يشتبه بأنها من أصل الباني تحصنت في أحد أحياء المدينة.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه العميق" حيال هذه المواجهات التي تحيي المخاوف من نزاع مماثل لما حصل في العام 2001 استمر ستة أشهر بين القوات المسلحة ومتمردين ألبان طالبوا بمزيد من الحقوق داخل المجتمع.
وقال المتحدث باسم الشرطة إيفو كوتفسكي للصحافيين إن "ثمانية شرطيين قتلوا وأصيب 37 آخرون"، موضحاً أن العملية "على وشك الانتهاء".
ولفت كوتسفكي من جهة أخرى إلى "العثور على 14 جثة يرتدي أصحابها بزات عسكرية"، في إشارة إلى عناصر المجموعة المسلحة، موضحاً أن "المهاجمين ينتمون إلى مجموعة إرهابية خطيرة للغاية" صدرت بحق أفرادها مذكرات توقيف دولية.
ولفت المتحدث إلى أن "أكثر من ثلاثين شخصاً شاركوا في الهجوم، معظمهم مواطنون مقدونيون، إضافة إلى خمسة آخرين من كوسوفو وألبانيا يشتبه بأنهم جميعاً من أصل الباني".
وكانت الشرطة أكدت في وقت سابق أمس أن هذه المجموعة "جاءت من بلد مجاور" من دون أن تحدده، لكن الصحافة المحلية تحدثت عن كوسوفو ذي الغالبية الألبانية.
وتأتي هذه المواجهات بعد بضعة أسابيع من استيلاء مجموعة مسلحة البانية جاءت من كوسوفو في 21 نيسان الماضي على مركز صغير للشرطة عند الحدود الشمالية لمقدونيا، مطالبة بإقامة دولة ألبانية على أراضي الجمهورية اليوغوسلافية السابقة.
من جهته، دعا المفوض الأوروبي لشؤون التوسيع يوهان هان في بيان اليوم إلى "تجنب أي تصعيد إضافي للعنف لمصلحة الاستقرار العام في البلاد".
وفي وقت عززت صربيا قواتها على الحدود، وجهت ألبانيا وكوسوفو نداءين لالتزام الهدوء وطلبت بريشتينا "من كل الأطراف إيجاد حل عبر الحوار السياسي".
وفي سكوبيي، أوضحت وزارة الداخلية أن 20 من أفراد هذه المجموعة سلموا أنفسهم لقوات الأمن أمس تمهيداً لإحالتهم للقضاء.
ومنذ فجر أمس، شهدت كومانوفو التي تبعد 40 كيلومتراً شمال العاصمة ما يمكن اعتباره معارك شوارع.
وقامت قوات من النخبة وناقلات جند مدرعة وعناصر من الشرطة يرتدون سترات واقية للرصاص بتطويق الحي ذي الغالبية الألبانية المسلمة، والذي كانت تتحصن فيه المجموعة.
وتشهد مقدونيا، المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، منذ أشهر، أزمة سياسية خطيرة أطرافها ابرز الأحزاب السلافية.
وتتهم المعارضة اليسارية السلطة المحافظة بالفساد والتنصت على نحو 20 ألف شخص، بينهم سياسيون وصحافيون ومسؤولون دينيون.
(أ ف ب)
إضافة تعليق جديد